إيلاف: توفيمساء الاحد 31 أيار/مايو 2009 الدكتور تقي الدباغ استاذ التاريخ القديم والانثروبولوجيا في جامعة بغداد بعد مرض عضال لم يمهله طويلا. ولد الدكتور تقي الدباغ عام 1929 في مدينة العمارة جنوبي العراق وبعد ان اكمل دراسته الابتدائية والثانوية دخل دار المعلمين العالية وتخرج في قسم التاريخ (مرتبة الشرف) عام 1949 ليمارس التدريس في ثانويات بغداد لبضعة اعوام قبل ان يحصل على احدى البعثات العلمية التي منحتها له وزارة المعارف (التربية) للحصول على شهادة الماجستير ثم الدكتوراه من جامعة (هارفرد) الامريكية.
بعد عودته من الجامعة العريقة انضم الدكتور الدباغ عام 1958 إلى الهيئة التدريسية لكلية الآداب (والعلوم سابقا) التي كانت حديثة التكوين آنذاك ليسهم الى جانب كوكبة من العلماء المرموقين من ابرزهم طه باقر وفؤاد سفر وفيصل الوائلي وحسين أمين وثلة جليلة من الآثاريين والمؤرخين الآخرين في ترصين الأسس التي قامت عليها المدرسة الآثارية العراقية وتطوير تدريس علوم التاريخ القديم في العراق.
شغل الدكتور تقي الدباغ عدة مناصب اكاديمية في التعليم العالي فبعد ان اصبح استاذا لمادة الانثروبولوجيا في كلية الآداب عين بعد فترة وجيزة رئيسا لقسم الآثار فيها لفترة امتدت اكثر من عشر سنوات ، شغل بعد ذلك منصب عميد كلية الآداب فنائبا لرئيس جامعة بغداد. ورغم انهماكه في المواقع الإدارية لفترات طويلة من الزمن الا انه لم ينقطع عن ممارسة التدريس والبحث العلمي والترجمة والإشراف على رسائل الدراسات العليا.
والى جانب العديد من الدراسات التخصصية والبحوث الموضوعة والمترجمة والكتب المنهجية المقررة في علم الانثروبولوجيا فقد نشر الفقيد عددا من المؤلفات العلمية البارزة التي سدت فراغا كان ملموسا في المكتبة العربية منها على سبيل المثال: (عصور ما قبل التاريخ) و (العراق في التاريخ) و(حضارة العراق) و(مقدمة في علم الآثار) و(طرق التنقيبات الأثرية) و(الوطن العربي في العصور الحجرية) و(ثورة العصر الحجري الحديث) و(علم الإنسان الطبيعي) و (علم المتاحف) .
وبفقدانه فقد خسرت الاسرة الاكاديمية في العراق والوطن العربي واحدا من ابرز ابنائها المعروفين بالتواضع الجم والعلم الغزير ودماثة الخلق والانسحاب من دائرة الضوء.