عادت التصريحات العنتريه التي يطلقها بين فتره وأخرى السيد مسعود برزاني في شمال العراق الى الظهور مرة أخرى، وقد أباح بالقليل من حقده الدفين الذي يكنه للعراق والعراقيين، حيث أرتفعت نبرة وحدة تصريحاته بمجرد شعوره بأن الحشود التركية لن تستهدفه، على العكس تماما عند بداية الازمة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وكيف كان يتوسل بتركيا محاولا تذكيرها بالخدمات الجليلة التي قدمها لها سابقا مستميتأ في محاولة عقد أي لقاء مع أي مسؤول تركي حتى ولو كان هامشيأ،ومستعدا في الوقت الحاضر أيضا لتقديم رأس حزب العمال الكردستاني الأرهابي الذي يحتضنه في الخفاء والتضحية به وبكل رحابة صدر في سبيل بقاءه متحكمآ بالاوضاع في شمال العراق ورضى تركيا عليه، لكن ليس الاتراك من الذين تنطوي عليهم حيل وألاعيب مسعود وغيره وهم يعرفون جيدا بأنه اذا تمكن فسوف يتخطى حدود الاعراف السياسيه والدبلوماسيه وحتى الخطوط على الارض، وهم لا ينسون تصريحاته بأنه سوف يتدخل في تركيا لاثارة الفتن القلاقل فيها ولا ينسون الدعم الخفي الذي يقدمه للمتمردين الاكراد الاتراك الذين يستعملهم للأبتزاز لتحقيق مأرب سياسيه فقط، فالزمن قد تغير ولكل مرحله زمنية لها ظروفها وتعاون تركيا معه في فترة ما كان محكوم بظروف تلك الفتره والتي لا تخلوا أيضأ من الاخطاء السيتراتيجيه التي أرتكبتها القيادة التركيه آنذاك.
حيث صرح عند افتتاحه لمؤتمر ( التركمان الأكراد) كما يطلقون عليه، بأن العراق لا يبقى عراقأ واحدآ بدون أحترام الدستور، والدستور الذي يعنيه السيد مسعود البرزاني هو الذي يتجسد فقط بالماده 140 التي فرضوها على دستور سئ الصيت لا يمت للعراق بصلة، أي بمعنى أدق تنازلوا لي عن كركوك وأجزاء واسعة من الموصل وديالى وصلاح الدين والكوت حتى يبقى العراق أسميأ موحدأ، ضعيفا، خاضعأ لابتزازه وأبتزاز غريمه الآخر بين فتره وأخرى، مسعود برزاني وفي خطابه أيضأ حاول أن يغازل تركمان العراق بطريقة مثيره للإشمئزاز بقوله أن رجعتم الى مجلس المحافظة،أي مجلس محافظة كركوك ( الواقع تحت سيطرة أزلامه) التي أنسحب منها الاعضاء التركمان وأختاروا الانضمام الى أقليمه المزعوم فأنه سوف يقوم بضمان حقوق التركمان، وهذا هو قمة الإبتزاز الرخيص والتهديد المبطن، فأما أن يقدم التركمان له فروض الطاعه والولاء كما يفعل البسطاء والجهلة الآخرون القابعين في جحور جبال العراق ومغاراته، أو سوف يفعل بهم ما لا تحمد عقباه، أي يقوم بتكثيف الجرائم والتي ترتكبها ميليشياته يوميآ بحق التركمان وباقي مكونات شعب العراق، ومؤتمره هذا على ما يبدو هو رد على المؤتمر الذي جمع قيادات التركمان العراقيين قبل فتره في بغداد واصدروا مجموعة من التوصيات الوطنيه العراقيه المهمة من أهمها بطلان الماده 140 من الدستور السئ الصيت، وعدم المساومة على عراقية كركوك أضافة الى أن التركمان كان طرحهم وطنيا عراقيأ في مؤتمرهم، وهذا أدى الى أنزعاج قادة الميليشيات الكرديه واتباعهم والتي قاطعت المؤتمر وعتمت عليه، لكنه من جهة أخرى حظى بأحترام وتعاطف غالبية أبناء شعب العراق مما أدى الى دعم هذا المؤتمر من جهات عراقيه عديدة وعزز الشعور الوطني لدى بعض الذين أصابتهم غشاوة وأختلطت عندهم المفاهيم لكنهم نفضوا غبار التشويش وعادوا الى العراقيه الحتميه، والفضل كله يعود الى الوطنيين التركمان ومؤتمرهم الموقر،مما دفع بمسعود الى تنظيم عقد مؤتمر موسع سمي بمؤتمر التركمان الاول وتم عقده في أربيل كما أسلفنا، فمسعود غضب وفقد السيطره على اعصابه لأن التركمان برغم مشاربهم السياسية المختلفه التي حاول البعض اللعب عليها قد توحدوا في الرؤى وطرحوا قضية كركوك طرحأ وطنيا عراقيا وليس تركمانيا ضيقأ كما كان يتمنى هو وغيره من المتربصين بالعراق، وهذا الطرح الوطني قوى التكاتف الوطني العراقي كله حول هذه المسألة المهمة.
أن أهداف مؤتمر كركوك كما زعم القائمون على المؤتمر كانت لغرض أعطاء التركمان حقوقا، لكن الذين رصدوا أعمال المؤتمر وبرغم كونهم كانوا متيقنين من نتائجه المعده سلفآ، الا أنهم لم يتوقعوا أن تدور أغلب اعماله على كيفية تطبيق الماده 140، حتى أن أعمال المؤتمر ناقضت جدول الاعمال وعنوان المؤتمر، وأنصبت فقط على كيفية الاستحواذ على الشمال العراقي بضمنه كركوك، أما الحاضرين فكان أغلبهم من الاكراد الموالين لمسعود، أضافة لبعض الوجوه الانتهازيه المتزلفه والتي لا تحسب أبدأ على تركمان العراق الاصلاء.
أن العراق لن يعرف الامان والاستقرار طالما لم تحل قضية شمال العراق وطرد الميليشيات منها، فبقاءهم في العراق لن يجلب الا مزيدا من الدمار والتوتر الدائم، ولانعني هنا كل الشعب الكردي الذي نعتز به وبعراقيته لكن نعني هذه الميليشيات التي لم تعد تاتمر حتى باومار الحكومة في بغداد التي تصفها من الاكراد..لقد اصبحت هذه الميليشيات كالسرطان فتأثيرهم السلبي لم يقتصر على مناطق شمال العراق وأنما مس كل العراق فأصبحوا كالسرطان في جسد العراق، فمن تأمرهم مع المحتل وعملهم كأدلاء له وأذلاء في نفس الوقت الى التغاضي والتعاون مع ايران في سرقة نفط العراق والزحف على أراضيه، الى التنسيق الكامل مع الكويت في موضوع الاقاليم والفيدراليات وقضم أراضي العراق ومياهه الاقليميه بصوره مبرمجه وهدوء شديد، هدفهم واضح باين للعيان هو أضعاف العراق وتفتيته في سبيل احلام مزعومة. هي تنفيذ لاجندات خارجية تحت مسمسياتواهية كردية حينا وشيعية حينا اخر وسنية احيانا اخرى.
حيدر مفتن جارالله الساعدي
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات