مع قرب نهاية العام وبداية العام الجديد يجلس الإنسان مع ذاته ليقدم كشف حساب للعام المنقضي ويراجع الأحداث بحلوها ومرها ليستفيد من أخطائه ويعزز الجوانب المضيئة في شخصيته ليقول مع بداية السنة الجديدة quot; هوذا العتيق قد مضى والكل قد صار جديدا quot; هذا على الجانب الشخصي البحت.
آما على الجانب الوطني يقيم الأحداث ويحللها ويخرج بنتائج للتخطيط الاستراتيجي في ضوء معطيات العام الماضي والنتائج المحققة لعل وعسى يستطيع إضاءة شمعة لأهلة ووطنه.

أما نحن أقباط مصر فتقع علينا مسئولية مضاعفة مسئولية أولى تجاه وطننا الحبيب مصر ومسئولية أخرى من منطلق التزام ديني وأخلاقي ووطني أيضا تجاه أقباط مصر الغلابة الذين يقعون بين مطرقة النظام وسندان الإخوان فى بيئة متخلفة متعصبة تسعى للقضاء عليهم

أولا على الجانب الوطني
من المؤسف حقا أن شهد العام المنقضي زيادة انهيار مصر سياسيا وخلقيا واقتصاديا ودينيا quot;رغم التدين الشكلي المظهري quot; وإعلاميا بل وهذا ناتج طبيعي لطول حكم الرئيس مبارك 26 عاما فعلى سبيل المثال لا الحصر.
* نهاية دولة المؤسسات بمصر quot; لتصبح مصر دولة المصاطب quot;
* استمرار انتشار العقم السياسي في كل مناحي الحياة بعد انقلاب يوليو 1952 quot;الغزو الداخلي لمصر quot;.
* استمرار فقدان مصر مكانتها الريادية في المنطقة مع صعود السعودية كلاعب أساسي في المنطقة.
* دخول السعودية للعمق المصري في السودان والصومال وتأثير ذلك على شريان مصر الحيوى quot; نهر النيل quot;
* استمرار صعود تيار الإسلام السياسي quot; الإخوان المسلمين quot; بسماح من النظام كفزاعة سياسية للغرب.
* استمرار فوز مصر بالأرقام القياسية في الفشل الكلوي والتهاب الكبد الوبائي سى والتلوث البيئي.
* استمرار تدهور أخلاقي وانتشار الرشوة في كل مؤسسات الدولة.
* استمرار الدولة البوليسية في مصر quot; مثل الجستابو في ألمانيا الشرقية قبل الوحدة.
* استمرار شيوع وانتشار ظاهرة التعيين في الوظائف القيادية ومعيار الاختيار الفساد الأخلاقي والمالي والإداري.
* استمرار ارتفاع نسبة البطالة في مصر مما دفع وزيرة القوى العاملة quot; عائشة عبد الهادى quot; للتعاقد مع دولة خليجية لتصدير عشرة آلاف خادمة مصرية.
* استمرار فساد صاحبة الجلالة الصحف القومية quot; الأهرام والأخبار والجمهورية quot; التي تعمل لاجندات دول بترولية ناشرة التطرف والتخلف والجهل، وصحف خاصة تعمل لاجندات إسلامية اخوانية متطرفة quot; الدستور وصوت الامة.quot;، وصحف أخرى تعمل لاجندات امنية quot; الأسبوع والنباء والميدان ونهضة مصر quot;، مع انتشار الابتزاز الصحفي quot; الأسبوع بقيادة مصطفى بكرى quot; عميد الصحف الصفراء quot;، وفساد الصحف الحزبية quot; تابعة للأحزاب الكرتونية quot;.
* استمرار قيام الظلاميين ضد الليبراليين الشرفاء أمثال quot; فاروق حسنى وعبد المعطى حجازى ونجيب ساويرس quot;
* ظهور عدد من الفتاوى كشفت مدى التخلف الذي بعيشة المجتمع المصري quot; بول وبراز الرسول لمفتى الديار المصرية ورضاعة الكبير لرئيس قسم الحديث بجامعة الازهر وجلد الصحفيين 80 جلدة للشيخ سيد طنطاوى رئيس الأزهر الشريف....الخ.

