تروج وسائل الاعلام عن وجود خلافات بين رئيس الوزراء العراقي المالكي وايران، وتستند هذه الأشاعات الى حادث منع ايران مرور طائرة المالكي من على الاجواء الايرانية اثناء توجهها الى اليابان، وتنظر الى هذه الحادثة على انها احدى مظاهر الخلاف بينهما.

وعند تفحص هذه الاشاعات نجدها فصل مكشوف من فلم هندي وكذبة مفضوحة يحاول الدهاء الفارسي والاجهزة الايرانية تسويقها لتوفير غطاء سياسي واعلامي للائتلاف الشيعي وابعاد تهمة تبعيته الى ايران.

فالأئتلاف الشيعي اصلا ً بكافة تنظيماته أكثر عناصره تنحدر من اصول ايرانية ومعهم بعض العراقيين العرب الذين باعوا أنفسهم للمخابرات الايراينة، وقرارات الائتلاف يتم اتخاذها ليس ببغداد، وانما في طهران حيث تصدر الاوامر الايرانية الى الاحزاب الشيعية والمرجعية بتنفيذها حرفيا.

والمضحك ان هذه الاشاعات صدرت بعد ايام على جريمة احتجاز البحارة البريطانيين والسكوت المخجل لحكومة المالكي وعدم ادانتها لهذه القرصنة الايرانية في المياه العراقية، وكذلك بعد اكثر من شهر على تصريحات مستشار المالكي المقرب سامي العسكري من ان الشيعة سيحتمون بأيران اذا ما ضُغط عليهم!

ومما يؤسف له ان في العراق توجد جريمة اخرى اضافة الى جرائم الفساد وتهريب النفط والارهاب... وهي ضياع القيم والمعايير الوطنية التي يتم بموجبها قياس السلوك السياسي للاحزاب والساسة، فوفق المعايير الوطنية الشريفة لايمكن السكوت على ولاء الاحزاب الشيعية الى ايران، والتنظيمات السنية الى سورية وغيرها، وكذلك لايمكن السكوت على ممارسات الاحزاب الكردية الاجرامية بحق العراق منذ تأسيسها ولغاية الان.

ان ما يجري للعراق من كوارث لايوجد اي علاج له بأستثناء الحل الذي كررناه عدة مرات وهو قيام الولايات المتحدة الامريكية بأسقاط حكومة المالكي وإلغاء العملية السياسية بعد ان ثبت فشل الاحزاب كافة في قيادة العراق، واعلان عن تشيكل حكومة طواريء عسكرية من قبل ضباط عسكريين عراقيين مستقليين سياسيا وانقاذ ما تبقى من العراق بالعودة الى السلطة المركزية والقبضة الحديدية.

خضير طاهر

[email protected]