لعلها من تصاريف الأقدار و الصدف الطارئة أن يتلازم عقد الدورة التاسعة عشر لما يسمى للمؤتمر القومي العربي لكرة القدم لصاحبه و متعهد حفلات ختانه المحامي المغربي خالد السفياني في العاصمة اليمنية صنعاء مع أحداث ألإنقلاب الدموي الأسود لجماعة ( حزب خدا ) العميل اللبناني حتى الثمالة للنظام الإيراني في العاصمة اللبنانية بيروت الجريحة و الأسيرة، فما أقدم عليه عملاء إيران يعتبر رسالة واضحة و خطوة متقدمة على طريق هيمنة الجماعات الفاشية التابعة لنظامي دمشق و طهران أو المستظلة بفيئهما، و قد جاء تجمع الجماعات الفاشية و بقايا القوى المندرسة و النافقة من قومجية مرتزقة أو دينية متعصبة و متطرفة تمجد ثقافة القتل و الموت ضمن إطار ذلك التجمع أو المؤتمر ليؤكد على أن الطريق الحقيقي لحرية الشعوب العربية ما زال صعب المنال و معقد ومليء بالعديد من الأشواك و الألغام، و لم يكن عجيبا و لا غريبا الدفاع المقيت الذي أبداه أمين عام المؤتمر القومي لجرائم حزب الله الإيراني و لدوسه على كل المقدسات و حرقه لكل المؤسسات الوطنية و الإعلامية و ممارسته سياسة البلطجة و إستعراض العضلات و محاولته مصادرة القرار الوطني اللبناني و السيادة الوطنية و تحديه للشرعية الدستورية و لقرارات الدولة التي لا تخضع لحسابات مزاجية و لا طائفية فلا توجد دولة في الكون تسمح بوجود جيوش موازية لقوات الدولة المسلحة و لا يوجد أي نظام سياسي في العالم يسمح بقيام منظومة إتصالات متطورة و خاصة بعيدة عن رقابة الدولة و تمارس ما تمارسه من عمليات التخريب و الإغتيال و مصادرة دور الدولة، لقد رفض السفياني وصف ما حدث في جريمة بيروت بكونه إنقلاب و أشد أنواع الإنقلاب فاشية و عدوانية و ظل السفياني يماطل و يناور بلغة مطاطة و ركيكة لا تصمد حيثياتها أمام الوقائع المعروفة للجميع معتبرا أن الدفاع عن جريمة حزب الله هو حرب للصهيونية و الولايات المتحدة و مادرى بأن سعادة الصهيونية كانت أكثر من كبيرة وهي ترى لبنان وقد تقوض بأيدي بعضا من أبنائه فالقاتل و القتيل في شوارع بيروت ليسا من الصهاينة بل من الشباب اللبناني الذي يصر بعض العملاء على إسترخاص دمه، لقد جاء الخطاب الفكري السقيم و المريض لأمين المؤتمر القومي العربي ليؤكد على الفشل الذريع لذلك المؤتمر تحت قيادة عناصر ذات تفكير فاشي متخلف و بدائي و منطق مجافي لروح العصر، فذلك المؤتمر الشكلي الذي يتنقل بين الفنادق العربية بصورة سياحية سنوية لا يريد أن يعترف بأن الزمن قد تجاوز طروحاته المريضة و بأن تفكير قيادته السقيم لا يمكن أن يتناسب و طبيعة المرحلة الراهنة أو المستقبلية، فالمؤتمر بات يدافع عن إختراقات النظام الإيراني للعمق العربي عن طريق الجماعات العميلة التي يشكلها و يمولها علنا، كما أن هذا المؤتمر وقف بالضد تماما من الحقوق المسلوبة لعرب الأهواز وحقهم الطبيعي في تقرير المصير و هو يدعو أساسا لنصرة النظام الإيراني و ما يسمى بالمقاومة العراقية قاطعة الرؤوس و مفجرة أسواق المدنيين و مدارسهم و يتغاضى بالكامل عن جرائم النظام الفاشي السوري في لبنان و العراق و مؤامراته المستمرة لزعزعة ألأمن و السلام في المنطقة !، لقد كانت جريمة حزب الله العميل تاريخية ووصمة عار في جبين هذا التنظيم العميل الذي بحرق صور الشهيد رفيق الحريري قد أثبت على الملأ من هي الجهة التي عبثت و تعبث بأمن و سيادة لبنان بل من هي الجهة التي خططت و نفذت إغتيال الحريري و شلة الشهداء الذين تبعوه و ما زالت القافلة مستمرة، لن يرحم التاريخ القتلة و المجرمين كما أنه سيصب جام لعناته على التنظيمات القومية الوهمية التي تتاجر بدماء الشعب اللبناني و أمنه، و سنرى لمن تكون الغلبة في نهاية المطاف..!.

داود البصري

[email protected]