يقول عالم الاجتماعي دانيا بال quot; إن طغيان العلمنة يدفع إلى البحث عن الأسطورة لخلق التوازن quot; وإذا أخذنا هذه الفكرة كمدخل إجرائي لتناول إشكالية هذا الموضوع فإننا لا نغفل من البداية نسبية المقولة و إقليمية وخصوصية الفكرة من أساسها إلا أن صعوبة وحرج الموضوع الذي يشكل حيزا كبيرا في حياتنا الثقافية و الفكرية وفي هذه الظروف بالتحديد بجعلها نفضل هذا المدخل من أجل على الأقل تجاوز ذلك المستوى من الاهتمام والطريقة التي يعالج ويتناول بها من طرف المثقفين والمهتمين بالمعطيات الجديدة التي تميز الحركة الاجتماعية في حياتنا أثناء هذه الفترة التاريخية التي نعيشها اليوم .
وإذا كان الهدف المرغوب الوصول إليه هو إحداث التوازن الإيجابي والفعال على ديناميكية الحركة الاجتماعية عموما فإن ذلك لا يعني أننا نقر منذ البداية أن الذهنية المنسوجة بالتصوير القائمة عن الحركة السلفية تعقد العزم التاريخي من أجل الحصول على هذا التوازن الإيجابي في هذه الظروف المحملة بالمعطيات المقلقة و المتغيرة إلى حدود الاضطراب ولكن رؤية هذه المساهمة تنطلق من موقع الأزمنة و الأماكن الباهتة وغير المدركة في تفاصيل حياتنا اليومية المعقدة .
1 - خليفة البداية المشوشة
إن التوسع و الانتشار لموجة السلفية تخيف كثيرا في هذه المدة الإسلاميين المعتدلين ( المعلمين ) على اعتبار أن السلفية هي الرد العنيف لتوجهاتهم المتصادمة مع القراءات الإسلاموية السياسية وأيضا كانت السلفية القاعدة الأساسية التي بني عيها الفيس المنحل و أن وجودها وعودتها إلى الساحة على الأقل في التمظهرات الشرعية فأل وشؤم كبير بتحطم كل الجهود المبذولة لعلمنة الحركة الإسلامية التي بذل الإسلاميون سنوات طويلة يجهدون أنفسهم من أجل تحقيقها في الواقع وقد كانت السبب المهم في تراجع الناخبين وامتناعهم عن التصويت في الانتخابات الأخيرة كما أكد زعيم الإسلاميين المنهزمين و أظهر قلقة الكبير من أمواج السلفيين المتوسعين حتى أنه ذهب إلى ضرورة جعل مواجهة ! ذلك من الأولويات الملحة وهذا في اجتماع رسمي مع إطاراته وقبل العودة إلى محاولة فهم بعاد ذلك يفترض أن يكون معروفا أن السلفية كتيار داخل مجموع الحركة الإسلامية هي المعطى تاريخ يتجلى في نمطين أساسيين أولهما النمط السياسي الانقلابي ذو التوجهات العقلانية البراغماتية وهذا النمط تشكل وتجسد ميدانيا ومرة واحدة في التاريخ بقيادة المهدي بن تنمرت في القرن الخامس الهجري وقد كانت سلفيته تهدف إلى تحطيم دولة المرابطين و إقامة كيان سياسي بديل تمثل في دولة الموحدين التي قامت على قوة الحديد والنار و الإبادة الجماعية بالرغم من الإنجازات الحضارية الكبرى التي قامت بها و انهارت بنفس الشكل التراجيدي الرهيب وقد كانت سلفية ابن تنمرت مزيجا من الفكر الشيعي (العصمة) و التفكير الخارجي (القوة العنيفة ) والتنظير النسبي (العقيدة والفقه) ونظرا لنجاح التجربة و تأثيرها الكبير والدوي الذي أحدثته بعد سقوطها الأمر الذي دفع ابن تومرت لكن العقلانية والبراغماتية السياسية ويعوضها بالع! واطف والمشاعر وردود الأفعال غير التاريخية لم يكتب لهذه السلفية الجديدة أن تصل إلى مبتغاها و تحقق هدفها النهائي وانتظرت