إستشاط غضباً، بعض المعلقين المؤمنين تحت المقالات التي إستهجنت الفتوى المهزلة لأحد شيوخ الأزهر حول ( رضاعة الكبير ) وهو يتهم كتابها بإثارة قضية أشبعها العلماء ( علماء الدين طبعاً وليس الفضاء ) دراسة وبحث وصارت في طي النسيان. عفواً الكتمان!!


المؤدب منهم طالب الكتاب بعدم التطرق إلى المواضيع الدينية فهي خاصة ( بالخاصة ) وجميعنا يعلم بأن كل الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء قد خاطبت العالمين على المطلق ليغرفوا منها. وأن الذين وصفوا في التاريخ كفقهاء ومفسرين وعلماء، ما كانوا سوى قلة قليلة كانت تجيد القراءة والكتابة داخل مجتمعات، نسبة اُمية ناسها في نور عصرنا الحاضر تفوق أل 70 بالمائة. فكم كانت إذن نسبتها في قرون التخلف السحيقة؟ ! مع ذلك نجد اليوم جاهلهم يتدخل كدارك في كل علوم العصر. الكيمياوية. الفيزيائية. الطبية. العمرانية. الهندسية. وووووو وحتى الجنسية!! علماً أن الجامعات التي تدرس العلوم الدنيوية. لا يلجها إلا ذوي الكفاءة والموهبة!!!


كتابا صحيح البخاري وصحيح مسلم، كُتبت أحاديثهما بعد مرور أكثر من مئتين سنة على وفاة الرسول بطريقة التوارد والنقل. أي قال فلان عن فلان وليس إعتماداً على دفاتر ( مذكرات ) آولئك الذين قالوا عن لسان النبي محمد ( ص ) ما يحاشيه العقل والمنطق منه وألصقوا به من المزايا والمكارم ما حذر هو منها قائلاً. ( لا تطروني كما طرت اليهود والنصارى أنبياءهم، إنما أنا عبدالله ورسوله ) وهو بذلك طبق الآية الكريمة التي نزلت بحقه (( قل إنما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد )).

هل نجد اليوم عند أتباع الطائفتين. اليهودية والمسيحية ما يمنح نبيهما ولو جزء يسير من الصفات التعجزية، بل المستحيلة التي يقولها المسلم في نبيه رغم أن النبي موسى كان ( كليم ) الله والنبي عيسى ولد بنفث منه!!!

لقد تجاوز بعض وعاظ المسلمين حدود المنطق والأخلاق حين جرد الرسول ( ص ) من إنسيته كبشر كما وصفه جل جلاله في قرآنه المجيد. وذلك بمنح ( بوله ) صفة العلاج !. ومكان ( قضاء حاجته ) قدسية التبريك !. وملأوا من ( عرقه ) قوارير تكفي لتعطير أبدان كل أهل المدينة، لأنه. أي عرق جسده. كان أطيب من ريح المسك !!!! وجعلوا الطهارة حتى في ( فضلاته ) !!! ليس ذلكم فقط بل صارت ( تفلته ) تتهافت وجوه أصحابه لتلقفها، وصنعوها دواءً لإنقاذ عين الإمام علي ( ع) من العمى. ( وببصقة واحدة ) من فمه أشبعت قطعة عجينة لم تخبز أبداً، بطون أكثر من ألف من أتباعه دون أن يأكلوها !!!
تلكم نزر شحيح مما يزغرا بها كتابي المتمكين ( كتابة ) مسلم والبخاري. عن الاُميين فلان وفلان وفلان لأقاويل اُلصقت بلسان الرسول ( ص ) وسمياها أحاديث!!!

ما كنت سأعود إلى الكتابة في هذا الموضوع لولا قراءتي لتصريح مفتي مصر. علي جمعة. الذي إعتقدت أن فيه رد تفنيدي على فتوى زميله في الأزهر الدكتور عزت عطية حول ( رضاعة الكبير ) وإذا به أثرى سقمها بالرديف. فلا عجب فمشربهما ( الصحيحين ).
قبل أن أختتم مقالي هذا بالتساءل. أترككم لقراءة الفقرة التالية من تصريح مفتي مصر علي جمعة في ( عربية نت )

(((( وقال جمعة في تصريحات لصحيفة quot;المصري اليومquot; الأربعاء 23-5-2007، إن الأساس في فتوى تبرك الصحابة بـquot;بولquot; الرسول هو أن كل جسد النبي، في ظاهره وباطنه، طاهر وليس فيه أي شيء يستقزر أو يتأفف أحد منه، فكان عرقه عليه السلام أطيب من ريح المسك وكانت أم حِرام تجمع هذا العرق وتوزعه على أهل المدينة.

وأضاف جمعة: quot;فكل شيء في النبي صلى الله عليه وسلم طاهر بما في ذلك فضلاته، وفي حديث سهيل بن عمرو في صلح الحديبية قال ( والله دخلت على كسرى وقيصر فلم أجد مثل أصحاب محمد وهم يعظمون محمداً، فما ( تفل ) ( تفلة ) إلا إبتدرها أحدهم ليمسح بها وجهه ) وحينما أعطى النبي صلي الله عليه وسلم لعبدالله بن الزبير شيئا من دمه بعد الحجامة فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم ادفنه، فرجع فرأي النبي عليه شيء فقال له أين دفنته، قال في قرار مكين فقال له الرسول صلي الله عليه وسلم quot;أراك شربته ويل للناس منك وويل لك من الناس بطنك لا تجرجر في النارquot;.))))))

أكيد أنكم مررتم بحديث سهيل بن عمرو ((والله دخلت على كسري وقيصر فلم أجد مثل أصحاب محمد وهم يعظمون محمدا فما تفل تفلة إلا ابتدرها أحدهم ليمسح بها وجههquot;))).

والآن علينا مقارنته بحديث الرسول ( ص )( لا تطروني كما طرت اليهود والنصارى أنبياءهم، إنما أنا عبد الله ورسوله )..

ألا ترون معي في أن حديث سهيل بن عمرو. إن كان صحيحاً. جاء سبيلاً لذم الذين لم ولا يتعظموا مما جاء في القرآن الكريم بحق النبي ( ص )

(( قل إنما أنا بشر مثلكم ))) وليس إفتخاراً؟؟؟

هُزلت ورب الكعبة هُزلت..

حسن أسد