إنكسار الموج على التلّة

ستعلو أصواتُنا اليوم قُبيل الغروب،
حيث إنَّ المياهَ الآسنة هناك..
لا شيء يُشبهُ شيئاً
عدا النوارس التي تحملقُ إلى السمكِ الميّت..
فيما الشمس
تلمعُ كبلّورةٍ متلألئة.
فاصرخْ إذا شئت..
فلن تبكيَ كثيراً على فراقِ الحمامات،
أن تعيشَ هكذا عالم،
يعني أنك حرُّ نفسك.
لن يزهرَ الربيعُ مثل الفرح، لن يينعَ الخريفُ مثل الرطب
إنَّ الثلوجَ وحدَها ستُغطّي العيدان،
يا لهذا اللغز المُحيِّر
آه..
كيف لي أن أهبكَ روحي الذاوية،
كما تفعلُ الرياحُ عندما تقابلُ المطر؟
رائعٌ هذا السكون المُتصدِّع،
رائعٌ انكسار الموجِ على التلّة،
سوف نمضي
ونحن نعبرُ هذا البحر بلا قارب.

أحاديث القمر

وماذا بعد؟
ستختصرُ المسافاتُ أقاليمَ الصمتِ التي بيننا،
وسنتلو أحاديثَ القمرِ على سجادةِ رمل،
والرياح تداعبُ أصابعنا.
سأناديك من أقصى زاويةٍ حلَمنا فيها..
هيا أَفقْ إيّاك أن تذهب،
كلّ يومٍ أعقد الأصدافَ حتى تنهض..
من أين نبدأُ الآن؟
بالأمس كانتِ النسماتُ تجتاحنا،
وكأنَّ الشمسَ اختطفتها الأنهار..
هل أغمضُ عيني هنيهةً وأنامُ طويلاً؟
لن أحلمَ لن أستيقظ،
سأمسكُ فقط بما تبقّى من ليلةِ أمس،
وأحتضنُ بقوّةٍ ريحَ الأشياء،
عدا روائح مُبعثرة في اتجاهاتٍ عدّة.

حروف الهجاء

لاشيءَ هناك
سوف يلملمُ الليلُ ما تبقّى من أحاديثه،
وبعد ذلك سأمضي بعيداً من غير أن أعود.
إنَّ الأعلام ترفرفُ ولا تحرّكها الأجساد،
وأنا كنت منزويةً في بقعةٍ سُلّطت الأضواء عليها،
فتراني من حيث لا أراها، فترسل تدفّقها القويّ كبيرق
ما الذي يعيدُ ما تحطّم؟
كالبلّورِ نلمعُ من غيرِ بريق..
مهلاً لم أكن أعلم أنَّ الذي يُفرّقنا سوف يجمعنا من جديد.
في الطريقِ تسيرُ وأنا سائرةٌ معك إلى أن تبلغَ مقصدكَ أخيراً..
أيّها الشاعر الذي حملَ القمرَ مسافراً
سأبحرُ في قافلةِ عينيك،
هناك ستعلّمني حروفَ الهجاء،
أنت قلتَ وأنا قلت كلانا يكتبُ الشعرَ على صفحةِ ماء.