تناقلت الصحف ووكالات الانباء العربية والاجنبية قصة الطفل اللقيط الذي وجد معلقا على جسر عبدون وهو في ساعاته الاولى من الولادة، وقد شكل هو وما سبقة بنفس الشهر من حدثين مشابهين لاطفال لقطاء في حاويات القمامة صدمة مجتمعية كبرى وقضية رائ عام غطت هلى احداث الانتخابات النيابية الاخيرة، كذلك طفل الحاوية الذين كان ينام فيها عندما صدمته سيارة عابره. كل تلك الاحداث نقلت عبر وكالات الانباء على انها قصص اجتماعية اردنية صنعت في ذهن المتلقي العربي صورة سيئه عن المجتمع الاردني، دون التدقيق فيما وراء الخبر

بعد انجلاء الحقيقة تبين ان طفل عبدون هو من اب مصري عامل بسيط وام اندونيسية خادمة في المنازل، والحدث الذي قتل في الحاوية لوالدين عربيين لاجئين في الاردن، وطفل شرق عمان لام ولاجئه من بلد مجاور، هذه الاحداث تدعونا الى دق ناقوس الخطر الاجتماعي للمحافظة على سمعة الاردن العربي في الخارج والداخل، حيث ينتقل الخبر كانتقال النار في الهشيم دون معرفة لاصحاب تلك القضايا، فيلتصق كل فعل ردئء في سمعة المواطن الاردني الذي ينتسب الى عوائل محترمة وعشائر ماجده تانف الرذيلة وتؤثر الموت على الدنيه.

هذا الاردن الذي في حجم بعض الورد كما قال عنه الشاعر البناني المبدع عقل، لا يمكن ان يترك هكذا نهبا للسمعة المخجلة تحت بنود عريضة عربية وقومية وشعارات براقة جوفاء. لا يمكن ان يترك كما تطالب مؤسسات مشبوهة ك( فريدم هاوس ) وغيرها تلك التي تصرف الاف الدنانير لتمكين المراءه في الاردن وتفعيل دورها تحت مسميات عريضه الهدف منها نخر عظم المجتمع المحافظ من مدخل مخيف وهي الام، تلك التي تنجب الرجال والابطال وهي الاخت والزوجة والعمة والخالة، هذه المنظومة النسوية المقدسة، تريد مؤسسات مشبوهه ان تدمر اركانها عبر اللبنية الاساسية للبيت العربي والاردني.

اذا كانت الحوادث التي ذكرت انفا لنساء غير اردنيات، فان الخطر ليس ببعيد، لان المجتمعات تتاثر ببعضها، فاليوم الغرباء وغدا المواطنيين و المواطنات، لا يجوز ان يكون لدينا في الاردن اكثر من 50 الف شغالة سرلانكية وفلبينية ومن جنسيات اخرى تعيش بيننا وتنفث بسمومها في مجتمعنا تحت بند الرفاهية الاجتماعية والمباهاة الزائفة، لا يجوز ان يكون لدينا اكثر من 40 الف بواب عماره من جنسية عربية بعينها يعرفون ادق اسرار بيوتنا، لا يجوز ان يبقي الاردن ملاذ لكل لاجئي الامة العربية من اقصاه الى اقصاه دون ضوابط قانونية واخلاقية وتشريعات تحد من نشاطهم في حدود معينة. الاردن ليس مصر ب70 مليون مواطن مصري يذوب فيه الوافد واللاجئ دون ان تفرض ثقافة القادم على المواطن. والاردن ليس السعودية شبه القاره من حيث المساحة واكثر من عشرين مليون مواطن سعودي وبامكانيات نفطية ومالية هائلة. الاردن مع وافديه ولاجئيه وضيوفه والدارسين في جامعاته بحدود 6 مليون، فاي جهه عربية ترسل مليون لاجئ عربي من اي جهه عربيه كانت، من شانها التائير الوضح على منظومة القيم والسلوك الاردنية الاصيلة.

لذا لا بد من اعادة النظر بكل ما يجري داخل حدود الوطن من امتيازات وتسهيلات ورخص بناء وتصاريح عمال وعاملات، وان نعرف حجمنا الطبيعي مع امكانياتنا، والا ستصبح احداث جسر عبدون وطفل الحاوية، في كل حي ومدينة وقرية عندها لن ينفع الندم. وان يرافق ذلك ثورة في مجال الاعلام التوعوي والتثقيفي الاردني المتلفز والمقروء والمسموع، لاقناع الاردني انه في وطنه وليس في شقة مفروشة يستطيع تركها متى شاء ليذهب الى وطن اخر وشقة اخرى ويستبدل جوازه باخر وجلده بجديد.

حمى الله الاردن ومليكه واهله الطيبون.

د. منور غياض ال ربيعات

استاذ الاعلام الدولي

جامعة الشرق الاوسط للدراسات العليا

وجامعة اليرموك