نشرت وكالة رويترز الاخبارية، تقريرا من القاهرة كتبه الزميل سعد القرش، وفيه يستعرض ترجمة عربية لكتاب quot;هل أنت شيوعي مستر شابلن..quot; والتي صدرت مؤخرا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية. تقرير الزميل القرش لا يضم اسم مؤلف الكتاب الاصلي، وهو امر شديد الاهمية لتقيم قيمة الكتاب واهمية المعلومات التي يقدمها، خاصة مع وجود مئات الكتب والتي تصدر كل عام، والتي تتناول باثارة كبيرة وبدون وجود الكثير من الحقائق والادلة، حياة وسيرة المثقفين والفنانين. بعض هذه الكتب يلقى رواجا كبيرا في الدول العربية، وبعض الدول الاخرى، لاسباب سياسية خالصة، بسبب توافق ما تقدمه هذه الكتب من افكار مع افكار وتوجهات القراء في فترات تاريخية معينة، ومغازلتها لعواطف البعض، من خلال استعادة بعض القصص، والتي لا تحمل اهمية كبيرة لذاتها، من دون السياق التاريخي الذي وقعت فيه.

تقرير الزميل القرش يستعرض بعدها، اهم فصول الكتاب، ويركز على سيرة شابلن، والتي يقدمها الكتاب المصري، وكانها وصمت بسيرته الشيوعية،والتي هيمنت على حياته كلها، متناسية سيرة شابلن الفنية، وافلامه التي انجزها في الولايات المتحدة الامريكية نفسها،وهي الافلام التي صنعت ايقونة شابلن، كواحد من افضل ممثلي الكوميديا في العالم.

التقرير يقدم الكثير من الحوادث من حياة شابلن، وانجذابه الى التيار اليساري وقتها، والحرب التي شنت عليه من الاعلام الامريكي، والذي ادى في النهاية الى ترك شابلن الولايات المتحدة الامريكية، واستقراره في سويسرا الى وفاته. طبعا كل واحد من قصص الكتاب تحتاج الى بحث وتأكيد، صحيح ان شابلن كان ضمن الفنانين الذين وجهت لهم اللجان المكارثية، تهم الشيوعية او معاداة الحكومات الامريكية وقتها، لكن هناك المئات من الفناين والمخرجين والمثقفين الآخريين وجهت لهم التهم نفسها. واللجان المكارثية نفسها ادينت وتمت محاكمتها في الولايات المتحدة الامريكية منذ حوالي الخمسين عام.وسط اجماع عام هناك، بان زمنها يجب طويه والاقرار باخطائه التي طالت العديد من الفنانين والمثقفين.

ومع البعد الزمني والتاريخي والفكري، عن فترة الشيوعية، يبدو اهتمام دار نشر عربية رسمية، بترجمة كتاب عن شابلن الشيوعي، مثيرة للكثير من الشجن، خاصة مع وجود الألف الكتب الاجنبية وبلغات عديدة، والتي تصلح للترجمة والنشر لقراء اللغة العربية. بعيدا عن الاثارة المفتعلة لكتب اجنبية لا تحظى باي سمعة جيدة في دولها، لكنها تحقق الكثير من الانتباه في الدول العربية، والتي تتلقف هذه الكتب وتروج لها.

محمد موسى