التركمان يسيرون لكركوكفي أضخم تظاهرة تشهدها أنقرة

بدون شك مطالبة بعض الجهات الشوفينية للشريان الحيوي العراقي كركوك هي لغبائها الكبير واتكال رموزها على الوعودات الزائفة التي قطعتها لهم أنظمة وجهات استعمارية خارجية غايتها إلحاق الضرر بالوطن وأبناءه وتقسيمه وعدم السماح لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوعه. فتلك الجهات التي كانت في يوا ما عميلة للنظام العراقي أو الإيراني أو الإنكليزي أصبحت اليوم آلة بيد الأمريكان والإسرائيليين الذين مصالحهم تستوجب استعمال هذه الجهات كآلة لا أكثر ولفترة معينة وبعدها التخلي عنهم ليخرجن من المولد بلا حمص كما ويقول المثل الشائع. فبدأت رموز هذه الجهات التي لا تجد في قواميسهم ومعاجمهم مصطلح يدل على احترام حقوق ومشاعر الآخرين بعض الأيادي التي مدت إليهم عندما كانوا يتعرضون إلى الظلم والاضطهاد والتشرد والتهجير ألقسري وسارعت لنجدتهم من ملاحقة جيش النظام الصدامي وطائراته الحربية مدينة بعد أخرى وحتى الحدود العراقية التركية والعراقية الإيرانية، ووفرت لهم ولعوائلهم مناطق آمنة ومحمية وزودهم بجوازات سفر ينتقلون بها بين الملل لشرح قضاياهم وفتحت لتنظيماتهم السياسية مكاتب وممثليات على أراضيها تمارس السياسة الشوفينية ولحد الآن. وأول عمل قاموا به أولئك الذين يشهد التاريخ لوحشيتهم وهمجيتهم وتعطشهم الكبير لدماء الآخرين بعد سقوط النظام العراقي السابق في أبريل/ نيسان 2003، هو مهاجمة المدن والقصبات والقرى التركمانية والعربية والكلدانية والآشورية التابعة للمحافظات العراقية موصل كركوك، ديالى، وتكريت والعمل على تغيير ديموغرافياتها وتكريدها بجلبها إلى تلك المدن والقصبات مئات الآلاف من أكراد إيران وتركيا وسوريا وعلى وجبات الجراد الأصفر وإسكانهم في بيوت وأراضي تعود لأبناء المدن والقصبات الحقيقيين من العرب والتركمان وبقية أقوام العراق. فكركوك التي كانت ولا زالت من أهم أطماع أولئك الجبليين يظنونها لقمة سهلة الهضم ومعدتهم قادرة على ذلك. وقوة كم ألف من عناصر ميليشياتهم المسلحة تتمكن على إجبار العراقيين إلى تركها إليهم بهذه البساطة. ناسين بأن كركوك هي كل العراق ونبضات قلب كل عراقي شريف وأصيل مع عراقية ومركزية كركوك. وكركوك هي شرف العراقيين وكرامتهم التي لن يتخلوا عنها أبدا حتى ولو تخلوا عن أرواحهم من أجلها.

بعد اللقاء الأخير للدكتور سعد الدين أركيج رئيس الجبهة التركمانية بممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية والجمعيات والمؤسسات ومثقفي التركمان في سبتمبر/ أيلول 2006 وإبلاغهم بأن عام 2007 سيكون عام كركوك، دأبت جميع المؤسسات التركمانية العاملة خارج الوطن إلى تكثيف نشاطاتها من أجل فضح وإفشال مخططات الجهات الشوفينية الرامية إلى نزع إدارة كركوك من حكومة مركز العراق. ومنذ يناير/ كانون الثاني 2007 بدأت ممثليات الجبهة والجمعيات الثقافية التركمانية في معظم العواصم الأوربية وأمريكا وكندا واستراليا بعقد ندواتها ومهرجاتها وتظاهرتها بخصوص مدينة كركوك والانتهاكات التي يتعرض إليها أبناءها على يد الميليشيات المسلحة الكردية التي تسلك كل الطرق الحلزونية العوجاء وتخلق الذرائع لتكريد هذه المدينة العراقية التي لم يكون الأكراد فيها الأغلبية في أي زمان. وبدون شك كانت لممثلية الجبهة التركمانية في أنقرة دورا كبيرا في عقد العشرات المؤتمرات والندوات والمهرجانات الجماهيرية في أغلب المدن التركية وخصوصا في كبار الجامعات المنتشرة في عموم مدن تركيا، وشرح مجريات الأمور في كركوك وبقية المناطق التركمانية وسبب رفض التركمان والعرب وبقية مكونات الشعب العراقي للمادة 140 وعدم المشاركة في الاستفتاء حول مصير كركوك إلى أشقائنا الأتراك الذين أعلنوا تأييدهم الكامل على وحدة العراق وعدم قبول تقسيمها لأي سبب من الأسباب.