قرونا ليكون موعدها التاريخي مع محمد بن الوهاب في صحراء الخليج في القرن السابع عشر ليقوم بإدخال التعديلات الضرورة المتناسبة مع معطيات العصر أولا المنسجمة مع البنية الاجتماعية والتفافية للمنطقة فكانت هذه السلفية هي النمط الثاني الذي كان مجرد صفقة بين رجال الدين حرص ابن تيمية على صياغة صورتهم وتفاصيل ملامحهم وبين القبائل البدوية وفق روابط المصالح المبررة دينيا فالتبرير الديني للولاء السياسي مقابل المصالح الدنيوية وهو منطق وفلسفة كان عقيل قائد جيش علي بن طالب وأخوة قد شرعته عندما أيد معاوية ضد علي قائلا quot; دنيا يا أ ضمنها مع معاوية و آخرتي أضمنها مع علي quot; هذه المقابلة بين القدس والدنيوي وتناسقها الذهني عمل ابن تيمية على بذل أقصى جهوده لترسيخها نظريا وأفلح ابن عبد الوهاب على تجسيد بذلك التحالف مع الأسر العتيقة في الخليج وهو الآمر الذي أعجب به ابن باديس كثيرا عندما رحل عن الجزائر إلا أن هواجس الاندفاع نحو القيام بدور تجسيدي لها في الجزائر هو الذي دفعه إلى العودة والشروع في تجسيدها في أرض الجزائر إلا أن الم! عطيات المحلية وقفت في وجهه وحطمت الحلم وبقي مجرد أمنية عزيزة على قلوب تلامذة ابن باديس الدين سرعان ما وجدوا انسجامهم مع أجهزة وهيئات الدولة الوطنية اليعقوبية ذات الإمدادات الكولونيالية والذين فقدوا مع مرور الزمن أهم نقاط الديناميكية السلفية الأساسية المتمثلة في ثقل نجومية الرمزية الكارزماتية المشيخية التي بقيت لعنة تطارد السلفية عندنا وحولتها إلى شبح مطارد وفريسة مستغلة ببشاعة من طرف الإسلاميين الحركيين بمناورات مفضوحة وليس من الغريب أن تكون المرجعية الباديسية الباهتة والمشوشة هي المستند ولمتكأ الوحيد الذي يعطي السفلية الجزائرية الحماية الوقائية من الدفاع عن تهمه الاستيراد مع صحراء الجزيرة والوقوع فريسة مبتذلة في شباك ومخالب أباطرة الصحراء المنتجين المبررات الشرعية الأسرية المتهالكة ولعلة الأمر الذي يقف وراء تلك النظر الاستعلائية الإستشهارية التي يعامل بها شيوخ الخليج اتباع السلفية في الجزائر وذلك وفق توجيهات محبوكة لمخططات ذات أبعاد و أهداف دولية تسهر على ترقياتها والإبداع في إنجازها عقول عبقرية رائدة ولا أدل على ذلك من تلك المجهودات المبذولة منذ سنوات طويلة والصدمة العنيفة التي عرفتها تلك الجهود عندما أخفقت في صناعة وإنجاز قيادة مشيخة تلك بمثابة وكالة التوزيع وترويج الخدمات السلفية في الجزائر في إطار المنافسة من النمطين المصري والسوري المتصادمين مع السلفية الخليجية بفضل عوامل عديدة أهمها الصراع السعودي المصري خاصة بقيادة عبد الناصر الذي أعلن شيوخ السلفية الخليجيون الحرب ضده عندما أدخل أنفه في دواليب ودهاليز الأسر الحاكمة في الخليج وقد انسحب الأمر على نظام بومدين لاستراتيجية وأهداف أخرى مغايرة تستجيب لمنطق المصالح الدولية الكبرى خاصة عندما تعلق الأمر بمنافسة ومضايقة التيارات الإخوانية المتصاعدة إلا إن الوضعية ازدادت سواء وتعقيدا عندما استخدمت القاعدة المتضخمة للسلفية كبنية أساسية للفيس وأدخلت في متاهات مظلمة وكانت الصدمة الكبرى عندما وقع رهان السلفية وقادة الرمز بالحاج في دهاليز الخطة الكبرى البعيدة عن أهداف السلفية الخليجية خاصة عندما تورط وورط ! بالحاج في تأييد القومية البعثة وتجاوز حدوده المرسومة له في صراعه مع أجهزة النظام وأصبح الأطراف لها مصالح مهمة في تهديم وتخريب النظام وهي المرتبطة بالجهات الدولية التي لا تتفق القنوات والمصادر الدولية الأخرى وعندما اختلطت الأوراق راهنت السلفية على الجماعات المسلحة وزودتها بكل الإمكانيات الروحية و المبررات الدينية (الفتاوى ) إلا أن التغيرات الدولية والمحلية جعلت السلفية تنفض يدها من بالحاج وتشن عليها حرب تصفية و تبدل جنودا جبارة لخلق و صناعة قيادات بديلة أخرى واتجهت هذه الجهود إلى الجهود إلى جامعة الجزائر و قسنطينة وبعض المساجد المهمة في المناطق استراتيجية في البلاد وربط هؤلاء بمواقع خليجية ثقيلة من أجل تلميع الصورة وتسهيل الطريق أمام القيادات الجديدة واستغلال ظروف الإسلام السياسي بشقيه العلماني والمسلح لبسط نفوذها وتوسيع مجالاتها الميدانية في إطار الخطة المرسومة جيدا والتي تتزامن مع ارتفاع التهديدا! ت الاجتماعية والاضطرابات السياسية العنيفة والمعقدة .
2- الهيكلة والبناء المعقد
من جهة أخرى فإن السلفية في الجزائر تشكل هيكليا من ثلاثة أطراف مهمة دون أن يكون هناك تنظيم هرمي يحكم هذه الحركة كبقية التيارات الإسلامية الأخرى وتزويد الحركة السلفية من عدة مصادر وتمويل بشرية تجعل .حركتها عشوائية سواء في التضخيم أو التقلص و الانحسار وهذه الأطراف المهمة يقف الطرف الأساسي في دائرة التوازي والغموض الذي يعمل على الدعم المادي والروحي وتسهيل الاتصالات والعلاقات خاصة الخارجية ويرى البعض من المتهمين أن عناصر هذا الطرف تختبئ
في الأجهزة والإدارات الثقيلة والقريبة من مصادر القرار والتي تملك شبكات من العلاقات والاتصالات وتتكئ على قوى مالية واقتصادية ثقيلة وفاعلة ونجد التسهيلات اللازمة للاتصالات الخارجية في نقاط العبور الدولية ويعبر البعض أن هذه العناصر ترتكز في تعاملاتها التجارية القوية في عدة ميادين تجارية مريحة جدا خاصة تجارة الذهب واستيراد السيارات والمواد الثمينة وبالذات من منطقة الخليج و التي تبذل جهودا كبيرة لجلب وتسهيل دخول الاستثمارات الاستهلاكية من الخليج بالذات والتي توفر سهولة انتقال الأشخاص والإمكانيات المدعمة للسلفية وعلى سبيل التمثيل استيراد الكتب والمنشورات السلفية والترويح لها بشكل منقطع النظير وخير دليل الدعم الرهيب الذي وجده كتاب الشيخ عبد المالك رمضاني المعنون quot; فتاوى العلماء الأكابر فيما أهدر من دماء في الجزائرquot; إذا وخلال عام واحد وصلت عدد الطبعات أكثر من طبعات وفي أكثر من بلد عربي حتى أنه وصل إلى أقصى نقطة في العالم وبنوعية راقية جدا وبأسعار رمزية ويجد التسهيلات القانونية والجمركية الكبيرة في نقاط الحدود وهو الأمر الذي يعتبر المثال البسيط والنموذج المداول ولكن في أجواء ومناخات بعيدة عن الأضواء ويأتي الطرف الأخر المتشكل من طبقة الوسطاء والسماسرة المروجون لسفلية وهؤلاء يقفون في المواقع ترويجية مهمة كموقع الجامعة وبعض المساجد والمواقع التجارية وبعض الإدارات الرسمية المحسوبة عن إدارات الإسلام الرسمي وهذه العناصر هي الأداة الميدانية للترويح وتسويق السلفية مستغلين الأوضاع والمعطيات خاصة النفسية والإجماعية وهذه العناصر تملك مساحات هامة من التحرك والاتصالات والتسهيلات وذلك يدعم من الأطراف العليا التي تغدق عليها بالكثير من الربوع والتوصيات اللازمة لقضاء المصالح وهي العناصر ذات التأثير الميداني خاصة في تقديم ! الخدمات المهمة للعديد من الأنصار والمؤيدين خاصة أولئك الذين يتوسم فيهم القدرة على الأداء لجيد والتحرك المفيد خاصة التزويد بالإمكانيات والمنشورات السلفية و تسهيل . التنقلات إلى الخارج و الإمدادات المادية والنفقات العامة خاصة للطلبة والبطالين مع تسهيلات للحصول على المناصب خاصة في إدارات وأجهزة الإسلام الرسمي والإدارات القريبة منها مثل التعليم والتكوين .و أما الطرف الآخر منها القاعدة المستهلكة للخطاب السلفي الذي هو النسخة المد بلجة للوهابية الخليجية ولكن وفق الصيغة الجزائرية ولكن هذه القاعدة تتوسع وتضيق وتتضخم على حسب بعض الظروف والمعطيات الهامة في حالة الانتشار والتوسع تصاحب عادة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية السيئة والصعبة والتي تتميز بتمزق النسيج و النسق الاجتماعي وانهيار البنيان الكلي للمجتمع وانتشار موجات وحالات الفقر والتهميش وتفشي مظاهر الفساد والانحراف الأخلاقي وارتفاع معدلات البطالة و الجريمة ومثل هذه المناخات آتى تتميز بأفظع مستويات الانحطاط والتخلف وتزداد السلفية انتشار في تلك الفترات التي يبلغ فيها ال! فساد السياسي أقصى درجاته وأدنى دركاته خاصة عندما تتحول السلطة السياسية في مجتمع ما إلى ملك شخصي أو احتكار لطائفة معينة مهما كانت جذورها و خصائصها البيولوجية السيسيولوجية و التاريخية وبالذات عندما تصل الحالة إلى تلك الوضعيات التي تقترب فيها الأنظمة الفساد من الانهيار لشدة التفسخ والتعفن الهيكلي والسلوكي .
كما أن أهم الروافد المزودة لتوسع السلفية الوضعية الكارثة التي وصل إليها أداء الإسلام الرسمي الذي أصبح أكثر سواء من المغني الذي كره جمهوره يئسوا منه ومن الحالة المزعجة من شدة ما أصابه من السلبية و الأداء السيئ حتى أصبح من أهم المهددات التي تنذر بأخطاء محدقة على المجتمع كما أن مستويات الانحطاط والفساد خاصة في أجهزة وإداراته بلغت رائحة تعفنها إلى حدود الإصابة بالأمراض المعدية الخطيرة والأيام تمر وهو في أمس الحاجة ليس إلى إصلاحات عميقة وجذرية ولكن عمليات بتر مؤلمة و لكنها ذات فعالية أكيدة وهذه الوضعية تجعل منه أكبر الأخطار التي تمس الأمن القومي و المصالح العليا للبلاد وقد غدا أنموذجا للفساد والانحطاط والسلبية الرهيبة بفضل أداء رموزه ! التي تفقد لكل المؤهلات والمواهب والقدرات و يأتي الرافد الآخر الذي ينعش السلفية المتمثل في الانحطاط الرهيب للثقافة الدينية عندنا و بالذات ما تنتجه المعاهد والجامعات الدينية آتي أصبحت محاجر ومناجم للغباء والتخلف والسلوكات الفنتازيا الذكورية و تكريس قيم البداوة المقيتة والبغضية ولمن يتعجب من هذه الأوصاف يمكن القيام بزيارة لواحدة منها ليتأكد من أسوا ما عبرنا عنه هنا خاصة عندما تتحول هذه المواقع إلى أماكن للبحث عن المقدس المتعالي من طرف من فقدوا نعمة البصر والنزر القليل من العقلانية .
