تنقسم دوافع العملاء الى عدة أنواع: كالدافع المالي والاغراء الجنسي والحقد على البلد الأصلي الوطن والتوريط بتهديدات معينة اضافة الى العمالة بدوافع عقائدية.


والعميل العقائدي هو أخطر انواع العملاء من حيث الاندفاع وتنفيذ ما يطلب منه اذ انه يتصف بالولاء المطلق للجهة التي يعمل لصالحها فهو لايشعر بعار الخيانة وتأذيب الضمير عندما يخون وطنه، بل على العكس نجد ان هذا العميل يمارس نشاطه بحب ودأب وشعور بالفخر.

فالدوافع الأيديولوجية والقومية والدينية تعد أقوى المحركات للعميل العقائدي الذي قد يعمل مجانا للجهة التي تكلفه بالعمل، وهذه الدوافع تشحذ في نفس العميل الاندفاع والمجازفة في تنفيذ أخطر المهمات دون تردد.

وكمثال تطبيقي على أنواع العمالة العقائدية لنأخذ المجتمع العراقي بأعتباره ضرب رقماً قياسياً في وجود الأعداد الهائلة من العملاء، وطبعا نحن لانعمم فالشعب العراقي غالبيته من الشرفاء الوطنيين، ولكن لابد من تأشير سلبياته طالما هو ينزف كل يوم بسبب عمالة البعض للمخابرات الايرانية والسورية.

شهد العراق مبكرا ظاهرة العمالة العقائدية في تاريخه الحديث وقد أستهلها الحزب الشيوعي الذي تأسس منذ عقد الثلاثينات في العراق، فقد كان هذا الحزب تابعاًً للاتحاد السوفيتي سابقا من حيث القرار السياسي والتنظيم الاداري والتمويل المالي وحتى العقوبات الحزبية كان يرسل الاشخاص المعاقبين من العراق الى الاتحاد السوفيتي، ولم يجد اي حرج عندما كان يعمل كذيل تابع للاتحاد السوفيتي، وانخراطه في العمل لصالح المخابرات الروسية ومخابرات الدول الشيوعية الاخرى.


والمضحك ان ديماغوجية الحزب الشيوعي مازالت تتحدث عن هذا الحزب وتصفه بالقوى الوطنية وهوالذي لم يكن له ولاء للعراق في يوم ما وكان مجرد أداة بيد الاتحاد السوفيتي، وعندما أنهار المعسكر الاشتراكي اتنقل الحزب الشيوعي الى أحضان الاكراد ليعمل كتابع ذليل للعصابات الكردية ويدعو معها الى تقسيم العراق.

وكذلك هو الحال بالنسبة للتيار القومي العربي في العراقالذي كان طوال تاريخه عميلاً عقائدياًو أداة رخيصة تدميرية بيد مصر وسورية، وكان دوما ينفذ الانقلابات العسكرية امتثالا لأوامر هذه الدول، واخر جرائم التيار القومي المتمثل ببقايا البعث ومن معهم من التكفريين هي اقدام المناطق السنية على التعاون مع المخابرات السورية وعناصر القاعدة وادخالهم الى العراق والاشتراك معهم في جرائم الارهاب والقتل وهي وصمة عار شنيعة على سنة العراق الذين قاموا بهذا العمل الجبان.

بالنسبة لشيعة العراق فأنه يجب التفريق هنا ما بين الشيعة العرب المستقليين سياسيا وهؤلاء هم الاكثرية الشريفة الوطنية، وما بين الاحزاب الشيعية التي هي خليط من الايرانيين والعرب و هؤلاء هم يشكلون اللوبي الايراني في العراق ويتوزعون على المرجعية والحوزات والمساجد والحسينيات ووسائل الاعلام وكافة الوزارات والدوائر الحكومية.

وسايكولوجيا العميل الشيعي مشحون بتعبئة عقائدية قوية جدا ومغسول دماغه تماما للعمل بأخلاص وولاء مطلق للمخابرات الايرانية بحجة الدفاع عن مذهب أهل البيت التشيع والحفاظ على الاسلام الصحيح، وقد رأينا ان عناصر الاحزاب الشيعية العراقية قد حملت السلاح وقاتلت الى جانب الجيش الايراني ضد العراق، ومن كان يعذب الجنود العراقيين الاسرى الشيعة لدى ايران من عناصر هذه الاحزاب، ومن كان يقوم بأعدام الجنود العراقيين هم عناصر هذه الاحزاب العميلة التي تتحكم بالسلطة اليوم في العراق.

وعناصر اللوبي الايراني سواء رجال الدين او عناصر الاحزاب بات ينظر اليهم اليوم من قبل شيعة العراق العرب الشرفاء نظرة كراهية واحتقار وتربص الفرص للأنقضاض عليهم وتحطيم أوكارهم وسحلهم في الشوارع وقبر عار خيانتهم للوطن.

أما بالنسبة للأكراد فقد كانوا يمارسون العمالة بدوافع مالية صرفة فهم منذ أكثر من خمسين عاما عملوا لصالح ايران والاتحاد السوفيتي كمرتزقة وبندقية للإيجار ضد العراق، بل أكثر من هذا أنخرط بحدود ربع مليون كردي كعملاء لدى نظام صدام لقتل أبناء جلدتهم الاكراد في ما يسمى افواج الدفاع الوطني، ولعل ظاهرة عدوانية الشخصية الكردية وجرائم الاكراد ضد بعضهم البعض واخرها الحرب الاهلية بين جلال الطالباني ومسعود البرزاني ظاهرة تستحق الدراسة.

وبهذه المناسبة أدعو كل انسان عربي شريف الى التعاون مع وكالة المخابرات الامريكية وأجهزة المخابرات الأوربية، والاجهزة الامنية في بلده لمكافحة العناصر الارهابية وكشف مخططاتها والابلاغ عنها، اذ لايوجد احب الى الله تعالى من الجهاد في سبيل الحفاظ على حياة البشر وعلى سمعة الاسلام والتصدى للشر والاشرار.


ان التعاون مع وكالة المخابرات الامريكية والاجهزة الامنية الاوربية والعربية من اجل غايات نبيلة شريفة لمكافحة الارهاب وحماية حياة الناس هو أفضل انواع الجهاد والعبادة، وهذا ليس له علاقة بالعمالة والتجسس الشرير الذي يريد الضرر بالناس والاوطان، وانما هذا يسمى تعاون شريف وجهاد في سبيل الله تعالى للقضاء على شر الارهاب والحفاظ على حياة البشر.


خضير طاهر
[email protected]