في عيد الحب دعونا نجرب الشعور الانساني بعيدا عن الهويات الاخرى

( الحب هو هذه الحالة التي تصبح فيها سعادة شخص اخر ضرورية لك ) روبرت هينيلين

مع ان الحب حالة شعورية يصعب التعامل معها وتعريفها كما هو الحال مع المفاهيم العلمية الا ان اخيتار هذا التعريف دون غيره جاء نتيجة لتركيزه على نقطة مهمة جدا وهي الاحساس بالاخر ( الانسان ) بعيدا عن حصره بالمعشوق ( شريك الحياة ).

انها دعوة لكي يكون يوم الحب يوما يكون فيه الجميع محبا للجميع في ظل تدافع وانحياز وكم هائل من الخصوصيات بين الجماعات البشرية او بين الافراد.

ان الجماعة الانسانية بشكل عام اصبحت بامس الحاجة الى لحظات الود والصفاء والحب، فالقتل والوان الدم من جهة والضغينة والتحامل والاحقاد من جهة اخرى يضاف اليها ألم المأساة والحرمان ومالها من مرارة اضفت جميعها حواجز بين الانسان واخيه الانسان حتى وصل الحال بنا ان تناسينا روح الانسان التي بداخلنا ذلك الوجه المشرق في هذا الكون والتي زرعت في اعماق جميع البشر لكن الاقدار تقصيها عند هذا او ذاك.

ان هذا اليوم ليس من حق العشاق فحسب بل هو يوم لاحياء الانسان الصالح في اعماق الانسان.. سيما ذلك الانسان المضطهد..المحروم.. المعذب.

لقد طغت لغة السلاح ومنطق العنف، حتى سئمنا المشاهد الحمراء المأساوية.. فكل يبحث عن ذاته على حساب الاخرين، اما البعض فلا يفضل الحياة الا على سياسة الحروب.

انه طموح يبحث عن الانسان وقيمته الانسانية في هذا الكون القائم على مبدأ التدافع، وهي صيحات ليست مثالية تهدف الى اقامة المدن الفاضلة بل مجرد اماني ورغبة شديدة في ان يجرب البشر ولو يوما واحدا العيش بعيدا عن الـ( أنا ) المنتفخة والذات التي تنرجست بامتياز.

انها دعوة لنا جميعا ان نكون امة انسانية بعيدا عن جميع الخصوصيات والهويات الاخرى، فهو انحياز للانسان قبل كل شئ. اخيرا

بطاقة من الحب والود من الانسان مهداة الى اخيه في الانسانية.. وكل عام والانسان بالف خير

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]