نعمة خالد من دمشق:في إطار فعاليات مهرجان دمشق السادس عشر، نظمت الإدارة مؤتمراً صحفياً للفنان الأمريكي: ريتشارد هاريسون. وقد بدأ حديثه بالتعريف عن نفسه قائلاً: بدأت مسيرتي السينمائية في إطار شركتين، منهما شركة أمريكا للإنتاج الفني. ثم بعد ذلك توجهت للشركات السينمائية الإيطالية. لم يكن المال هدفي. وعبر هذه المسيرة، أنتجت 120 فيلماً، لم تكن كلها على سوية عالية فنياً. لأنني اشتغلت بعض الأفلام التجارية من أجل العيش.
عملت مع ساندي ماينزي، وهو معروف في الإنتاج والتوجه الجيدين في السينما.
كما أنتجت أفلاماً لم يراها أحد، لكني أحبها. وهي أفلام غير تجارية، لا تغامر شركات التوزيع بشرائها.
لعبت أدوار أكشن في الأفلام الأمريكية، وهذه الأفلام نالت حب الجماهير، مثل دور الرئيس في الولايات المتحدة في إيران، اسم الفيلم quot; السفيرquot; وقد أثار هذا الفيلم اهتماماً كبيراً، والفيلم يتحدث عن فترة رئاسة جونسون. كما لعبت دوراً كسيناتور، بالإضافة إلى المشاركة في أفلم جيمس بوند. وقد استخدمت السلاح في كثير من أفلامي لكني لم أرغب يوماً في حمل السلاح، ولم أقتل حتى حيواناً صغيراً في حياتي.

الممثل ريتشاد هاريسون في احد افلامه القديمة
وأضاف ريتشارد هاريسون: في السينما نعمل ما يريد المشاهد، على الرغم من وجوب الذهاب إلى التاريخ الحقيقي، فجونسون كان يعمل خياطاً في حياته العادية، وكان لباسه بسيطاً، لكن في الفيلم أجبرت على لبس الكاوبوي.
من خلال عملي في السينما زرت 62 دولة في العالم، ولأنني أحب السفر، فقد تصرفت بشيء بعيد عن الحكمة حيث عملت في أفلام لم أكن لأختارها، لولا هذا الحب.
أحب السياسة، وأعتبرها هي الحياة، على الرغم من معاناة الكثير من الناس منها، خاصة في زمن بوش الإبن، وآمل أن ينجح أوباما، ليغير صورة أمريكا في العالم التي شوهها المجنون بوش.
الشعب الأمريكي لا يعرف شيء عن السياسة الأمريكية الخارجية، فالإعلام محجوب عنه، أقصد الإعلام الذي يبين ما تفعله أمريكا في العالم. فهناك تعتيم من قبل الإدارة الأمريكية عليه.

أعرف أن من أولويات المهرجان التعريف بسوريا، لكني لم أكن أعرف عنها شيء إلا أثناء زيارتي هذه، ووجدت فيها الحس الإنساني العالي، حيث الناس يحضنون بعضهم بمحبة، وهذا ما نفتقده في الغرب.
عشت في أوروبا: إسبانيا، ألمانيا، إيطاليا، في إيطاليا تنوع سياسي أكثر من أمريكا، والعيش في أوروبا أسهل خاصة في إطار التعامل الإنساني.
اثناء لقائي مع وزير الثقافة توافقت آراؤنا، وتطرقنا إلى السياسة، تحدثنا عن أخطاء السابق والراهن، وقلت له: السياسة كلعبة الشطرنج، لكن علينا أن نفعل ما بوسعنا وأن نتسامح.
ثم بدأت أسئلة الصحفيين. وكان السؤال الأول: ماذا تعرف عن السينما العربية؟ خاصة وأنك لعبت دوراً في فيلم أخرجه سهيل بن بركة، الاسم الموسوم بquot; أموركquot;؟
ج- سهيل مخرج مهم، قام بإنتاج عدة أفلام، لكنها ليست تجارية، ليست بالمستوى المطلوب للترويج. هي أفلام مهرجانات. على الفيلم أن يكون فيه القليل من السياسة.
أما على صعيد الأفلام العربية، فلم تسنح لي الفرصة لرؤية هذه الأفلام، أتمنى أن يتاح لي ذلك في هذا المهرجان.
س2 ndash; سألت إيلاف: قلت أن السينما تغيب الحقيقة عبر قولك: أن السينما تفعل ما يريده المشاهد، على الرغم من وجوب الذهاب إلى التاريخ، هل نفهم من قولك هذا أن السينما الأمريكية قد غيبت الحقيقة وضللت العالم؟
ج2 ndash; للإجابة سأعرض مثالاً: خلال فترة حكم جاكسون، وهذا من خلال بحث أجريته عن الهنود الحمر، نصحوا الهنود بالذهاب إلى واشنطن لرفع قضايا بشأن ما يتعرضون له من تعذيب وتهجير ومجازر، وفي طريقهم إلى هناك أعطى جاكسون الأمر بقتلهم حالما يغادرون.
أمريكا تعيش الزمن المتوحش في الحقيقة يظهر في بعض الأفلام، لكن غالبيتها هي أفلام الأمريكي فيها لا يقهر، وهو صاحب بعد إنساني على عكس العيش خاصة الأفلام التي توثق الحروب مثل حرب فيتنام.

وفي سؤال عن أثر تكريمه في مهرجان دمشق السينمائي قال: صراحة لم أتوقع التكريم وقد فوجئت به، لكن لا يهمني التكريم بقدر اهتمامي بمعاملة الشعب هنا، التكريم يشعرني ببعض الحرج، أما المعاملة الجيدة فهي مكسبه، فأنا أحب أن يكون الناس على مقربة مني، حيث الحميمية بالعلاقات.
وعن إمكانية مشاركته في فيلم لمخرج سوري أجاب: سوف تقوم شركتي بإنتاج فيلم بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما في سورية، شريطة أن يكون النص ذا سوية عالية.
وعن رأيه بالمهرجان قال: حتى الآن رأيت العديد من الإنتاج المصري، وأرغب بمشاهدة السوري،. هناك اختلاف بالتصوير بين هوليود وهنا، في هوليود لا يتم تصوير أكثر من ثلاث مشاهد في اليوم، بينما هنا قد يصل عدد المشاهد المصورة في اليوم إلى عشرين. التوزيع في هوليود أفضل، فبعض الأفلام قد يتم بيعها قبل الإنتاج، والتسويق يتم بآلية: فيلم جيد مع فيلمين وسط، لذا تكون السينما بإنتاجها وتقنياتها أفضل,أرجو أن تصل السينما العربية إلى ذلك.