ينتشر بين المسلمين كافة السنة والشيعة مفهوم (( السادة والأشراف )) ويقصد به أعطاء امتياز بايلوجي عرقي واخلاقي وديني لمجاميع من البشر بحكم كونهم من سلالة الرسول محمد!
فالطائفة السنية يوجد لديها احتفاء خاص بما يسمى (( الاشراف )) تضعهم من حيث الأمتيازالبايلوجي العرقي والأجتماعي والاخلاقي والديني فوق البشر، وقسم من الاشراف بفضل هذه الميزة تولى أعلى المناصب السياسية في بعض الدول العربية قديما وحديثاً وهذا يعني حسب هذا المفهوم ان الاخرين غير شرفاء!
ولدى الطائفة الشيعية أحتفاء يصل الى درجة تقديس ما يسمى (( السادة )) أصحاب العمائم السوداء والخضراء، فالعقيدة الشيعية لم تكتف بوضعهم فوق البشربايلوجياً وعرقياًواخلاقيا ودينيا فقط، وانما قامت بأختلاق بدعة بأسم الدين خصصت بموجبها لهم ضرائب مالية اجبارية ودائمة تدفع لهم تحت باب مايسمى (( الخمس )) اذ يقوم الشيعي المسكين البسيط بتقبيل يد ما يسمى ((السيد )) ويدفعه له الأموال ليس بأعتبارها صدقة أو مساعدة وانما بأعتبارها واجبا دينيا يؤديه هذا المسكين الشيعي كي يحصل على البركة ومرضاة الله تعالى ودخول الجنة و حسب هذا المفهوم يعني ان الاخرين عبيدا طالمايوجد طبقة السادة !
المثير للسخرية ان هذا المفهوم العنصري البغيض الذي يشبه الأطروحات النازية الأجرامية التي جاء بها هتلر يكتسب شرعيته من الدين وبقوة ويحظى بقبول الكثير من المسلمين الشيعة والسنة.
فالشيعة يسيطر عليهم دينيا وسياسيا هذه الطبقة التي تدعى السادة، ومرجعية الشيعة حكرا على هؤلاء الذين يتمتعون بأعلى الأمتيازات الاجتماعية والمالية والدينية بسبب هذه الصفة المزيفة، اذ نادراً ما تجد فردا من اصحاب العمائم السوداء ليس ثرياً ومتزوج عدة زوجات ويمتاز بالكرش المنتفخ والرقبة الغليظة والخدود الحمراء بسبب حياة الرفاهية والثراء الأورستقراطي الذي يعتاش على جهل وتخلف بؤساء الشيعة !
والمصيبة ان أكثر هؤلاء أصحاب العمائم السوداء ينحدرون من أصول: ايرانية وهندية وباكستانية وافغانية.. وعندما تسألهم مستغربا من أين جاءت صلة القرابة بالرسول والانتماء الى قبيلة قريش العربية؟.. يأتيك الجواب أن أجدادهم هربوا الى هذه البلدان خوفاً من بطش الأمويين والعباسيين قديما وعاشوا هناك وتناسلوا... وطبعا هذا الجواب عبارة عن كذبة مكشوفة للتغطية على أنتحال هؤلاء وتزويرهم لصلة القرابة بالرسول من أجل الحصول على المزايا والمكاسب الاجتماعية والمالية.
وبدعة وبطلان مفهوم (( السادة والأشراف )) واضحة لاتحتاج الى دليل..فالله تعالى ساوى بين البشر جميعا في كافة الديانات، ولايمكن ان تقبل العدالة الإلهية بتشريع مفهوم: السيد والعبد، والشريف وغير الشريف لأسباب عشائرية عرقية بايلوجية، فأساس القيمالاخلاقية والدينية قائم على أحترام قيمة الانسان و تحريره من العبودية ونشر مبدأ الاخوة الانسانية بين البشر بغض النظر عن العرق والدين.
وحتى شخصية الرسول محمد فقد حددها الله تعالى في القرآن حينما أمره بأن يخبر الناس: (( قل انما انا بشر مثلكم يوحى أليّ )) فالنبوة هنا تقتصر وظيفتها فقط في تلقي الوحي وإبلاغه لاأكثر، وسلوك وافعال وشخصية الرسول هي لاتختلف عن الاخرين وبشريتهم العادية وبالتالي لايوجد امتياز على الاخرين، ولعل قصة النبي موسىوتفوق الخضر عليه وهو مجرد شخص مؤمن عادي التي أوردها القرآن خير مثال على محدودية وظيفة النبوة وتفوق البشر العاديين احيانا على الانبياء في بعض المواهب والقدرات.
وما يتعكز عليه البعض من وجود آيات قرانية تدعم مفهوم السادة والاشراف ودفع الخمس.. هوتأويل أيديولوجي نفعي يصب لصالح طبقة معينة من الناس وهوبالضد من مبدأ العدالة الإلهية والمساواة بين البشر، والأيات القرانية عندما يتعارض مفهومها مع العقل فهي ليست حاكمة وملزمة وانما العقل هو الحاكم عليها في تفسيرها وتوظيفها لخدمة مباديء الخير والمحبة والسلام والمساواة.
ان هذه الطبقة العنصرية الطفيلية (( السادة والاشراف )) التي تتاجر بالدين لمصالحها الخاصة يجب التصدي لها ومحاربتها وعزلها لأنها طبقة تحمل أفكاراً ضد الانسانية وتمارس دوراً خطيراً في الأساءة وتشويه صورة الاسلام كدين ينادي بالعدالة والمساواة.
خضير طاهر
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات