محمود العوضي من فرانكفورت: تتجه أنظار العالم نحو مدينة quot;فرانكفورتquot; الألمانية لمتابعة فعاليات واحدة من أكبر التظاهرات الثقافية في العالم، حيث ينطلق معرض فرانكفورت الدولي للكتاب في الفترة من 15 إلى 19 تشرين الأول(أكتوبر)، ومن أبرز ملامح المعرض في دورته الستين، تواجُد أكثر من سبعة آلاف عارض من أكثر من مئة دولة ينخرطون في مناقشة الكثير من القضايا وعلى رأسها قضية حقوق النشر، وهي واحدة من القضايا التي ارتفعت وتيرة الاهتمام بها بشكل كبير خلال السنوات الماضية، حيث إن تلك الحقوق تم إهدارها على وقع آليات عصر العولمة والانفتاح المعلوماتي الكبير. ويعود تاريخ معرض فرانكفورت الدولي للكتاب إلى القرن الخامس عشر عندما ابتكر يوحنا جوتنبرج الطباعة لأول مرة على بعد كيلومترات قليلة من المدينة التي تحتضن معرض الكتاب. وظلت فرانكفورت مدينة معرض الكتاب المركزية بلا منازع خلال القرن السابع عشر الميلادي قبل أن ينتقل المعرض إلى مدينة ليبزج. وفي عام 1949، أخذ المعرض شكلا جديدا عندما اجتمع نحو 205 عارضا في المدينة من أجل إقامة أول معرض للكتاب بعد الحرب العالمية الثانية. وظل المعرض يقام هناك منذ ذلك الحين.

وقد أعلنت مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أنها سوف تتوج مشاركتها الأولى في هذا المعرض من خلال تكريم الكتّاب الألمان والعرب المشهورين، واستضافة دورات مناقشة للكتب وإصدار طبعات باللغة العربية من كتب مترجمة. وسوف تقوم المؤسسة برئاسة ياسر حارب بتقديم برامجها المختلفة تحت إشراف قطاع الثقافة.

وقال حارب: quot;إن المؤسسة ليست مهتمة فقط بعرض الثقافة العربية الثرية للقارئ العالمي، ولكنها أيضا تشجع الحوار بين المفكرين العرب ونظرائهم في العالم، فمن خلال معرض فرانكفورت، نأمل أن نرسل رسالة إلى العالم كله عن الإستراتيجية اللازمة لاستكشاف وتسهيل سبل التفاعل بين الشرق والغرب، وسوف تكون مشاركتنا في المعرض من أجل تقوية الروابط مع قادة صناعة النشر والمفكرين البارزين لاستكشاف أسس جديدة لبناء جسور ثقافيةquot;

والمؤسسة سوف تبادر بتكريم مجموعة من الكتاب الألمان والعرب المشهورين ودعوتهم إلى عرض خبراتهم في التعامل مع العالم العربي، كما أن المؤسسة سوف تنظم أول اجتماع بين الكاتب الألماني مارتن والسر والكاتب العربي سمير جريس الذي ترجم رواية والسر quot; العاشقquot; إلى العربيةquot;.

وهناك حدث آخر سوف تستضيفه المؤسسة، فسوف يحتفل المؤلف الألماني آدولف موشغ بإصدار أول طبعة من الترجمة العربية لثلاثة من كتبه من خلال ورشة عمل تستضيفها المؤسسة يوم 17 أكتوبر. وأثناء هذا الحدث، سوف يناقش الكاتب أهمية الترجمة كأداة حيوية لتعزيز التفاهم والتقارب العالمي.

كما ستقوم المؤسسة بتنظيم لقاء لمناقشة كتاب quot;محمدquot; لمؤلفه تيلمان ناغل. كما سيتوج الحدث بإصدار أول طبعة عربية من الكتاب والتي أعدها الفيلسوف العربي والمترجم رضوان السيد. كما أطلقت المؤسسة سلسلة من البرامج الإستراتيجية من أجل تشجيع الكتّاب العرب الطموحين لنشر أعمالهم الإبداعية وتطوير الترجمة من أجل سرعة نقل المعرفة إلى العالم العربي.

وقد أنشئت تلك المؤسسة كمبادرة شخصية من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، ورئيس الوزراء وحاكم دبي، في عام 2007 بتخصيص مالي قدره عشرة مليارات دولار أميركي. وتهدف المؤسسة إلى تطوير المعرفة والقدرات البشرية في العالم العربي وتقديم جيل المستقبل من قادة الفكر في المنطقة.

جدير بالذكر أن 283 ألف شخص قاموا بزيارة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب العام الماضي.