بعد ان كانت السنوات الاخيرة عجافا جدا بكل ما حملته معها من موجة غير مسبوقة للعمليات الارهابية وحالة الفوضى التي اجتاحت العراق، وما رافقها من ازمات اخرى خانقة تنوعت بكل الالوان والاشكال والاساليب جاءت من قبل جهات واطراف مختلفة، وفي ظل وجود اعلام منحاز تماما لكل ما من شانه ان يبعثر الاوراق في العراق.. بعد كل ذلك اصبحت صورة الانسان العراقي والعراق بشكل عام سوداء ظلامية جدا في نظر الاخرين، رغم وجود حيّز من الايجابيات هنا وهناك الا ان الجانب السلبي كان طاغيا بامتياز.

لكن عام 2007 كان مختلفا بعض الشئ، اذ انه شهد سلسلة متعددة من النجاحات تحققت بايدي عراقية على اكثر من صعيد.
الرهان الابرز هو الجانب الامني وهو ما شهد تحسنا كبيرا بالقياس للاعوام الماضية، فالوضع الامني للعاصمة بغداد تغير كثيرا نحو الافضل بعدما كانت العاصمة العراقية مسرحا للعمليات الارهابية، تماما مثلما هو الحال بالنسبة لاغلب المناطق الساخنة الاخرى في العراق، وما يدعو للارتياح ان التحسن الامني يسير بخط تصاعدي نحو الافضل وهذه نقطة تحول في الوضع العراقي الجديد، يأتي ذلك بعد المؤشرات الاقتصادية المتفائلة بعض الشئ التي اكدت تخفيض البطالة وتذليل نسب التضخم في ظل ارتفاع اسعار النفط، وهذا من شانه ان ينعكس ايجابا بالنسبة لميزانية العام القادم الذي قيل عنه انه عام الاعمار والبناء ومحاربة الفساد الاداري وهذا يعتمد بالدرجة الاولى على التحسن الامني.


وبعد النجاحات الامنية تبرز انجازات الرياضة العراقية، فهذه الاخيرة تكفلت باداء ادوار وطنية تعاجزت القيادات السياسية عن القيام بها، فالرياضيون رفعوا اسم العراق عاليا في مختلف المحافل الدولية، فلقد قدموا سجلا جيدا جدا في نهائيات امم اسيا لكرة القدم لم يسبق للعراق ان حصل عليه في تاريخ المشاركات العراقية بهذه البطولة، وذلك حينما حصل العراق على كاس البطولة والتاهل بشكل مباشر للبطولة القادمة في قطر وكذلك لبطولة كاس القارات، الى جانب جائزة اللعب الممتع ثم جائزة افضل مدافع والتي كانت من حصة المتالق باسم عباس اضف اليها جائزة افضل دفاع في هذه الدورة، ليس ذلك فقط بل كانت جائزة افضل حارس مرمى من نصيب النجم نور صبري، الى هنا لا تقف الافضلية العراقية بل ذهبت جائزة افضل لاعب في البطولة الى السفاح يونس محمود الذي كان له لقب الهداف بالاشتراك مع لاعب اخر.
وكذلك المستوى الجيد الذي قدمه المنتخب الاولمبي العراقي في التصفيات المؤهلة الى اولمبياد بكين بالاضافة الى تاهل منتخبي الشباب والناشئين لكرة القدم الى نهائيات البطولتين على المستوى القارّي.

وقد حظي كذلك اللاعب يونس محمود على جائزة تقديرية من نادي انتر ميلان الايطالي على جهوده المبذولة مع المنتخب العراقي، وكذلك فاز اللاعب نفسه في تصويت مجلة الاهرام المصرية بلقب افضل لاعب عربي بالاضافة لكون العراق افضل منتخب عربي لنفس العام، وحصوله ايضا على المرتبة 29 في استفتاء مجلة فرانس فوتبول الفرنسية لافضل 50 لاعب في العالم، ناهيك عن فوز العراق بجائزة افضل فريق عن قارة اسيا لعام 2007 في جوائز الاتحاد الاسيوي وقد فاز اللاعب يونس محمود بجائزة ثاني افضل لاعب عن اسيا وجاء نشات اكرم ثالثا عن القارة.


على صعيد الابداع في الادب كانت الاقلام العراقية حاضرة بقوة، حيث فاز سبعة من المبدعين العراقيين في مسابقة quot; دبي الثقافيةquot; للإبداع في فروع الرواية والقصة القصيرة والشعر، ففي زواية الشعر فاز الشاعر العراقي عامر عاصي جبار عن ديوانه quot; قمر أورquot; بالمركز الاول تلاه الشاعر العراقي أحمد عبدالحسين وادي عن ديوانه quot; على ما أرى وأسمعquot; بالمركز الثاني.
اما في زاوية القصة القصيرة حصل القاص العراقي وارد بدر السالم عن مجموعته quot; البار الأمريكيquot; على المركز الاول، فيما احتل المركز الثالث القاص العراقي قصي الخفاجي عن مجموعته quot; وقت سريquot;، وجاء خامسا القاص العراقي محمد الكاظم عن مجموعته quot; طواسين زرقاءquot;.
وفي زاوية الرواية حصل الروائي العراقي نعيم عبد مهلهل عن روايته quot; جنكيز خانquot; على المركز الثاني، وجاء الروائي العراقي ضياء الجبيلي عن روايته quot; لعنة ماركيزquot; في المركز الخامس.
والى جانب ذلك كان الحضور العراقي لافتا للعديد من الشعراء العراقيين في بعض البرامج الشعرية التنافسية الشهيرة كان ابرزهم الشاعران حازم التميمي وخالد السعدي.

المشاركات العراقية المشرفة كانت حاضرة بقوة على الصعيد الفني ايضا حيث كان هذا العام شاهدا على دخول العديد من الوجوه العراقية الشابة الى الوسط الفني وذلك من خلال برنامج استار اكاديمي الشهير او برنامج البوم الذي بثته قناة m.b.c او غيرها من المناسبات الفنية الاخرى التي جاءت من خلال وسائل الاعلام او في المهرجانات المختلفة.

لما تقدم وغيره فان العراق سجل تواجدا ايجابيا على الصعيد الاعلامي غير مسبوق على الاطلاق وهذا من افضل المكاسب التي جاءت على شرف عام 2007 لان ذلك ساهم في ازالة شئ من الضبابية عن صورة العراق الحقيقية.

اذن فالعام الماضي اعادة البسمة للشعب العراقي وانساه بعضا من ماسي الاعوام الماضية.. ولا يسعنا في الختام الا ان نتوجه بخالص الشكر والامتنان لعام 2007 مع امنية في ان يكون عام 2008 عام خير ويمن وبركة على العراق والانسانية.. وكل عام والجميع بالف خير.

جمال الخرسان
كاتب عراقي
[email protected]