مثل ماتعودنا نحن العرب أن تكون مصادر اخبارنا دائمآ هي مصادر اعلام غربية وبدون منازع، حتى لو كان هذا الخبر يخص نفس الشارع الذي نسكن فيه او شقة جارنا!! فالاجدر ان لانصدق ماتراه عيوننا بل نصدق هذا الاعلام!! بنفس الوقت الذي نلعن هولاء المستعمرين الغربيين ليل ونهار. وفي ذلك لاغرابة فنحن امة قد ادمنت التناقض حد الافراط. وقد برزت بعد سقوط صنم العراق ميزة اخرى تلاصق عقول التخلف والدم وذلك من خلال الانتقائية quot; الطائفية quot; في التعامل مع هذه الاخبار الغربية، فاذا كان االخبر الاعلامي يخدم طائفة معينة في العراق، تسارع اغلب هذه القنوات العربية لبث البرامج على مدار الساعة و الاسبوع والشهر بل والسنة لاتخاذ هذا الخبر كمرجع لايقبل التأويل او الشك!! رغم ان مصدر الخبر احد هذه الدول quot; الاستعمارية quot;، لكن من جانب اخر اذا كان هذا الخبر فيه ولو قدر قليل من الأنصاف بحق طائفة عربية اخرى تذبح كل يوم على الطريقة quot; الاسلامية والعربية quot; شر ذبحة فان ضمائر هذه القنوات تدخل في سبات يشابه سبات اهل الكهف. مع الاحتفاظ بالفرق حيث لاصحوة ترجى ولو بعد مائة قرن لضمير قد أدمن الموت الطائفي حد النخاع كما يحصل مع الغالبية الساحقة لوسائل الاعلام العربي المسكين الذي يستحق العطف والترحم اكثر من غيره ولايستحق اكثر من ذلك لان الضرب بالميت حرام.

مازلت كذبة القناة الرابعة التجارية الانكليزية ودافع اجورها عضو البرلمان العراقي عن قائمة التوافق محمد الدايني، حتى يومنا هذا يتداولها الاعلام العربي بكل شغف وحرارة ( كيف الشيعة يقتلون السنة في العراق!! ) وكأن المقبور الزرقاوي والاوباش ابو عمر البغدادي وذلك الارهابي المهاجر المصري ومن سار على نهجهم وقبلهم الصنم الساقط. قد ولدوا او سكنوا في جنوب العراق او في مدن الفرات الاوسط وليس في غيرها من المدن الحاضنة لهم بجدارة. ومن مهازل هذا الزمان جرت في قناة الجزيرة حيث تم استضافة الدكتور طالب الرماحي في برنامج الاتجاه المعاكس وكان ضيف فيصل القاسم الاخر، مفبرك هذا الفلم الطائفي والتجاري مدفوع الثمن الدايني نفسه. وحدث مالم يتوقعه الجميع حيث تم عرض صورة على اساس انها احدى الوثائق التي تدين الشيخ جلال الدين الصغير وهو يشرف على تعذيب احد ابناء السنة في العراق، واذا تظهر المفاجاءة ان الواقف هو الرئيس الايراني السابق خاتمي وفي جامع براثا وسط بغداد!! ووصل حدود غباء وجهل وتخلف من فبرك هذه الصورة والدايني والجزيرة الى حد لايفرقون بين رئيس دولة وغيره، كل ذلك من اجل تمرير فكرة دموية باطلة وتحويل الذباح الى مذبوح والضحية الى جلاد وكل ذلك جرى على الهواء وبشكل مباشر. اما محمد الهاشمي في قناة المستقلة الطائفية حد النخاع فانه ومن دخل في جعبته quot; الدولارية quot; من ابواق صنم العراق السابق ومن أزلام عدي وماأدراك ما أختصاص هولاء الازلام في عهد ذلك الصنم الصغير!! لقد جعل الهاشمي من هذا الفلم قدس العرب الاخرى وتكاد دمعته quot; المنافقة quot; تنزل من عينيه وهو يشير الى جهة عرض الفلم القناة الرابعة والى المذابح التي يتعرض لها ابناء السنة العرب في العراق. ويريد ان يقنعنا انه ومن معه من الطائفيين أحرص على حياة طائفة عراقية معينة من العراقيين أنفسهم. وفي حقيقة الامر هولاء جميعآ هم من المتحسرين على سقوط نظامهم الطائفي الدموي في العراق و هم الخاسر الاكبر من نتائج العملية الديمقراطية الجديدة في عراق اليوم. اما قناة الشرقية quot; الغير عراقية quot; فادارتها المعروفة كونها احد الكوادر الاعلامية السابقة في عهد النظام الساقط، تصر على ان تسير الامور بنفس الطريقة السابقة التي حكم فيها العراق خلال اكثر من ثمانين عام كانت ذروتها اخر ثلاث عقود ولم يستوعب صاحب الشرقية ومن يدعمه الواقع الجديدة في الشارع العراقي. ومازلت حتى يومنا هذا مذيعة الاخبار تردد خبر هزيل وبصياغة هزيلة كالتالي ( أن سبب انقطاع الكهرباء هو تقصير الحكومة، ويذكر أن القناة الرابعة عرضت فلم عن دور المليشيات بقتل ابناء السنة!!).

