اكد انه الذي يحتفل بالاخرين
احتفالية كبيرة بالفنان يوسف العاني ببغداد
عبد الجبار العتابي من بغداد: وسط حضورجماهيري كبير غصت به قاعة المسرح الوطني ببغداد، والذي هو الاول من نوعه خلال نحو خمس سنوات، اقيمت صباح (الاثنين) احتفالية كبرى للاحتفاء بالفنان العراقي الرائد يوسف العاني عبر(نهارات المدى) التي تقيمها مؤسسة المدى الثقافية، تفعيلا لدور الفن والثقافة في العراق والاحتفاء برموزهما، شاركت فيه جهات مختلفة بفعاليات عديدة ابتدأت من الصالة الرئيسية للمسرح وصولا الى الخشبة، وهو النهار الحادي عشر، والذي حمل عنوان (خشبة وتصفيق)، كانت الصالة عامرة بالحضور الذين قابلهم معرض للصور للفوتوغرافية الخاصة بمسيرة الفنان المسرحية والسينمائية للفنان المصور علي عيسى ضم (75) صورة كبيرة تناولت مراحل عديدة من حياته، فيما بين الصور كانت هنالك فرقة (شبعاد) التراثية الموسيقية وهي تعزف انغامها على آلات تراثية مختلفة، وبين دهشة المكان كان الفنان يوسف العاني حين حضر يؤخذ بالاحضان والتهاني والتمنيات بالعمر المديد، وعلى الفور توجه نحو خشبة المسرح الوطني التي دخلها بفرح غامر، وتطلع الى فضاءاتها وتطلع في ارجائها وكان عليها مجموعة من الشباب يؤدون تمارينهم الافتتاحية التي سيشارك فيها، استقبلوه بالاحضان والسعادة، وقبل ان يبدأ معهم سألته عن شعوره وهو يحتفى به على المسرح الوطني فقال بعد ان شاكسني بروحه المرحة: الاحتفال لشخصي فنانا وانسانا كما ذكر في التقديم لهذه الاحتفالية هو احتفال بالفن العراقي، واذ قامت (المدى) بها فهي خطوة اعتزاز واحترام ومن حسن حظي ان اكون اول محتفى به من اسرة الفن العراقي، وان كانت ليست المرة التي تقوم بها الؤسسات الفنية والثقافية، اما شعوري واحساسي فهو دلالة حب وعلاقة عميقة بيني وبين الناس، واذا جاء هذا الجمهور الواسع لمشاركتي الاحتفال والاحتفاء بي فأنا الذي احتفل بهم فلولاهم لما وصلت الى المرحلة التي جعلتني اكون محترما من الاخرين وهم يعتزون بي لانني احترمهم واعتز بهم ولولا مشاركتهم وزملائي الفنانين لما وصلت الى هذا الموقع الذي اكد عليه الفنانون العرب وليس العراقيون الذين هم اهلي ورفاق دربي الطويل واتمنى ان اعيش سنوات اخرى لاحتفي بهم وارى الفن العراقي وهو مرتفع البنيان وشامخا، والحمد لله انني لم ادرس الفن المسرحي من خلال صفوف وانما من خلال اعمالي المسرحية التي الفتها وشاركت في تمثيلهاوهي لغيري، وانا سعيد ان اقف على خشبة المسرح الوطني مجددا اشارك الجيل الجديد من شباب المسرح .
في بداية الاحتفالية قدمت فرقة (المستحيل) المستهل بأدائها الجسدي الصامت حيث تحركت مجموعة من الشباب على طول وعرض الخشبة تؤدي لوحات ترحب بالفنان العاني الذي دخل بينهم تستقبله فنانة شابة اوصلته الى كرسي خلف منضدة في الجهة اليمنى للخشبة منها يمتد شريط ابيض نزولا داخل الصالة الى اخرها، ومع بعض الحركات التي ادتها المجموعة كان العاني يقلب في كتاب تظهر كلماته على شاشة عريضة، قد كان مذيع يقرأ سطورا مسرحية وعبارات تتطابق مع احلام العاني واعماله التي قدمها، ثم قدم فيلم وثائقي عن الفنان يوسف العاني رسمته له السيناريو الفنانة ذكرى سرسم حمل عنوان(عبود ما زال يغني) في اشارة الى احد اعمال العاني التلفزيونية، يتضمن مشاهد لأعمال شارك فيها يوسف العاني في المسرح والسينما والتلفزيون، ومقاطع من لقاء مطول مع الفنان، تناول فيه الحديث عن تجربته السينمائية في فيلم (سعيد افندي) ومسرحية(البيك والسائق) وذكرياته مع الشاعر الكبير مظفر النواب والفنان الرائد ابراهيم جلال،ومع الفرح الغامر المحتفي بالفنان قدمت المؤسسة جائزة (المدى) للإبداع الى الفنان العاني التي خصص قيمتها رئيس الجمهورية جلال طالباني وقدرها خمسون الف دولار، فيما أعلن رئيس مؤسسة المدى فخري كريم عن ولادة فرقة المدى المسرحية، ووجّه رئيس الجمهورية جلال طالباني تحية الى الفنان يوسف العاني في كلمة ألقاها بالنيابة عنه ممثله الدكتور جلال الماشطة قال فيها: ان الاحتفاء بك اليوم تعبير عن وفاء لكل المثقفين والمبدعين الرواد الذين أناروا الطريق لإجيال كافحت من اجل الحرية والقيم الإنسانية الرفيعة التي ينهض العراق اليوم بكل مكوناته لكي يجعلها واقعاًَ قائماً، واضاف طالباني إن تكريم المثقف والمبدع في العراق الجديد انما هو مؤشر للمضامين التي تنطوي عليها إرادتنا في أن نجنّب البلاد وأبناءها أي نزوع نحو الاستبداد والتحكم بمصائر الآخرين.
وفي كلمة له قال الدكتور الماشطة: إنّ الاحتفال بيوسف العاني ليس استعادة لحقب ماضية وأمجاد مسرحية منسية، بل هو احتفاء بالمسرح العراقي الذي تبوأ مكانة مرموقة في العالم العربي، وهو الآن ينهض من جديد نافضاً عنه أوضار الماضي، شاغلا موقعه الطبيعي في الحياة الثقافية والاجتماعية.
والقى رئيس مؤسسة المدى الاستاذ فخري كريم كلمة ذكر فيها رواد الفن العراقي قائلا: كان العاني في مركز الضوء مرة، وخلف الستار مرة أخرى وبين الجمهور أغلب الاحيان، وفي كل المواقع لم يكن بمستطاعه ان يغطي المشهد وحده، كان سامي عبد الحميد الى جواره حيناً وفي مقدمة المسرح حينا آخر وخلف الستار وبين الجمهور مثله تماماً كما هو الحال لزينب وناهدة الرماح وآزادوهي وخليل شوقي، بل معهم ومن حولهم نخبة تضيء المشهد كله يومذاك.
وبعد ذلك قدمت مسرحية بعنوان (ارتجالية مسرحية) تأليف علي حسين واخراج د.رياض شهيد وهي قراءة لمسرحيات يوسف العاني قدمها سامي عبد الحميد وارتجلها سامي قفطان، ورياض شهيد، وشذى سالم، وزهرة بدن، وجمال الشاطي، وقامم بتمثيلها يوسف العاني ومحمد هاشم، ففي هذه المسرحيات، استعراض لاعمال العاني التي قدمها خلال حياته.
التعليقات