منير بولعيش من طنجة: وسط حشد كبير من الحضور و الصحفيين و المهتمين، احتضن رواق (لينيار) بطنجة يوم الخميس (9 غشت) معرضا تشكيليا للفنان المغربي (محمد المليحي) الذي قدم مجموعة من آخر ما أنجزه من لوحات و مجسمات فنية، و قد حضر هذا الإفتتاح الكثير من الوجوه الثقافية و الفنية المغربية كالكاتب المغربي (الطاهر بن جلون) و المخرجة السينمائية (فريدة بليزيد) و الفنان التشكيلي المغربي المقيم في بلجيكا (حمزة الحلوبي) الذي قال في معرض جوابه عن سؤال إيلاف فيما يخص تجربة الفنان (محمد المليحي) الأخيرة: (أنا لا أحبذ إعطاء آراء بخصوص فنان ما بقدر ما يهمني الحديث عن تجربتي، تجربة جسد/ جسدي أمام لوحة تقدم جميع العناصر المكونة لها مما يضمن لنا أن نتكلم كلاما تشكيليا و ليس وصفا إيهاميا، كلاما عن مساحات و فضاءات اللوحة في حد ذاتها: الطول، العرض، الألوان، الأشكال، التقنية و بدءا من هنا نستطيع أن نتحدث عن تجربة حقيقية أمام لوحة (حديثة)، و هذه المقدمة هي ضرورية للحديث عن تجربة الفنان محمد المليحي الذي يشتغل على أشكال بسيطة تسمح له بتوظيف (باليتة) ألوان كبيرة، و مما يلاحظ في هذه التجربة الأخيرة و مقارنة مع أعمال المليحي السابقة أنه قد وجد حلولا استطاع بها استثمار المساحة اللونية بطريقة أفضل و ذلك عبر تقنية (السيليغرافي) التي سهلت له الإشتغال على نفس الأشكال مع الحرص على تغيير الزوايا و الألوان المستثمرة ).
و قد ضم الكاتالوغ الأنيق الذي وزع بهذه المناسبة كتابات نقدية و أخرى احتفائية بتجربة محمد المليحي بأقلام كل من بيير ريسطاني و طوني مارياني و جان بيير فان تيغم و الطاهر بن جلون و عزيز ذاكي و شربل داغر، هذا الأخير الذي نقرأ له (فأول ما يبادرك في لوحة المليحي هذا الشعور الملتبس المتداخل بين السكون و الحركة: فأنت تخال أحيانا كما لو أنها لوحة متصلة واحدة موصول بعضها ببعض حيث أن (الموجة) تتردد من شاطئ إلى آخر: الموجة عينها و هي غيرها في كل مرة (...) ما فعله المليحي في المغرب تحديدا يتحقق من دوره الكبير، حيث يمكن اعتباره معلم (ثقافة الصورة) فيها، هذا يتعدى دوره الريادي، إلى جانب الشرقاوي و بلكاهية و شبعة و غيرهم في تمكين فن التصوير من أسبابه في المغرب...). هذا و سيستمر هذا المعرض إلى غاية 5 شتنبر 2007.