لم يكتف الشوفينيون الحاقدون على وحدة العراق وكل شيء يربطهم بالوطن العراقي بمطالبة كركوك فقط، وبل ذهبوا إلى أبعد نقطة منها بكثير. فقاموا بتحويل شمال العراق إلى أرضية خصبة لكل من دب وهب من المخربين والإرهابيين المعارضين لتركيا وإيران وسوريا وقاموا بتوفير كافة المساعدات المادية والمستلزمات المطلوبة ليهددوا أمن واستقرار جيران العراق. وقاموا بتعليق خارطة الدولة الكردية الكبرى التي تحوي أراضي من تركيا وإيران وسوريا إضافة إلى العراق في دوائرهم العنصرية وبدءوا بإطلاق تسمية كردستان شمالية وجنوبية وشرقية وغربية على المناطق التي يتواجد فيها الأكراد في تلك الدول. وأخيرا وبدءوا بتوجيه تهديداتهم الكلامية إلى دول الجوار وخصوصا على لسان مسعود البارزاني الذي فرض نفسه رئيسا على الإقليم الكردي بعد غيرته على رئاسة الطالباني للعراق. ووقعت تهديدات البارزاني الأخيرة كقنبلة كبيرة في وسط السياسيين والعسكريين الأتراك الذين لم نسمع منهم يوما ما غير تأييدهم الكامل بوحدة العراق ومشاركتهم الفعلية لتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد ووقوفهم الكامل إلى جانب الحكومة العراقية وتأمين مطالبها. ولم تزيد تهديدات البارزاني الفارغة وفي هذا الظرف الصعب الذي يمر بها البلاد والحكومة بحاجة إلى جهود ومساعدات جيرانه وخصوصا تركيا التي أوضحت نيتها الطيبة من أول يوم بعد السقوط وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إلا الطين بلة، حيث رد العسكريون الأتراك الجواب الكلامي المناسب على تهديدات البارزاني ولم يبقى أمامهم سوى التغلغل إلى قمم جبالهم ووديانهم الوعرة لمطاردة فلول الإرهابيين الجبناء من عناصر حزب العمال الكردي بزعامة عبد الله المسجون في جزيرة ايمرالي التركية وتلقينهم الدرس المطلوب.

اليوم وبعد أن تحولت أزمة كركوك إلى أزمة العصر الدولية بعد العديد من المؤتمرات التي كانت أخرها مؤتمرين أحدهما عقد في قاعة البرلمان الأوربي للفترة 26 ndash; 27 مارس/ آذار 2007 وثانيهما عقد في قاعة فندق وترغيت في عاصمة الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن للفترة 10 ndash; 11 أبريل/ نيسان 2007 وتظاهرتي شتوتغارت الألمانية بتاريخ 6 أبريل/ نيسان 2007 و أروس الدانمركية بتاريخ 14 أبريل/ نيسان 2007 وبمناسبة الذكرى الثانية عشر لتأسيس الجبهة التركمانية العراقية وضمن احتفالات فروع ومكاتب وممثليات الجبهة في بغداد الرشيد ومعظم مدن وقصبات توركمن إيلي والدول الجارة والشقيقة والأجنبية بالميلاد الأغر لممثل الشعب التركماني في العراق تمضي ممثلية أنقرة للجبهة إلى تنظيم أكبر تظاهرة تركمانية حاشدة خارج الوطن منذ تأسيسها ولحد الآن، ونحن نبارك جهود السيدين المناضلين الدكتور سعد الدين أركيج رئيس الجبهة التركمانية و أحمد مرادلي ممثلها الفعال والنشط في تركيا ندعو جميع أبناء العراق العظيم تركمانا، عربا وكلدانا وآشوريين وأكراد لم يتخلوا عن عراقيتهم والأتراك وجميع الخيرين الذين يساندون وحدة العراق ويرفضون تقسيمه بأي شكل من الأشكال وخصوصا إلى أقاليم عنصرية وطائفية إلى المشاركة في هذه التظاهرة الضخمة التي ستنطلق من ساحة طان دوغان في الساعة الواحدة من بعد ظهر اليوم 28 أبريل نيسان الجاري ورفض تنفيذ المادة 140 من قانون إدارة الدولة العراقية الذي كتب تحت ضغوط بعض الجهات الشوفينية الحاقدة على وحدة بلاد وادي الرافدين أرضا وشعبا، ورفض ضم كركوك للإقليم الكردي العرقي في شمال البلاد. فلتصرخ خلف جبهتها التركمانية العراقية جموع الأصوات التركمانية الغاضبة ومعها أصوات أشقائهم العراقيين جميعا والأتراك الداعين إلى وحدة العراق وعدم تقسيمها إلى مسميات طائفية وعنصرية وسلب كركوك من المركز بغية تحقيق خيال بعض العشائريين الشوفينيين الذين لم يبدعوا إلا في قطع الطرقات وسلب حقوق الآخرين، ويطلقوا بأعلى أصواتهم شعاراتهم وهتافاتهم الرافضة لتنفيذ المادة البغضاء 140 والاستفتاء حول كركوك العراق وتكريدها وبقية مناطق توركمن إيلي وسلمت الحناجر التي تصرخ في وجه الخونة والحاقدين والعملاء المنبوذين والأيادي التي ترفع العلم العراقي لترفرف عاليا في سماء طان دوغان وكل مكان في العالم وعاشت الجبهة التركمانية العراقية ممثل التركمان الحقيقي وكل عام والشعب التركماني من تلعفر البطولة إلى مندلي بألف خير تحت راية الجبهة الزرقاء وظل قائدهم المناضل الدكتور سعد الدين أركيج وعاش العراق العظيم.

أوميد كوبرولو

www.turkmendiyari.blogcu.com