يبدو ان الاحذية حريصة ان تترك بصمتها في التاريخ العراقي السياسي الحديث من الاهزوجة العراقية المعروفة quot; نوري سعيد القندرة... quot; وحتى اخر حذاء تطاير نحو الرئيس بوش في زيارته الرسمية الاخيرة الى العراق. الفرق بين الاثنين شاسع وكبير ومابينهما يحمل في طياته وبين جوانحه الكثير والعظيم من الاهداف ومن الاحداث ومن النوايا. لكن الفرق الاساسي بين الاثنين ان استخدم الحذاء في الوصف عند ذلك التاريخ العراق كان يدافع عن حق العراق ومن انطلق حذائه في وجه الرئيس بوش انما كان يدافع ويرد على صفة الحذاء الذي استخدم في تلك الاهزوجة التاريخية العراقية الوطنية بوجه نوري السعيد وان كان من حيث لايدري وان كان هدفه الوحيد لفت الانتباه والشهرة وان كان فعل وتصرف مقبوض الثمن مسبقا، في احتمال لايمكن تجاوزه.

اهتزت كل جهات قناة الجزيرة طربا وفرحا واستبشارا بمثل هكذا خبر. وهي القناة التي تعيش وتقوم بحماية القواعد الامريكية في السلية وغيرها من القواعد الامريكة في قطر وهي القناة التي تبث على موجات واقمار صناعية جميعها تحت سلطة وامرة الرئيس الامريكي بوش نفسه وليس غيره. وهي القناة التي استقبلت الرئيس الاسرائيلي quot; الاخ شيمون بيريز quot;!! واغرب مانطق به ضيف الجزيرة الاول الذي تكلم عن هذا الحادث عبد الحسين شعبان ( بان هذه طريقة عراقية لتوديع الضيوف!! ). والرد على مثل هكذا تصريح لايستوجب الشرح والتفصيل فهذه طريقة ارباب quot; الحفر quot; ولاتنتمي للعراق ولا للعراقيين بشيء. والحقيقة الكبرى هي مانطق بها شعبان نفسه حينما قال نصا ( بصفتي كنت المدير العام لقناة البغدادية فاني اعرف هذا المراسل الزيدي وهو تشبع بالمباديء عندما كان عضو نشيط في اتحاد طلبة العراق قبل 2003 ). ولن يكون عصيا على العراقيين الاكارم معرفة كل الحقيقة ودوافعها ومحفزاتها بعد هذا الوصف والسيرة لهذا المراسل ابو الحذاء التي عرضها شعبان.

وغريبة اخرى جاءت فورية لكن هذه المرة من ادارة قناة البغدادية التي اصدرت بيان فوري ينتمي في لهجته وطريقة الالغاء والمفردات وحتى في طريقة الاعادة الى بيانات مجلس قيادة الثورة الساقط بقيادة بطل الحفرة المغوار. حيث طالب البيان quot; باحترام حق التعبير وحقوق الديمقراطية وحق المراسل القانوني والافراج الفوري عنه!! quot; بقي فقط الاشارة الى ان مجلس ادارة هذه القناة يتكون من رئيس هو سفير للنظام الساقط في احدى الدول الاوربية حتى عام 2003 وعضو كان يعمل حينها بصفة ملحق في سفارة العراق في مصر. وعضو اخر كان مسؤول النظام لمنطقة الدورة وسط بغداد. فلااعرف من اين نزلت عليهم الرحمة والديمقراطية وحقوق الانسان مرة واحدة هكذا وبدون مقدمات؟

نعم لهذا المراسل حق قانوني بمحاكمة عادلة، تحفظ له الحق بمحامي وعرض وجهة نظره والاستماع اليه. لكن بذات الوقت محكمة عادلة تاخذ للحكومة والاعلام والصحافة العراقية حقها القانوني الكبير والذي يضمن الفصل بين حدود الديمقراطية و بين داوئر التخريب والاعمال المشبوهة المقبوضة الثمن مسبقا. فاذا كان يريد هذا المراسل الحصول على الشهرة فقد حصل عليها وبطرق مختلفة وسيصفق له الكثير من الاعلام العربي البائس حتى يجعلوه بطلا من ابطال الامة المغلوبة على امرها.
فهذا الاعلام وهذه الامة صفقت ومازالت لبطل ورقي لاذ بحفرة حقيرة وسلم كل العراق الى القوات الاجنبية. فكيف لاتصفق لحذاء تطاير في الهواء وفي غفلة، لكن فليكن هذا المراسل على ثقة ان اسمه وحاله ووضعه سوف يلفه النسيان في ذاكرة هذه الامة في اول خبر عن سباق الخيل او سباق الهجانة او عن تصفيات كاس العالم او اخبار البورصة او حتى اخبار هيفاء وهبي.

وطالما الحديث عن الاحذية في التاريخ العراقي فان نعال لمواطن عراقي بطل يستحق الاشادة والتقدير. ذاك هو نعال العراقي الشهم والصديق العزيز ابو تحسين الذي وقف وسط بغداد ليعلن بصوت عراقي حقيقي نهاية نظام ساقط. ذاك النعال التاريخي الذي وقف كحد صريح بين عصر الظلم والاقصاء والتفرد والمقابر الجماعية والجرائم الكمياوية وبين عصر العراق الجديد الذي يشترك به كل العراقيين دون استثناء. ذاك النعال الذي اسقط دموع الهزيمة والذل في عيون اصحاب الكوبونات النفطية من ارباب الاعلام العربي من داعمي النظام الساقط. فهذا نعال ابو تحسين التاريخي الذي تحرك بكل اذرعة العراقيين. وذاك حذاء المراسل الذي يستوجب البحث عن المحرك والداعم والمحفز والدافع. فالاجدر نعال ابو تحسين.

محمد الوادي
[email protected]