نتج عن حرب حزبولا نيف وألف قتيل لبنانى ومليون مشرد وبضعة بلايين من الدولارات خسائر إقتصادية. هذه هى الحرب ولذلك وصفت بل وسميت quot;بالكريهةquot;، بغض النظر عن تلك النتائج المأساوية والتى فرضت فرضا على الشعب الللنانى نتيجة خطأ السيد فى الحسابات حسبما إعترف، وبغض النظر عن إشتعال الآلة الإعلامية للثورجية والقومجية والسفلية على تزييف وعى وإدراك العرب، ومحاولة إقناعهم أن تلك الحرب تمخضت عن نصر مؤزر لحزبولا. بغض النظر عن كل ذلك يأتى إدعاء ان ذلك النصر المزعوم نصرا quot;إلهياquot; صادما حتى للحد الأدنى من الإدراك والعقل.

أما كان بالإمكان، وقد تدخلت يد الله ذاته وإرادته فى ترتيب ذلك النصر المزعوم، أن تكون النتائج أفضل من ذلك قليلا! من المفترض أن عمل الله يكون الأفضل والأكمل والأتم، فهل تلك النتائج كانت أفضل الممكن حتى يمكن وصف تلك النتائج بأنها تعبير عن مؤازرة إلهية! أما كان بإمكان مهندس ذلك النصر جل جلاله أن يخفض عدد القتلى قليلا خصوصا من الأطفال! هلا تمكن من ندعى أن تلك النتائج هى محصلة نصرته من أن يسقط ولو طائرة واحدة من التى كانت تبرطع ليلا ونهارا فوق سماء بيروت ولو بحادث أو بنيران صديقة مثلا! إما أن هذه النتائج هى غاية جهد الله أو أن القوم كاذبون، والله أعلم!

قريب من ذلك النصر أيضا النصر الذى حصله الفلسطينيون حتى أن السيد هنية يملى شروطه على المجتمع الدولى الذى يريد أن يحمى إسرائيل من إستكمال الفلطسينيون لإنتصاراتهم الساحقة ولربما الِإلهية أيضا! لا يمانع السيد هنية- وهذا كرم أخلاق منه ndash; من أن تقام دولة فلسطينية كاملة السيادة وأن يهدم الجدار الفاصل بين إسرائيل والفلسطينين، وأن يعود اللاجئون الفلسطينيون لداخل إسرائيل و... و...، مقابل أن يتكرم ويمهل إسرائيل هدنة ولتكن لمدة عشر سنوات! وبإمكان أى طفل أن يستشرف المستقبل الذى يخطط له السيد هنية بذكائه النفاذ، من بعد عشر سنوات وربما قبل ذلك تكون الدولة الفلسطينية المتخيلة قد تسلحت ليس بعشرين ألف صاروخ بل بمليون ولها فى اليد الإيرانية المبسوطة بالصواريخ مددا يعول عليه، وعند ذلك فلكل مقام مقال ولكل حادث حديث! من الممكن أن يبيع السيد هنية بضاعته للغرب ولكن أن يبيعها للإسرائيليين! فهذا عشم quot;فى غير محلهquot;. وبالناسبة هل لنا أن نتسائل من أين يرتب السيد هنية، فى ظل الحصار الحالى، معاشه هو وأسرته المكونة من أربعة عشر ولدا! وهل يشعر بمعاناة الشعب الفلسطينى الذى حرم من أغلب المساعدات الغربية التى كانت تدفع مرتبات الفلسطينيين؟

أخطأ البابا بنديكيت عندما قال أن الإسلام إنتشر بالسيف. من المعروف تاريخيا أن الإمبراطورية العثمانية قد قامت بغزو أوروبا ووصلت جيوشها حتى حدود فيينا فى النمسا. وفى أثناء ذلك دخلت الجيوش العثمانية إلى ألبانيا وأسلمتها وخطفت من فتيانها وأولادها من كونوا من بعد ذلك فئة المماليك والذين حكموا مصر ردحا من الزمن قبل مجيىء الحملة الفرنسية. وقد إستمرت تلك الحروب المتجددة لعقود حتى أن إختراع المدافع قد لحقها وبها دكت أسوار فيينا. ولذلك ما كان يجب على البابا أن يذكر أن الإسلام قد إنتشر بالسيف فقط بل بالمدافع أيضا!

عادل حزين
نيويورك

[email protected]