3- التوازن و سلاح الجسد
قد يرى البعض أن السلفية هي الرد الطبيعي لطغيان العلمنة من أجل إحداث التوازن الاجتماعي والنفسي والسلوكي للمجتمع إلا أن الوضع هنا يختلف تماما لأن التوازن هنا مفقود من قبل البداية وذلك راجع إلى عاملين هامين الأول يتمثل في كون البلاد أصبحت في وضعية قريبة جدا إن لم تفق حالة روسيا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ويهيمن على البلاد الآن مثلث رهيب من شبكات الدعارة و المخدرات والسلاح وهو المثلث الذي تنتج الجريمة في أفضع صورها وأبغض قيمها والتي يتهيكل من خلال الانحصار والضيق الشديد للطبقات المترفة التي تملك أكثر مما تريد والتوسع الرهيب للطبقات المعدمة وليست الفقيرة التي تفقد ضروريات الحياة وعندما يلتقي المثلث السابق مع الثنائية الطبقية لا ! يمكن أن نتصور حصول التوازن وهنا تكون السلفية هي المسيطر على الواقع ولكن في صورة كبيرة ومثيرة هي صورة الجسد وملامحه وسلوك أته من خلال الهندام الذي يجلب الاهتمام و يبعث آلاف الرسائل و أهمها تلك الرسالة المضادة للجسد العاري المعبر عن قيم ومفاهيم الطبقات المترفة التي يكون أفضل معبر عنها ليأتي الجسد المستور و بطريقة متكلف ومبالغ فيها حسب البعض هي الرسالة المقابلة التي يبعثها مجتمع الطبقات المعدمة ولكن المشكلة تتجاوز ذلك لتصل بدورة المعايشة إلى خيار الصدام بعد فشل مرحلة تظهير و تربية النفس ومرحلة الدعوة بالحسنى و الرأفة وهنا تأتي المرحلة التي تنقلب السلفية فيها على نفسها فيتحول الجسد المستور بكثرة الحجب إلى وسيلة مفضلة و الطلقة الأخيرة للحصول على السعادة المفقودة و الميؤوس منها و لكن سعادة أخرى ومن نوع متعال لا يحسن الترويج له إلا بعض المهرة من المحترفين في إدارة الصراعات! الاجتماعية خاصة داخل الطبقات المعدة وهذه الطبقات تكون مض طرة إلى الانخراط في اللعبة الجديدة دون أن تعرف قوانينها ولا تكاليفها ولا حتى نتائجها وليس من الغريب مثلا أن نجد بعض رموز السلفية أصبحت أشرطتهم تتنافس أشرطة أمراء الرأي وكلها محملة بالمحرمات والممنوعات دينيا والتي إذا تفحصناها نجدها كلها تلك السلوكات والقيم والمواد الاستهلاكية اللصيقة بالطبقات المترفة والتي تفقدها الطبقات المعدمة إلا أن ذلك يمتد إلى التشويق إلى التعلق بالماضي الجميل للهروب من الحاضر الفاسد والماضي هو القنطرة القصيرة إلى الآخرة ونعيم الجنة التي تحرم منه هذه الطبقات في دنيا التي لازما عليها بعد خروجها من شرنقة السلفية أن تقدم التضحيات وللحصول على الآخرة وما أبخسها من تضحيات على الآخرة وما أبخسها من تضحيات والمستفيد الأكبر هم تجار الحروب والاضطرابات الاجتماعية المدمرة .
محمد بغداد
[email protected]
كاتب وباحث من الجزائر
التعليقات