هو حصل إيه عشان الأخوة المصريين يعملوا الدوشة الكبيرة ديه على المقال بتاعي بالعدد الفايت من ( إيلاف ) واللي حكيت فيه عن جريمة كبيرة حصلت في بلد كان بيحكمها الدكتاتور صدام حسين؟!.
حقيقي ما توقعتش أسمع الكلام الجارح اللي سمعته من التعليقات اللي جتت ع المقال، وما خطرش على بالي يجي يوم أسمع فيه كلام قاسي بالشكل ده، خصوصا من إخواننا المصريين اللي بأحبهم وباحترمهم، لأني أخدت نص ثقافتي من المصريين بالذات!..


ده أنا يا إخواننا كنت ( أصبح الحلو ) في كل يوم مع محمد قنديل.
وكنت أمتع عيوني بمنظر النيل العظيم وشمس الأصيل تدهب خوص النخيل.
وأنا يا إخواننا دبت في حب أم كلثوم وعشق أغانيها بكلماتها وألحانها وحتى مواعيد حفلاتها بشكل فظيع ما يخطرش على بال حد فيكم.


وما زلت أفتكر الليالي الحلوة اللي كنت باطير مع آهاتها في العلالي وهي تغني بحفلاتها الشهرية من صوت العرب والقاهرة. ما تتصوروش حبي لها وإزاي دخلت مسامات جلدي، وبيعيش حبها معايا حد النهاردة وليوم اللي أموت فيه.


وأنا يا إخواننا عشت يومي بيومه مع الأفلام المصرية التي علمتني الكتير من القيم والمباديء وإدتني ثقافة عالية أعتز بيها لليوم، وتعرفت فيها بممثلين كبار يمكن كتير من المصريين مش فاكرينهم دلوقتي، زي عبدالغني النجدي وبدرالدين جمجوم وحسن الديب وعبدالسلام محمد وسعيد أبو بكر وعبدالغني قمر، وجمالات زايد وزوزو ماضي وميمي شكيب وفردوس محمد وثريا حلمي وغيرهم وغيرهم كتير.
وياما ضحكت على مسرحيات نجيب الريحاني، والأداء الرائع للفنان الكبير عادل خيري في مسرحياته اللي كنت بأتابعها ليالي الجمعة في تلفزيوننا وما باشبعش منها زي ( إبن مين بسلامته، إلا خمسة ) وغيرها من المسرحيات الرائعة مع سيدة الكوميديا المصرية ( الدلعدي) ماري منيب..


وياما إنتشيت وأنا بأقرأ روايات العبقري نجيب محفوظ و إحسان عبدالقدوس ومحمد عبدالحليم عبدالله،وأقرا لعميد الأدب العربي طه حسين وعباس محمود العقاد وتوفيق الحكيم ومصطفى لطفي المنفلوطي ويوسف السباعي ومغامرات أنيس منصور وعواميد مصطفى أمين، وبأقرا النظرات والعبرات وشجرة اللبلاب.


الثقافة المصرية أصبحت جزءا من حياتي، حتى غصت في الإحياء المصرية إكمني مواطن مصري، أتفسح في ( الخان الخليلي والجمالية والسيدة زينب) وأقعد في قهاويها أطلب ( القهوة المزبوط) وبأسقف لفريق الزمالك اللي كنت بأشجعه مع إني ما كنتش لا أهلاوي ولا زملكاوي إنما كنت من حي ( الشيخ عبدالله) في أربيل بكردستان العراق.


وما أنساش بالمناسبة ديه،الإشارة الى رواق الأكراد في الجامع الأزهر الشريف اللي خرج المئات من طلاب الفقه والشريعة، وطلع منهم رجال كبار في السياسة بيحكموا عراق اليوم.
وفي السياسة، ما أنساش مواقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من القضية الكردية، اللي كان أول زعيم عربي قومي جلس مع وفد كردي سنة 1963 وأيد القضية الكردية وصراع الشعب الكردي ويه الحكومات الشوفينية.


كل ده بيربطني بمصر والمصرييين مع إني مش عراقي وبس، إنما كردي كمان أبا عن جد وجدود.
مين يصدق إني أنا كلت ( الملوخية) في كردستان ( بس من غير أرانب) وكمان ( من غير آكل أصابعي وراها) مع بعض إخواننا المصريين اللي كانوا متوظفين عندنا في دايرتنا بأربيل؟!!.


أنا لما حكيت عن الراقصات المصريات وزعل إخواننا المصريين مني، ما جبتش حاجة من عندي، أهو عادل إمام قالها وبصوت عال سمعه كل الناس من المحيط الى الخليج ( لو كل واحد عزل عشان تحتيه وحدة رقاصة البلد كلها حتبات في الشارع)!. ثم أن الرقص بنظري ( فن ) زيه زي أي فن آخر محدش يقدر يقول حاجة عنه. وياما في بلداننا العربية اليوم، آلاف الرقاصات والرعاشات والفراشات والسمكريات بيفتحن للزباين!.


المقال اللي كتبته واللي زعل المصريين حكيت فيه عن جريمة حصلت بحق بنات كرديات بريئات خدهم الدكتاتور صدام حسين ظلما وباعهم للمخابرات المصرية زي ما بتؤكد وثايق رسمية لقيناها في قصور صدام.


ولمعلومات حضراتكم الوثايق دية صادرة من أعلى مستويات الدولة العراقية، وحتى لو كانت بايضة ومزورة فمن المفروض التحقيق فيها.


يعني حتى لو كان فيه واحد بيقول إنها مزورة ومفبركة، المفروض أن يكون للجهات المصرية دور في كشف التزوير في المستندات ديه حتى تدفع عن نفسها المشاركة في جريمة بشعة ما بيشرفش أي حد يكون عاملها أو شارك فيها، لأنها بتتعارض مع كل القيم والمباديء الإسلامية والإنسانية، ومصر كانت دايما سباقة في إحترام المباديء ديه.

إحنا مش طالبين من الإخوة المصريين غير حاجة وحدة بس، يقولوا لنا الجريمة دي حصلت ولا لأ، وبأعتقد مفيهاش حاجة لو أن المخابرات المصرية صدرت بيان حول الموضوع أو شكلت لجنة تحقيق عشان تبين الحقيقة، لأنها لو سابت الموضوع ده كما هو، فحيكون له تأثير كبير على العلاقة بين شعبين عايشين من سنين طويلة جنب بعض وبيربطهم روابط ومصالح مشتركة.

شيرزاد شيخاني

[email protected]