فاجأتنا قناة الجزيرة بعرض حلقات برنامج شاهد على العصر بكلام ضيفها الوزير العراقي السابق حامد الجبوري أحد أقطاب التيار القومي العربي الذي فضح فيه جرائم نظام صدام حسين، واظهر بعض بشاعاته التي غطى عليها الاعلام العربي بفضل كوبات النفط والدولارات التي كان يدفعها نظام صدام.

وسبب المفاجأة يعود الى ان المشاهد لم يتعود من قناة الجزيرة الموضوعية والتوازن والعدالة في تناولها للأخبار والاحداث والأشخاص، فهي قناة أيديولوجية منحازة بشكل سافر.

بل والأكثر من هذا ان بعض مذيعات الجزيرة ارتدين اللون الأسود تعبيرا عن حزنهن يوم اعدام المجرم صدام حسين، وكلنا يعرف ان الجزيرة كانت الناطق الرسمي بأسم نظام صدام في حياته وبعد سقوط نظامه، فما الذي حدث ياترى كي تنقلب على محبوبها ومعبودها صدام حسين ؟!

اذا استبعدنا عنصر الندم وتأنيب الضمير والصحوة الاعلامية لقناة الجزيرة على أعتبار ان القناة باقية على نفس نهجها العام ولم يتغير شيء في ادائها الاعلامي.. سنجد أنفسنا امام تفسير واحد يبدو منطقياً لهذا التغيير وهو ان تيار الاخوان المسلمون المهيمن على الجزيرة أراد تصفية حساباته والانتقام من التيار القومي العربي بواسطة احد عناصره البارزة وهو حامد الجبوري الذي كشف عن بعض الممارسات الاجرامية لحزب البعث أحد وجوه التنظيمات القومية.

فالاخوان المسلمون لديهم صراعات مزمنة مع القوميين العرب منذ عهد جمال عبد الناصر، وكذلك في سوريا لديهم صراعات دامية مع حزب البعث، وحتى مع نظام صدام الذي أعتقل وأعدم الكثير من الاخوان المسلمون.

على أية حال مهما تكن دوافع قناة الجزيرة.. فأن الحق يقال كانت حلقات برنامج شاهد على العصر مفيدة لتوضيح بعض الحقائق التي طمسها الاعلام العربي عن جرائم نظام صدام، رغم ان ضيف الحلقات الجبوري لم يكن بالمستوى المطلوب وظهر ضعفه في الجانب التحليلي لمجريات الاحداث، ولكن الجزيرة تشكر على جهدها هذه المرة.

خضير طاهر

[email protected]