يوم الجمعة السابقة. كتبت صحيفة نيويورك صن. تقرير غاية في الخطورة، حيث اشار التقرير الى تورط حوالي 15 نائب من قائمة التوافق السنية بعمليات قتل جماعي وتفخيخ وتفجير اسواق وان هذه الاعمال الارهابية يشترك فيها عدنان الدليمي وخلف العليان وقد تم العثور في منزل الاول على ورشة لتفخيخ السيارات وفي منزل العليان على عبوات واحزمة ناسفة بل ان هنالك أدلة موثقة ومصورة على اقراص سيدي تثبت أن عملية تفجير البرلمان العراقي تمت بتوجيه من العليان!! اضافة الى أدلة تدين ناصر الجنابي الذي تورط بقتل المئات على الهوية!! ومحمد الدايني مفبرك فلم القناة الرابعة وصاحب كذبة خاتمي في جامع براثا. هناك أدلة على تورطه الكبير في عمليات قتل وتهجير كبرى!! وتطول القائمة والاعمال الاجرامية التي تعددها الصحيفة. ومعها يطول سكوت هذه القنوات الطائفية ومن على شاكلتها وتجاهلها لهذا التقرير و الخبر المثير والكبير. كل ذلك بسبب أن الخبر يشير الى وقائع كبرى تنصف شريحة معينة من العراقيين وايضآ تثبت بالادلة القاطعة وبالجرم المشهود رموز الارهاب في العراق.. لكن مع ذلك لم نسمع او نقرأ او نشاهد اي من هذه القنوات الطائفية تثير فيها quot; الحمية quot; العربية والاسلامية والقومجية او حتى الانسانية. فلقد وضعت صحيفة نيويورك صن دون قصد هذه القنوات في موقعها التي يليق بها حيث انها بؤر للدم القتل والتحريض في العراق اضافة الى طائفيتها المقيته والمفضوحة، فلا غرد صوت فيصل القاسم ولاتحركت حاجبي احمد منصور في قناة الجزيرة ولم تدمع مقلتي محمد الهاشمي وجعبته الطائفية من مايطلق عليهم محللين سياسيين وفي الحقيقة هم محللي quot; دولاراتهم quot;!! ولم يهتز شارب قناة الشرقية الطائفية المحرضة.. ولحد الان لم نسمع رأي برنامج قلم رصاص ولا قنديل!! وكان الله في عون كل العراقيين بلا استثناء وحفظهم من تحريضات ورعب وأرهاب. هولاء وغيرهم من الطائفين.. صم بكم وضمير ميت او بلا ضمير.. وعاشت صحيفة نيويورك صن. فلقد عرتهم وكشفت كل طائفيتهم دون ان تدري.


محمد الوادي
[email protected]