لماذا لاينظم العراق لحلف الناتو؟ ويحصل على مساعدة هذه الكتلة الكبيرة سؤال طالما روادني وانا اتابع مسيرة الواقع الجديد بكل ما تتضمنه من مشاكل وصعوبات اليس هذا بافضل من البقاء في فلك التعهدات الثنائية والاتفاقات الدولية المؤقتة؟
اليس العراق بحاجة لضامن يؤمن له سلامته ويدعم امنه واستقراره؟ لاشك ان انظمام العراق لحلف كهذا يعد خطوة ضرورية لتخليص العراق من معظم المشاكل الامنية التي تواجهه وتقدم له حلولا اكثر نجاعة لكل التعقيدات التي تواجه المسيرة الديمقراطية سيما وان هذا الحلف لم يعد موجها لاحد ولاتوجد التزامات كبيرة يمكن ان ترهق كاهل العراق كما يمكن ان يكون بوجود الحلف المضاد حلف وارشو السابق فالمعركة الوحيدة التي يمكن ان يلتزم بها العراق على المستوى الدولي هي المعركة ضد الارهاب وهذه المعركة تخص العراق قبل غيره لان ماواجهه العراق من قتل وترويع على يد الارهابيين يجعله ملزما لمواجهة هذا الخطر الماحق وضربه حيث كان حتى لايعود ويشكل خطرا على الامنين وبالتالي فان انظمام العراق لحلف الناتو يمكن ان يحقق له مشاركة فاعلة في الحرب ضد الارهاب التي تحتاج اكثر من غيرها الى تنسيق عالي وجهد دولي كبير حتى تكون في المستوى المنشود.
اما المبرر الثاني لهذا الانظمام فيتعلق بحاجة العراق الى المساعدة الدولية نظرا لما يحتويه بنائه من تناقضات ونقاط ضعف وربما ادرك ذلك باكرا بعض ساسة العراق من الرعيل الاول وعلى راسهم ثعلب السياسة العراقية نوري سعيد الذي لم يتوانا عن ادخال العراق في واحد من اهم الاحلاف الغربية المشكلة انذاك الا وهو حلف بغداد عام 1954 لكن القدر لم يمهله ليحصل على ثمرة ذلك فكان موته المدوي ايذانا بخراب ذلك الحلف وتحول العراق الى مسرح لعبث الكثير من القوى التي اخذت تحرك الشارع العراقي تبعا لما تمليه مصالحها فكان ان غرق العراق في صراعات داخلية مختلفة وتوالت عليه انقلابات عديدة حتى غدى ضعيفا ومنهكا فكان ماكان.
اذن الا يجدر بنا ان نستوعب الدرس ونعمل على تلافي الاخطاء السابقة؟ فما يحتاجه العراق اكبر من ان تحققه جهود محلية انه بحاجة الى التزام دولي كبير الى حلف على غرار حلف بغداد فاعادة احياء حلف بغداد ليس مجرد حلم لان حلفا كهذا سوف يساهم في ارساء واقع اقليمي اكثر امنا واستقرارا ويحقق اهدافا لايمكن لاي بلد تحقيقها على انفراد. الا ان حلفا كهذا ليس بالمتيسر تحقيقه فهو بحاجة الى ارادة اقليمية واسعة حتى يمكن استعادته ولذلك فالبديل في الانظام الى حلف الناتو الذي يمكن ان يلبي بعضا مما قد يلبيه حلف بغداد وقد يساهم في انضاج الواقع العراقي وصولا الى مستويات اعلى. واذا كان انضمام العراق لهذا الحلف مفيدا الى هذه الدرجة ويحقق له مكانة دولية مهمة و يكون له تاثير اكبر على نمو الجيش وتطوره فماذا ينتظر سياسيونا اذن؟ انها دعوة لان يلتفت سياسيونا الى هذه الفوائد التي ستدلهم بالتاكيد على القرار المناسب القرار الذي سيرفع من قيمة العراق كثيرا.
باسم محمد حبيب
التعليقات