رسالة من خبير في العلاقات الانسانية يتحدث بها عن الفارق بين طبيعة المرأة والرجل أنشرها كما وصلتي:
quot;هل الخيانة طبيعة الرجل؟
ليس من طبع الرجل الخيانة بالتأكيد، ولكن ميل الرجل للأنثى يحدث أسرع بكثير من ميل المرأة له. الرجل يستطيع أن يشتهي المرأة العابرة أمامه في ثوان مهما بلغت درجة رضائه وإشباعه الجنسي والعاطفي، بينما يتطلب الأمر المرأة بعض الوقت ليتحقق هذا الميل ما لم تكن في حالة جوع طويلة.
هذا الفارق السيكولوجي في العاطفة والجنس يجعل الرجل يبدو خائناً، والمرأة وفية. والحقيقة أن الخيانة والوفاء هما معياران أخلاقيان، ولا علاقة مباشرة لهما بالطبيعة الذكورية والأنثوية.
في آخر المطاف، يمتثل الرجل والمرأة للقانون الذي يمنعهما من الخيانة، سواءً كان قانوناًدينياً، أو عرفياً، أو عاطفياً، بنفس المستوى. فالعاشق مثل العاشقة، والمتدين مثل المتدينة. كلاهما يستنكف الخيانة بناءً على هندسته الأخلاقية الداخلية
برأيي، أن مجتمعنا بدأ يتعرض لأسئلة الخيانة والوفاء بشكل مكشوف بعد اتساع المجال البصري للرجل والمرأة من خلال الإعلام، وكذلك بعد بدء المجتمع في الانفتاح والاختلاط بشكل أكبر.
المرأة ليست مخلصة لأنها امرأة، ولكن لأن عواقب خيانتها أكبر، ومخاوفها أشد، واحترامها لحرمة جسدها أكبر. الرجل مثلاً لا يشعر بالعهر عند الممارسة مع أنثى عابرة، بل ربما شعر بالفحولة. بينما المرأة تنظر إلى جسدها وكأنه مخزون قابل للانتهاء، كلما مسّه رجل.. كلما نقص وامتهن. هذه المعادلة التي اخترعتها الأعراف والتقاليد هي التي تجعل المرأة أقل استعداداً للخيانة من الرجل
التعدد ليس فطرة أيضاً، بل هو منتج سلبي اجتماعي وراء ثقافتنا التي تقدس الفحولة. والتعدد = الفحولة في الذهنية الاحتماعية السائدة. إذن، الرجل يسعى لإقامة علاقة متعددة استجابة لمركب نقص داخلي تغذيه الثقافة التي تقول له أن كل امرأة يجنيها تسجل في نقاط فحولته، بينما كل رجل تجنيه المرأة يسجل في قائمة عهرها. هل هي قسمة ضيزى؟ بالطبع، وهي نتاج ثقافة ذكورية مسيطرة عمرها آلاف السنين، في العالم كله، وليس في مجتمعنا، وليس هناك إلا دول قليلة جداً (كالدول الاسكندنافية) التي بدأت تقلب معادلة (الفحولة، والعهر) تماماً.
كيفية التعامل مع الزوج الخائن ليست حلاً شائعاً موجود على الرف لكل من اراد. يجب النظر لكل حالة على حدة. ما هي دوافع هذا الرجل للخيانة؟ هل هو عدم الرضا الجنسي مثلاً؟ هل هو محاولة لمعاجلة اضطرابات نفسية واحباط التقدم في العمر؟ هل هي محاولة لمعاقبة الزوجة بشكل غير مباشر على ممارسات معينة؟ هل هي محاولة لتقليد صديق ما؟ هل هي ردة فعل لشكوك اخرى؟ هل هي علاقة عابرة أم علاقة أصيلة؟ هل الدافع عاطفي؟جنسي؟ نفسي؟ اجتماعي؟ كل هذه الأسئلة يجب أن تطرح ويجاب عليها بدقة شديدة قبل أن تقترح الحلول.
في الخارج، اخصائيو العلاقات الزوجية معتادون على هذه المشكلة الشائعة جداً، ولكن هل يوجد مثل هؤلاء في السعودية؟ لا أدري.. ولكن أعتقد أنه إذا وصل الأمر إلى جد غير مريح تماماً فلعل المصارحة الهادئة المنهجية تكون مطلوبة. ولكن المواجهة قبل بلوغ الأمر حده المطلوب قد تعكر الأجواء دون داع. من المهم جداً ألا تنظر المرأة لخيانة زوجها على أنها إهانة شخصية لها، ولقدراتها الجسدية والعاطفية، ففي كثير من الأحوال يخون الرجل زوجته مع امرأة أقل جمالاً بكثير من زوجته، لأن الدافع كما ذكرت قد يكون (غير جنسي) في المقام الأول. ثقة المرأة في نفسها قدراتها ومكانتها تجعل التعامل مع المشكلة اقل تعقيداً، ويجعلها ترى أسباب الخيانة بوضوح.. فتتعامل معها بحكمة أكبر، وهدوء، دون انفعالاتquot;.
انتهى كلام الخبير ولايزال الحديث عن الخيانة والاخلاص مستمراً.
ريم الصالح
التعليقات