النائب أحمد ترك رئيس حزب المجتمع الديمقراطي( 23 مقعداً في مجلس النواب التركي)، وفي حديث مع وكالة دجلة للأنباء، وصف المؤتمر الأخير لحزبه بانه quot;كان ناجحاً بكل المقاييس ومن أكثر المؤتمرات تنظيماً وشفافية رأيتها في حياتيquot;.
المؤتمر الذي عٌقد في العاصمة التركية أنقرة في 20/07/2008 وانتخب السياسي الكردي المخضرم أحمد ترك رئيساً له خيّب آمال جهات عديدة كانت تراهن على حصول إنشقاق في الحزب quot;جراء الخلافات بين قيادييه ونوابهquot;، ولاسيما بعد تسمية البرلمانية أمينة آينا رئيسة لكتلة الحزب في مجلس النواب التركي، ومن ثم زعيمة للحزب نفسه خلفاً للنائب أحمد ترك. لكن نتائج المؤتمر الثاني للحزب أطاحت بكل تلك quot; الآمالquot; وأعادت النائب ترك على رأس حزب المجتمع الديمقراطي، رابع أقوى حزب سياسي في تركيا، والمسيطر على 56 بلدية في اقليم كردستان الشمالية، منها بلديات كبيرة مثل quot;دياربكرquot; وquot;ديرسمquot; وquot;باتمانquot; وquot;هكاريquot;.
بعض المصادر تقول ان الزعيم الكردي عبدالله أوجلان إنحاز لترك في قضية رئاسة الحزب وتحدث ـ حين زيارة محاميه له في السجن الإنفرادي بجزيرة إيمرالي النائية ـ عن مناقب وتاريخ ترك ونضاله من أجل نيل الحقوق الكردية في تركيا. وكان ذلك بمثابة (الضوء الأخضر) الذي تفاعلت معه قواعد وقيادات المجتمع الديمقراطي وأعادوا ـ في كلمة واحدة جامعة، ضمّنت الأغلبية الساحقة ـ ترك إلى الصدارة.
الصحافة التركية شنّت على الفور حملة شعواء ضد شخص ترك، ونشرت صورة له تجمعه بأوجلان والسياسي الكردي كمال بورقاي( الرئيس السابق للحزب الإشتراكي الكردستاني) وجلال الطالباني( الرئيس العراقي الحالي) حينما كان هذا الأخير يتوسط بين أوجلان والرئيس التركي الراحل تورغوت أوزال بداية التسعينيات لوقف المواجهات في كردستان وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية في تركيا.
السياسي الكردي أحمد تركله علاقاته الجيدة مع معظم القوى الكردستانية في سوريا والعراق وإيران. كما إنه يتمتع بشعبية في ولاية ماردين، حيث معقل عشيرته القويّة (التي قدمت العشرات من الشهداء في ثورة حزب العمال الكردستاني)، والناس في ماردين( و...الجزيرة السورية) مازالوا يتحدثون عن جد ترك القائد الكردي الإيزيدي حسين قنجو، الذي حارب العثمانيين طويلاً، وأدار حربه تلك بدارية وحنكة مذهلة...
حزب المجتمع الديمقراطي يستعد الآن للدخول في الإنتخابات البلدية المزمع أجراؤها في منتصف 2009 وإستطلاعات الرأي تشير إلى فرص حقيقية أمام الحزب لتوسيع قاعدته الجماهيرية والإنتصار في معظم الولايات الكردستانية، سيما بعد خيبة الأمل الكبيرة لدى الأكراد من سياسات حزب العدالة والتنمية الحاكم والذي لم يوف بوعوده التي قطعها بحل القضية الكردية ووضع حد للعمليات العسكرية. بل على العكس من ذلك فقد زادت العمليات العسكرية وحوادث تقتيل وقمع المدنيين وأصدر العدالة والتنمية قرار إجتياح إقليم كردستان العراق من مجلس النواب في تصعيد خطير ومزايدة على العسكر ودعاة سياسة الحرب والحسم العسكري.
الزعيم الكردي عبدالله أوجلان توقع أن يضاعف حزب المجتمع الديمقراطي عدد البلديات التي يسيطر عليها في كردستان خلال الإنتخابات القادمة، وطالب الساسة الكرد بتشكيل تحالف واسع من الأحزاب اليسارية في تركيا المتفهمة للحقوق الكردية. وبقراءة بسيطة للمشهد السياسي الكردي سوف نكتشف بان سياسة حزب المجتمع الديمقراطي الجديدة تتجه في إتجاه تشكيل تحالف سياسي جامع مع قوى اليسار التركي، لquot;ملئ الفراغ الذي سيحدثه غياب حزب العدالة والتنمية من الساحةquot; كما ذهب أوجلان في تحليله للحال السياسية في تركيا.
أمام حزب المجتمع الديمقراطي مهام كبيرة وجسيمة. فالقضية الكردية في تركيا تمر بمرحلة حساسة ولابد من عمل مضاعف لكي يكون الكرد أقوياء وقادرين على المنافسة في الحلبة السياسية التركية رغم كم القمع والمضايقة التي يخلقها حزب العدالة والتنمية، وبعض المتعاونين معه من رؤساء العشائر والأغوات الكرد، الذين وقعّوا بالجملة على قرار التدخل العسكري في اقليم كردستان العراق مقابل المال والإمتيازات التي أغدقها عليهم الحزب الحاكم، ولم يتحدثوا بحرف واحد عن الحقوق الكردية.
أحمد ترك( رئيس حزب المجتمع الديمقراطي)، ليلى زانا( السياسية الكردية المحبوبة والتي قضت 10 اعوام في السجون التركية) وعثمان بايدمير( رئيس بلدية دياربكر) يمثلون مثلث السياسة الكردية في تركيا اليوم. هؤلاء يتحركون ضمن ملايين الأنصار والمؤيدين، باشراف ومتابعة من أوجلان نفسه.
طارق حمو
[email protected]
التعليقات