لن أعود إلى قطعة (زوراخ) النحتية لأتفهم مستوى الجاذبية الحسية للدلالات التعبيرية،،
كون الطبيعة التي أمامي الآن لاتعطي لمن يريد ثمرة واحدة فأن الدلالات ليست قابلة للتصديق مهما قدمت من مستويات لشرح تلك الحالة،
أشير هناك إلى الإستثنائية في القصائد القصيرة ل(ملغاريوس) والى ساحرة ثيوقراط اللتان إحتوتا على الفعل المركز للذة الإيروتيكية..
وليس بالغريب رغم مضي ألف عام فلا زالتا تلك القصيدتان محتفظتان بشحنتيهما..
رواها لي المهدي بوخريف حين قرأ اللهب المزدوج وقام بترجمته
هناك الإله الجنسي:
لماذا ياإيروس القاسي
لماذا إلتصقت بلحمي كالعلق..؟
أرى حين قدم الإنسان إلى العالم حوّل بلادته وأنذهاله ولإشباع رغباته أوجد الكثير من الطقوس والممارسات،
أي أنه أقام له مؤسسة في الطبيعة وقد ترك ماكان يقض مضجعه على الجدران فقضيب الرجل وعورة المرأة جسمتا فنا من الفنون ووضعتا في المعابد وفي قصور الدولة:
لنتذكر بذلك ظمأ الإنسان الجنسي،
وكان لابد من تنظيم ما يكون بمقدوره إسداء خدمة للمجتمع وللطبيعة،
فلا عفة مطلقة كما يقول أوكتافيو باث
ولا أباحية مطلقة..
وسميّت الإيروسية، وصفت بأنها التعطش للأخر
ولكي تمجد الديانات من هذا الإطار
أدلت بدلوها وأنتظمت في:
أعياد باخوسية على شكل عبادات
وأنجبت البوذية والمسيحية جنسها بشعائر ومراسيم غايتها الصفاء الإلهي الكلي،،
ومنذ البدائية الأولى كان العشق الإيروسي ضمن مخارجه الصوفية التي ترتكز الى الإبتهالات والأضحية لكسب رضا القوى المسيطرة
إلا أن حمل أفلاطون حملته بأستقلالية التفكير وبدون تقديم مايسلتزم للحصول على بركات الألهة لبلوغ عاطفة الحب رغم أنه أعتبرها ضربا من الهذيان وذمها المجتمع اليوناني القديم
لقد أخذ الحب في الشعر كل شئ، وتعانق الجسد واللفظ،
فيما لهب الجنس نراه منذ بدايات النار التي أذهلت البدائيين بلهبها الأزرق