مرة أخرى تعود موجة إستهداف الکنائس و المسيحيين في بغداد على يد جهات هي قطعا لها إرتباط و علاقة واضحة بالاوساط الارهابية و التکفيرية(الحلفاء الاستراتيجيون للبعث المنهار)، ومامن شك ان عودة هذه الموجة المرفوضة إنسانيا من کل النواحي و الاعتبارات الاخرى، قد إقترنت بإنسحاب الجيش الامريکي و عودة الملف الامني لليد العراقية وفي هذا الامر عدة دلالات و تفسيرات و رؤى مختلفة وان إلتقت جميعها عند مفترق السعي للتشکيك بالمشهد العراقي الجديد و الحيلولة دون إحرازه لمرکزه و مکانته کأمر واقع.
ان تراجع الإقتتال الطائفي و تحجيمه الى أقصى حد ممکن، لم يکن ممکنا و فاعلا إلا بعد تلك الاتصالات الامريکية الايرانية التي جرت و التي عکست نتائجها على أرض الواقع مما أعطى إنطباعا قويا و جليا بعمق و جسامة الدور الايراني على الساحة العراقية سيما في الجانب المرتبط بالامن الاجتماعي للشعب العراقي على أن ذلك لايعني أبدا إعطاء صکوك الغفران لبعض الدول الاقليمية الاخرى و تبرئة ساحتها من الدور المقرف و المثير للإشمئزاز على صعيد الامن الاجتماعي العراقي من أجل تمرير أجندة سياسية و أمنية محددة، لکنه ومع ذلك فإن محورية الدور الايراني وکونه يمثل(قطب الرحى)في عملية الفلتان الامني و عدم الاستقرار يبقى هو الدور الاکبر و الاکثر تأثيرا و فاعلية في المشهد العراقي، غير أن عودة عمليات إستهداف الکنائس و المسيحيين العراقيين مجددا قد تدفع من جديد بدائرة الشکوك صوب الايرانيين مجددا خصوصا وان ليس بإمکان أي طرف آخر أن يلعب هکذا دور وفي هکذا ظرف سوى الامريکيين أنفسهم بالدرجة الاولى و الايرانيين بالدرجة الثانية وليس هنالك من سبب يدفع الامريکان الذين يعانون بالاساس من جملة من المشاکل و الازمات وهم بأمس الحاجة لإستتباب الوضع في العراق کي يلعبوا هکذا دور لاسيما وان سياسة الرئيس الجديد تصب دوما في قناة التهدئة و الحوار، ومن هنا فإن الانظار تتجه الى النظام الراديکالي المتشدد في إيران وهو يعيش واحدة من أسوأ الفترات التي تمر به منذ وصوله للسلطة عام 1979، ولايستبعد أبدا أن تکون هذه الموجة واحدة من سيناريوهات إشغال الرأي العام العالمي بشکل عام و الغربي بشکل خاص بعيدا عن المشهد الايراني بعد فاصل الانتخابات الرئاسية الايرانية و مارافقتها من احداث هزت البنى الامنية للنظام الايراني ودفعته الى مواجهة غير مسبوقة مع الجماهير الايرانية الرافضة و المشککة بالنتائج المعلن عنها.
الکنائس التي تشهد عملية إنحسار غير مسبوق لها في الغرب بشکل عام و في دول الاتحاد الاوربي بشکل خاص، کما و ان هاك أيضا عملية إبتعاد غير مسبوقة أيضا من الديانة المسيحية حيث باتت تنتشر ظاهرة الالحاد او اللاإنتماء لأي دين وکل ذلك حاصل تحصيل عملية تطور و فرز حضاري محدد واضح المعالم، بيد ان العراق يشهد أيضا و ببرکة التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية من أجل أجندة و أهداف أمنية و سياسية محددة، حالة إنحسار أيضا للکنائس و الديانة المسيحية ولکن بشکل مغاير و مختلف تماما لدول اوربا إذ تقوم معاول الارهاب(المنظم و المحرك بقوة البترودولار)بتهديم و تفجير و تخريب کنائس کما تقوم أياد محترفة مأجورة بالإغتيال و القتل العشوائي للمسيحيين العراقيين وبين الحالة الاولى و الثانية، فإن أجرکم أيها المسيحيون العراقيون على الحوار الامريکي الايراني و...الله!!!
نزار جاف
التعليقات