الجانب الثاني أقباط مصر
* انتشار التطرف في كل مناحي الحياة ضد الأقباط والاقليات quot;بهائيين والقرايين.
* ارتفاع رهيب في حالات خطف بنات الأقباط المنظم من الأمن المصري والإسلاميين الممولين من السعودية الوهابية.
* ارتفاع رهيب ومتزايد في الهجوم على الأقباط للنيل من quot; كنائسهم وبيوتهم ورزقهم quot;
* انتهاء مخزي لدولة المؤسسات لتحتل مصر عالميا quot; الريادة لدولة المصاطب quot; مثلما يحدث في المناطق النائية في باكستان.
* اختراق التطرف الديني لسلك القضاء والإحكام الظالمة شاهد عيان.
* ظهور نجوم للتطرف على الشاشة المصرية للتهكم على عقيدتنا المسيحية مثل زغلول النجار وسليم العوا وسابقا عطية صقر والشعراوى...الخ.
* سقوط قناع الإخوان تجاه الأقباط ببرنامج حزبهم المتطرف تجاه الأقباط وتجاه مصر بوثيقة فتح مصر برئاسة مرشدهم quot; طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر quot; بدون استثناء رئيس أو غفير quot;.
* سقوط مروع لمنظمات المجتمع المدني quot; لجوء سعد الدين ابراهيم خارج مصر quot; ومحاولات تجميل للصورة القبيحة بالمجلس القومي لحقوق الإنسان.

جوانب مضيئة لمصر منها.
* تعاطف وتكاتف اخوة من الكتاب المستنيرين مع القضية القبطية العادلة
* ظهور نشطاء مصريين ينادون بالدولة المدنية والهروب من فخ الدولة الدينية
* مطالبة عدد كبير من الليبراليين المصريين للتخلص من الدولة الدينية فى مصر بالغاء المادة الثانية المقننة للتطرف والتعصب ضد الأخر.
* تكون مجموعة ضد التمييز من المصريين الشرفاء تندد يالتمييز ضد الأخر.
* سقوط دولة حماس الاخوانية quot; الجنة المبشر بها من الاخوان المسلمين quot;
* الصدام بين الإخوان والنظام quot; للفوز بكرسى الحكم quot; بعد حاثة جامعة الأزهر وصدام المصالح * كشف ودور الأزهر في نشر التطرف والتخلف الديني في مصر بعد شراءه من صالح كامل مندوب الوهابية فى مصر.
* افتتاح منتدى الشرق الأوسط للحريات فرع بمصر بعد واشنطن.
* ارتفاع نسبى لصوت الليبراليين المنادين باعادة تمصير مصر.
* ارتفاع أصوات هيئات قبطية جديد مثل quot; أقباط هولندا وإيطاليا والسويد...الخ quot; مطالبين برفع الظلم عن أقباط مصر.

أخيرا من الأهمية أن نذكر رغم كم قلة الجوانب المضيئة لمصر إلا أنها بداية ووجب التنويه أن الجوانب المضيئة لا تأتى من فراغ بل من عمل أناس شرفاء مخلصين لوطنهم مصر.
مع أملى أن نعمل معا لتتخلص مصر من الحكم الديكتاتوري العسكري ومن ظلمة الإسلاميين quot; الإخوان المسلمين quot; لإقامة دولة مصر الحديثة quot; دولة ديمقراطية علمانية quot; وتعود لمصر دولة المؤسسات وتنتهي من مصر للابد quot; دولة المصاطب والدولة الدينية ا والدولة البوليسية quot;
وما أظن أن هذا ببعيد هلما نعمل والرب يكمل كل عمل.

مدحت قلادة

زيورخ