بيروت من ليلى بسام: يتساوى الشعر مع الصورة مع التاريخ وينتزع لقبا طالما احتكره العلم الاكاديمي انه لقب الدكتوراه الفخرية الذي تساوى في حمله الشاعر السوري ادونيس والمخرج المصري يوسف شاهين والمؤرخ الفرنسي اندريه ريمون. فقد كرمت الجامعة الامريكية في بيروت الشخصيات الثلاث ومنحتهم دكتوراه فخرية نظرا لعطاءاتهم في مجال الشعر والسينما والتاريخ في حفل اقيم في احدى قاعات الجامعة يوم السبت. وقال رئيس الجامعة الدكتور جون واتربوري quot;ان شهادات الدكتوراه الفخرية هي تكريم لرجال ونساء قولبوا اختصاصاتهم وحياتنا في الفن والادب والشعر والسينما والتاريخ والخدمة العامة والاعمال والاحسان.quot; وجلس الحضور على المقاعد الخشبية في قاعة (اسمبلي هول) بالجامعة الامريكية وفي مقدمتهم شخصيات سياسية وادبية واعلامية وفنية وهم يرمقون المكرمين الاثنين اللذين ارتدى كل منهما ثوبا اسود اللون ويجولون بانظارهم بحثا عن المكرم الثالث. وغاب يوسف شاهين عن حفل التكريم معتذرا بداعي المرض وحضرت كاميرته على كرسي البست ثوب التكريم واعتلتها قبعة الدكتوراه الفخرية. وفي شريط مسجل باللغة الانجليزية قال انه انتج فيلما يدعى quot;فوضىquot; مضيفا ان السلطات المصرية منعته وقد quot;تسجنهquot;. ونبه الى اأن السلطات المصرية قد تسجن الجامعة رئيسا وعمداء واساتذة معه لانهم كرموا يوسف شاهين.
وقال انه في كل مرة كان يقع في ورطة في مصر كان يهرب الى لبنان المكان الوحيد الذي يمكن ان يلجأ اليه. وانه لا يجد شعبا ألطف من الشعب اللبناني وتمنى له السلام.
وقال ادونيس في حفل التكريم بعد الباسه الثوب الاسود والوشاح الاحمر وتسلم شهادة الدكتوراه quot;اجد في هذه التحية التي اتلقاها من الجامعة الامريكية في بيروت رمزا مزدوجا فهي اولا احتفاء بالشعر العربي لا بشخصي وحده وهي ثانيا احتفاء بالبيئة الثقافية الانسانية التي خلقتها هذه الجامعة.quot; واضاف ادونيس الذي يعرف بانه مجدد ورائد الحداثة الشعرية في العالم العربي quot;في الشعر يتعانق العالمان. عالم الداخل وعالم الخارج وفي الشعر افتتحت اللغة العربية مسارها من القضايا الانسانية الكبرى.. المطلق. الحرية. الحب الجسدquot; واغروقت عينا ادونيس بالدموع لدى تحيته بيروت التي وصفها بانها quot; المدينة العاليةquot; وسط تصفيق الحضور.
كما منحت الجامعة شهادة دكتوراه فخرية للمؤرخ الفرنسي اندريه ريمون الذي يصفه المثقفون في لبنان بانه المؤرخ الاجتماعي الاول للعالم العربي الذي ادخل اسلوبه البحثي المتجدد تحولا كبيرا في طريقة فهم تاريخ المدن العربية. وقدم واتربوري ريمون على انه quot;ركيزة من ركائز الدراسات الشرق اوسطية والعثمانية والافريقية الشمالية. وكان احد مؤسسي معهد العالم العربي في باريس كما كان مؤسس معهد ابحاث ودراسات العالم العربي والاسلامي واول مدير له.quot;
ورد ريمون قائلا quot;انا ايضا سعيد بهذا التكريم لبيروت عاصمة البلد الذي يدين له العالم العربي .. كموئل لبزوغ عصر النهضة في العالم العربي في القرن التاسع عشرquot;
وقال غسان تويني النائب اللبناني والصحفي ورئيس مجلس ادارة صحيفة النهار اللبنانية والذي كان حصل على لقب الدكتوراه الفخرية من الجامعة نفسها قبل عامين لرويترز ان quot;التكريم لا وقت له .. وهذا التكريم هو لبيروت.quot; وقال الكاتب السوري صادق جلال العظم لرويترز ان quot;تكريم اسماء كبيرة مثل ادونيس ويوسف شاهين واندريه ريمون حدث مهم ليس فقط بسبب قامة هؤلاء وخدماتهم للثقافة العربية بمعناها الكبير بل لانها تأتي في وضع يعيش لبنان في خوف كبير مسيطر.quot; واضاف quot;هذا نوع من استعادة وعودة لبنان كما عرفناه في عز ازدهاره الثقافي والفكري والفنيquot;. ودأبت الجامعة على منح دكتوراه فخرية منذ عام 1890 الى العديد من المبدعين في لبنان والعالم وكان اخرهم المطربة اللبنانية فيروز.