في سابقة تعد خروجاً عن كافة المعايير الأعلامية وانحيازا مفضوحا منع مقدم برنامج حوار مفتوح غسان بن جدو أحد ضيوف برنامجه من توجيه النقد الى المجرم الأرهابي أسامة بن لادن بحجة انه غائب عن البرنامج ولايجوز التطرق له، ففي حقلة من البرنامج المذكور بثت من بيروت في 29- 11 أنتفض غاضبا مقدم البرنامج بن جدو حينما ذكر أحد الضيوف ارهاب بن لادن وأعترض عليه بشدة بحجة ان بن لادن غير حاضر في البرنامج كي يدافع عن نفسه!


ولاندري هل تمنع هذه الذريعة في المستقبل نقد جرائم: هتلر وستالين وصدام حسين والخميني وحافظ الأسد وغيرهم من المجرمين لأنهم غير متواجدين في الحياة ولايستطيعون الحضور الى التلفزيون للدفاع عن أنفسهم؟


لقد كان تصرفا عجيبا وشاذا من مقدم البرنامج عكس مدى التطرف الايديولوجي الذي يحكم السياسة الاعلامية لقناة الجزيرة، ودورها الاعلامي الخطير في تزييف الحقائق وتضليل المشاهد و التحريض على الارهاب والقتل.


وقناة الجزيرة بفعلتها هذه تخالف أبسط بديهيات الاعلام التي تؤكد على دوره النبيل في التوعية والتنوير وإيصال الحقائق، فأين الجزيرة من رسالة الاعلام الشريفة هذه، وعلى من تضحك في هذه الممارسات التي تتنافى وأبسط القيم؟


ومن يختلف حول جرائم الارهابي بن لادن كمن يختلف حول شرور الشيطان، فلا يوجد انسان عاقل لديه ضمير وقيم وايمان حقيقي بألله تعالى غير مقتنع بأن بن لادن مجرم همجي وقاتل وحشي أساء الى العرب والمسلمين، وكان الأولى بنا نحن العرب التصدي له ومحاربته لأنه شوه سمعتنا وصورة ديننا، ومارس أبشع جرائم الأرهاب ضد الانسانية، فهل لدى قناة الجزيرة قيم اخلاقية ودين جديد يبيح جرائم الارهاب والقتل؟!

خضير طاهر

[email protected]