إيهاب الشاوش من تونس:quot;مصطلح السينما التونسية، مصطلح نافر و عصيquot;، هكذا يقدم الناقد السينمائي التونسي محمود الجمني، السينما التونسية، في الملف الذي نشرته مجلة الحياة الثقافية، ضمن عددها الأخير.المقال الذي جاء تحت عنوانquot; في السينما التونسية، يتنزل ضمن ملف شامل، يعرض نشأة السينما في تونس و تطور نوادي السينما فيها. و تحت عنوان، الجامعة التونسية لنوادي السينماquot; لمنيرة يعقوب الفلاح، استعرضت الكاتبة، تاريخ نوادي السينما في تونس و الغايات التي نشأت من أجلها. و ذكرت في مقالها، أن نوادي السينما في تونس نشأت، في البداية كمشروع ثقافي فرنسي لفسح المجال للجمهور لتذوق السينما العالمية و الفرنسية خصوصا. و هذه النوادي هي عبارة عن جمعيات ثقافية يسهر على تسييرها غاليا أساتذة، من التعليم الثانوي من الفرنسيين المتقاعدين، و العاملين في المعاهد التونسية. هدفهم بعث ثقافة سينمائية متميزة و توسيع الآفاق الثقافية للأعضاء.
غلاف مجلة الحياةالتونسية |
السينما التونسية من الألف الى الياء:
وفي بابquot; السينما التونسية من الألف الى الياء،، ينتقي الكاتب منير فلاح، مجموعة من السينمائيين و الأفلام، و المصطلحات، التي لها علاقة بالسينما التونسية، و يقوم بتعريفها، في فقرات مختصرة. فهو يكتب مثلا حول الطاهر شريعة quot;ماذا عساني ان اقول في الطاهر شريعة، غير انه ابو السينما التونسية. فهو الذي كان وراء جل المكاسب التي عرفتها الساحة السينمائية في تونس قبل و بعد الاستقلال...و يواصل الكاتبquot; وهو الذي كان وراء بروز أول التجارب النقدية المكتوبة في مدينة صفاقس في الخمسينات تحت عنوان quot; مجموعة الثلاثة او داخل نوادي السينما بمجلة نواديquot;.
كما تضمن الملف مقالا حول quot;التربية السينمائية في تونس، الواقع و الآفاق، لحسن علياش. و آخر للناقد السينمائي، و الصحفي الهادي خليل بعنوانquot; من ذاكرة السينما التونسية، افلام الريادة، فيلم مختار للصادق بن عائشةquot;.
في السينما التونسية:
و قبل التطرق لمضمون هذا المقال الشيق، لأحد ابز المختصين في السينما في تونس. دعنا نعود إلى مقال محمود الجمني، الذي صدرنا به هذا العرض.
وقد اخترنا الانطلاق من هذا الوصف، ربما لاتفاقنا مع كاتب المقال، الذي طرح إشكاليتين تتعلقان بالسينما التونسية. أولها رفض البعض اعتبار الأفلام التونسية، تدخل تحت إطار عام وهو السينما التونسية، كما يقول الكاتبquot; فهناك من يرفض حتى التفوه بمصطلح السينما التونسيةquot; على اعتبار ان quot;السينما صناعة لها قواعدها و مرتكزاتهاquot;. التي قد تتنافى، و اتجاه السينما التونسية،و التي توصف، بسينما المؤلف.
ثانيها إشكالية التأريخ. فيكتب محمود الجمنيquot; تطرح السينما التونسية، إشكالية ثانية عند تحديد محاولة ولادتها زمنيا. فريق يربط نشأتها باستقلال البلد و إرساء دولة حديثة المعالم محددا نقطة بداية، متمثلة في فيلم الفجر لعمار الخليفي سنة 1966...أما الفريق الثاني فينتصر إلى تحديد زمني آخر يعود بنا إلى سنة.1922 لما اخرج حينها شمامة شيكلي(يهودي تونسي) شريط quot;زهرةquot; ثم أعقبه بفيلم quot;عين الغزالquot; سنة 1924.كما يعتبرون عناوين مثل جحا و quot;حميدةquot; و quot;خلخال ذهبquot; أفلاما تونسية ولو أخرجها أجانبquot;.
من فيلم الستار الأحمر لرجاء المعماري |
ثم ينطلق الكاتب في تصنيف الأفلام التونسية،في 11 قسما،حسب ما quot;يمكن ان يجمع بين فيلم او أكثر من منحى مشتركquot;. فيذكر مثلا quot;سينما النضال الوطنيquot;، و يعتمد فيلم quot;الفجرquot; و quot;الفلاقةquot;، كأمثلة. وفي قسم quot;سينما المقاربة الاجتماعيةquot;، يختار بعض الأفلام التي تعكس الواقع الاجتماعي التونسي كفيلم quot;و غداquot; لإبراهيم باباي، و quot;شمس الضباع، لرضا الباهي. اما في quot; سينما الفردquot;، فيكتب الجمني quot;الفرد علامة مميزة في الأفلام التونسيةquot;.
و ضمن ما يصفه بquot; السينما النسويةquot;، يكتبquot; انتصرت الأفلام التونسية للمرأة سواء كان المخرجون رجالا، او نساء. عداوة النساء لا مجال لها في السينما التونسيةquot;... اما في سينما الهجرة، فيذكر الكاتب فيلم quot;السفراء للناصر القطاري الحائز على التانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية سنة 1976. و quot;عبورquot; لمحمود بن محمود...
من ذاكرة السينما التونسية:
يحلل، الهادي خليل في هذا المقال، فيلم quot;مختارquot; للصادق بن عائشة، من خلال خمسة ابواب. في البداية يضع الناقد التونسي فيلم مختارquot; في موقعه ضمن الأفلام التونسية فيكتب quot; يحتل فيلم quot;مختارquot; من الأفلام التونسية، موقع العمل الأساسيquot;.
ثم يسترسل الكاتب، في تحليل الفيلم، سينمائيا، و وضعه في سياقه الاجتماعي و السياسي و الثقافي. ليخلص في كل مرة الى مدلولاته، و أهدافه.
يقول الهادي خليل تحت عنوان فرعيquot; رسم حي لحقبة زمنيةquot; ان السيناريو الذي كتبه المنتج بالاشتراك مع فريد بوغدير الناقد السينمائي الشاب، يمفصل عدة مستويات متكاملة و متجاوبة، يصور عالم الفكر و الفن في العاصمة التونسية، الذي تجند لتكريم رواية، مختار و قد أصبحت رائجة مشهورة و يبعث الحياة في شخصيات رواية الكاتب الشاب و يعيد تشخيص بعض تقلبات مسيرتهاquot;.
و تحت عنوانquot; قوة الإخفاقquot;، يطرح الهادي خليل مرة أخرى، إشكالية تاريخ بدايات السينما التونسية، نشأتها و تأصيلها. فيكتب، quot;quot; مختار هو أول فيلم تونسي يؤكد ضرورة ان يصور تونس أولادها، كما هي دون عض و لا تفخيمquot;. و يضيف،quot;لا لن ينجز السينمائيون الشبان افلاما من نوع quot;حميدةquot; او quot;الفجرquot;....اذا كانت هناك سينما وطنية ترغب في فرض نفسها بأن تكون لها هوية ذاتية، فليس من المحتم عليها ان تكون لها ساق في تونس و ساق أخرى في أوروبا. ففيلم quot;حميدةquot; مثلا قد أخرجه في نهاية المطاف جان ميشو ميانquot;.
[email protected]
التعليقات