قلت في مقالي السابق، إن قيام الأسرة السعودية بدفع مئتي دولاركثمن للجلوس في مقهى في السوليديرفي بيروت وشرب كأس من الماء وتناول المكسرات هو ليس ذنب أصحاب المقاهي وانما ذنبنا نحن عندما ندفع هذه المبالغ دون مناقشة،ولو أننا جميعنا رفضنا ذلك و رفعنا شعار(خلوها تهوي) ورفضنا الجلوس وفق هذه الشروط لفرغت هذه المقاهي وجلسنا جميعا بتسعيرة معقولة،لكنه ليس ذنب اللبنانيين واذا لم تصدقوني حاولوا الجلوس في مقهى في الشانزيليزيه في الصيف عندما يمتلئ بجماعتنا فستجدون نفس التسعيرة وأكثر ولكن باليورو..!!
*******
يتدافع السعوديون الى البحرين ودبي وبيروت والقاهرة ووجهتهم الأولى الى السينما،فهي بضاعتهم المفقودة في بلدهم فرغم أن الأفلام الحديثة تأتيهم أولا بأول في محلات الفيديو والأطباق الفضائية معلقة فوق البيوت والبنايات والانترنت لا يقصرفي ايصال الناقص إلاأن فتح دورسينما بشكل علني ورسمي لم يحدث حتى الآن وليس هناك سبب منطقي لذلك.
في بيروت تتجه إلى دار السينما وتدخل لمشاهدة الفيلم الذي يقول الدليل أنه لا يناسب لمن هم دون الخامسة عشرلتجد أن الصالة تضم من الأطفال و(البزارين )ما يفوق الكبارعددا دون رقابة أومحاسبة وهو ما لايمكن أن يحدث في مكان آخر..
فمن يضمن لي ألا يسمح لابني بمشاهدة فيلم لا يناسب عمره لمجرد أنه دفع ثمن التذكرة؟
***********
غياب القوانين في بيروت تلحظه في كل شيء بدءا من الشوارع التي تسيرفيها السيارات على البركة وبلا إشارات مرور،ومرورا بالخضرة التي تتضاءل في كل زيارة لصالح المجمعات والمنتجعات التجارية والبشاعة الاسمنتية دون تقديرلنعمة الجمال التي منحها الخالق لهذا البلد،وليس انتهاء بسائقي الأجرة الذين يمارسون القوادة على عينك يا تاجرحتى لو كان من يقلونه مراهق لم يخضر شاربه وكل ذلك طمعا في التكسب واستنزاف هذا السائح المسكين والاستفادة منه الى أقصى درجة.
*******
في طريق عودتي على طيران الميدل ايست وجدت سيدة سعودية محجبة تجلس في كرسي المضيفة وفهمت أنها ألغي حجزها رغم أنه كان مؤكدا وأنها دفعت للموظف ليدبرلها مقعدا ودبرلها فعلا هذا المقعد وصديقة أخرى قررت أن تعود في نفس اليوم ولم يكن لديها حجزفدفعت للموظف و(دبر)لها مقعدا...لعله مقعد صاحبة كرسي المضيفة؟
*********
صور،صور،صور،هذا ما يفاجئ العين السعودية عندما تصل الى بيروت وما أقصده بالصورليس صورنانسي عجرم وهيفا وهبي وانما صورالزعماء السياسيين،أقول صدمة للعين لأنك تقطع الرياض من أولها لآخرها دون أن تشاهد صورة واحدة لملك أوأميرأو سياسي.
صورالسياسيين في لبنان الى جانب أنها ليس فيها ما يبهج العين والقلب فهي أيضا تكريس للطائفية وتحويل العاصمة الجميلة إلى أقاليم دينية واثنية فتعرف المنطقة التي تسيربها والى أي طائفة تنتمي من خلال صورة الزعيم التي تفترش طول بناياتها وعرضها
في زيارتي القادمة لبيروت أتمنى أن تختفي هذه الصوروأن يصدر قرارا بمنعها وأن تعود كل مناطق بيروت وأحيائها الى كل اللبنانيين دون تفريق
******
reemalsaleh.blogspot.com
التعليقات