اطلعت على التصريحات المتشنجة من سياسين عراقيين كبار عقب قرار تبديل العلم العراقي مؤقتا وقد جاء لحل اشكالات داخلية في منطقة كردستان العراق، واطلعت على الفور على مقال للسيد سعد محيو حول نفس القضية على الصفحة الالكترونية الرائدة quot; ايلافquot; وبالنظر لسخونة الموضوع اود توضيح الصورة الكاملة خاصة وان ايلاف المتميزة والمقروءة من السياسين والمثقفين العرب والشرق اوسطين والمهتمين بالشان السياسي العربي، والمعروفة بحيادتها ورصانتها.
لقد تناولت صحف وقنوات تلفزيونية معروفة بعدائها المعلن من الخيار الوطني الديمقراطي للعراق الجديد، ودعمها للارهابيين التكفيريين وايتام الدكتاتور صدام ونظامه الدموي الاستبدادي والعنصري تناولت الموضوع بصورة مجتزأة ومشوشة ولانود ان تقع ايلاف في نفس المطب.
ان اقليم كردستان العراق ملتزم بقرار القيادة السياسية والبرلمان الكردستاني المتخذ بالاجماع والقاضي برفع العلم العراقي في جميع انحاء العراق بما في ذلك مدن وقصبات اقليم كردستان الذي هو جزء لايتجزأ من الوطن العراقي الموحد،فالاشكال الخلافي الذي برز بعد اسقاط النظام مباشرة تمثل في أي علم العراق يعتمد ويرفع،وقد نوقشت القضية في جميع المحافل السياسية العراقية وفي جلسات صياغة الدستور العراقي الدائم فتم تثبيت المادة(12) في الدستور الدائم والتي تنص على مايلي: (ينظم بقانون علم العراق وشعاره ونشيده الوطني بما يرمز الى مكونات الشعب العراقي)،ومن المقرر ان يتم مناقشة وتنفيذ المادة خلال الدورة البرلمانية الحالية كما وعد الدكتور محمود المشهداني في زيارته الاخيرة لبرلمان كردستان العراق ولقائه بالسيد مسعود البرزاني رئيس الاقليم والسيد عدنان المفتي رئيس البرلمان.
فالعلم الحالي رفع بعد اعلان الوحدة بين العراق ومصر وسوريا عام 1963 والذي لم يستغرق الا اشهر قليلة،اعقبه تغير العلم من الاخوة المصريين بعد تخريب مشروع الوحدة العربية من قبل حزب البعث انذاك وغير السورييون علمهم ايضا وبقى حزب البعث في العراق رافعا للعلم حتى سقوطه في 9/4/2003 ومما زاد في الطين بلة بان الدكتاتور الدموي الذي لم يؤمن في حياته بالاسلام الحنيف وبالقران الكريم، كتب كلمة جل جلاله بخط يده وسط العلم العرقي مما استفز مشاعر العراقيين جميعا وكانت كلمة حق يراد بها باطل، وليظهر للعرب بانه حريص على الاسلام والعروبة وجاء ذلك بعد غزوه الهمجي للجارة العربية المسلمة دولة الكويت.
وحتى كلمة جل جلاله كتبت باشكال مختلفة،الكوفي والرقعة والاخرى بالريحاني وفي بعض مظاهرات وتجمعات الصداميين يرفع العلم الذي خطه صدام حسين، اما في مدينة السليمانية رفع علم العراق الذي لاتوجد عليها لفظ الجلالة.
ان العلم الصدامي الملطخ بدماء مئات الالاف من العراقيين والمسلمين في حروبه الخارجية والداخلية وصراعاته الدموية ضد كل القوى والاحزاب والمكونات الوطنية والاسلامية العراقية وحتى رفاقه البعثيين المخالفين لنهجه الدموي،وانتهكت باسمه المحرمات، لايمكن ان يبقى مرفوعا على رؤوس العراقيين، ويطالب الجميع بعلم يجمع العراقيين تحته.
لقد تم انزال علم صدام و رفع العلم العراقي القديم في اقليم كردستان العراق منذ انسحاب الادارات من مدن كردستان بعد هزيمة الكويت 1991 والعلم قد اختير بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 وهو علم يعتز به العراقيين جميعا وهو يمثل الوحدة الوطنية العراقية وتاريخ الامة الاسلامية بكل مراحلها (راية الرسول الاعظم السوداء وراية الدولة الاموية والراية العلوية والحمراء التي ترمز الى دولة العرب في الاندلس والصفراء الى راية الناصر صلاح الدين الايوبي في فلسطين..) اضافة الى الاشارة الواضحة للاخوة العربية الكردية في العراق اضافة الى النجمة الثمانية التي ترمز الى المراحل الاشورية والاكدية التاريخية.
لقد رأى البعض من المغرضين والذين في قلوبهم مرض انها فرصة سانحة للنيل من الشعب الكردي وقيادته التاريخية الوطنية العراقية.
واخيرا نود ان نعلم الاشقاء العرب بان كل منصف لايمكنه الا ان يشيد بالدور الوطني للشعب الكردي وقيادته العراقية والسعي المخلص لتامين مستلزمات اقامة الوحدة الوطنية العراقية الحقيقية ونبذ الطائفية المقيتة المستوردة التي تنخر العراق الجديد وتحقيق المصالحة الوطنية للحيلولة دون تقسيم العراق الموحد ارضا وشعبا. فأن اولى مبادرات المصالحة الوطنية انطلقت من كردستان حيث تم استضافت الوطنيين العراقيين وخاصة اهالي المناطق الساخنة لفتح حوار هادئ معهم للوصول الى صيغ مقبولة لاستتباب الامن في مناطقهم وايقاف الهجمات العسكرية غير المبررة على مناطقهم وبيوتهم وانتهاك حرماتهم.
ان مدن كردستان سترفع العلم العراقي المجمع عليه في البرلمان والحكومة المركزية وسيصبح علما مقدسا، مبجلا، معترفا به من قبل الجميع،مرفوعا يرفرف فوق روؤس العراقيين.
عادل مراد
التعليقات