عبد الجبار العتابي من بغداد:اعلن صباح الثلاثاء عن رحيل الفنان يوسف سواس، الذي مات وحيدا غريبا في غرفته التي يستأجرها في احد الفنادق الشعبية في منطقة (الباب الشرقي) في بغداد، مات بالسكتة القلبية دون ان يعلم به احد، وجدته ادارة الفندق ربما بعد يوم او يومين، هذا الفنان الموصلي الذي تميز بأداء ادواره المميزة من حيث الشكل واللهجة الموصلية والتي جعلته قريبا من الناس، رحل.. حزينا وكان يبث حزنه عن غربته وعيشه في تلك الغرفة التي لا تمتلك مقوماتها، كانت روحه ترفرف شوقا الى مدينته الموصل ولكنه بقى في بغداد لظروف العمل، مات.. غريبا، يا للاسف..، وتوقفت جنازته عند مركز شرطة (العلوية) بأنتظار ان تحمله الايدي الى مثواه الاخير، وقد سعت دائرة السينما والمسرح منذ الصباح الى اجراء اللازم وتم الاتصال بزميله في الموصل المخرج شفاء العمري على وجه السرعة.
و الفنان يوسف سواس يمتلك مسيرة فنية جيدة في الاذاعة والتلفزيون والمسرح والسينما وتواصل في الابداع الفني لانه عشق مهنته وجدّ واجتهد في حبه للتمثيل على مدى السنوات الطويلة، كما شارك في الكثير من الاعمال التي انتجت مؤخرا ولكنه كان (رحمه الله) يشكو من قلة الاجور، مما يضطره احيانا الى القبول بالمشاركة في اعمال لاتليق به من اجل تأمين ايجار غرفته.
اسمه الحقيقي: يوسف محمود جرجيس، ولقب(سواس) الذي حمله فنيا جاءه من مهنة ابيه الذي كان يبيع (عرق السوس) في مدينة الموصل، من مواليد الموصل عام 1948، من عائلة فقيرة درس في مدارس الموصل وفي عام 196 أسس مع نخبة من فناني الموصل (فرقة النصر) التي قدمت مسرحياتها في النادي الرياضي بالموصل منها (حلاق بالدين) و(مصور العجايب) ومسرحية (عدالة الله) ليوسف وهبي، كما قدمت على مسرح نادي الفنون مسرحية (اوديب ملكاً) عام 1969 اخراج شفاء العمري، واكمل يوسف دراسته المسائية في معهد الفنون الجميلة 1974، حيث كان يستغل النهار للعمل وكسب المال كي يسدد تكاليف الدراسة، وقدم المسرحيات الجيدة في سني الدراسة في المعهد منها: راشاؤول عام 1973للكاتب الياباني رينوساكي اوكوتاجاوا، وكان يذكر (رحمه الله) ان عرض المسرحية صادف مع وجود المخرج يوسف شاهين والفنانة محسنة توفيق اثناء عرضهم لفلم (العصفور) في بغداد، فأثنت عليه محسنة توفيق ووصفته بالممثل الفطري، وقدم مسرحية (وداعاً يا غرناطة) للشاعر الأسباني لوركا عام 1974 كأطروحة تخرج، وقد عرضت لمدة عشرة أيام متتالية بناء على رغبة الجمهور الذي كان يتفاعل مع العمل، وتواصل مع الاعمال وكان له نصيب طيب منها كما انه عمل لمدة طويلة مخرجا اذاعيا.
اخر اعماله المسرحية فكان للاطفال بعنوان (أحلام يقظان) إخراج علاوي حسين،وعرضت ضمن مهرجان أصيلة الدولي لمسرح الطفل في المغرب عام 2008، اما اخر اعماله التلفزيونية فكان مسلسل (النخلة والجيران) للمخرج جمال عبد جاسم أدى فيها شخصية (عزرا اليهودي) الذي يعيش في بغداد خلال عقد الاربعينيات من القرن الماضي، كما شارك في مسلسل (دار دور) مع الفنان قاسم الملاك،اما اخر افلامه للسينما فهو (الحقيقة) عام 2008للمخرج ( ثائر الحاج محمد ) وفكرة وسيناريو ( قاسم محمد سلمان).
رحم الله الفنان الطيب الرائع المبدع يوسف سواس واسكنه فسيح جناته.
- آخر تحديث :
التعليقات