بيعت رسالة بعث بها قائد الفرقة الموسيقية لسفينة تايتانيك الذي استمر بالعزف اثناء غرق السفينة وهلك معها مقابل 93 الف جنيه استرليني في مزاد علني.
وكان قائد الفرقة الموسيقية والاس هارتلي (33 عاما) اصبح من ابرز الأشخاص الذين طُبعت صورتهم في المخيلة الشعبية عن الكارثة، لأنه واصل العزف مع اعضاء فرقته السبعة حتى اللحظة الأخيرة.
وكتب عازف الكمان الذي كان مع مسافري الدرجة الثانية على متن السفينة المنكوبة رسالة الى والديه حين اقلعت من ميناء ساوثهمبتون في 10 نيسان/ابريل 1912.
وقدر خبراء ان تُباع الرسالة بنحو 50 الف جنيه استرليني ولكن المزايدة احتدمت حتى ارتفع السعر الى 93 الف جنيه استرليني في المزاد الذي أُقيم في 20 نيسان/ابريل في بريطانيا.
وكتب هارتلي الى والديه يقول في الرسالة quot;هذه سفينة رائعة وأحسب ان على متنها كثيرا من الأثرياء. افتقدتُ البيت كثيرا وكان بودي ان اراكم جميعا ولو ساعة واحدة أو ساعتين ولكني لم أتمكنquot;.
وتابع هارتلي يقول quot;لدينا فرقة بديعة والشباب يبدون لطفاء جدا. كان علي أن اشتري بعض الشراشف. ارسلتُ غسيلي الى البيت اليوم بالبريد. ربما سأصل الى الأهل صباح الأحد. من المقرر ان نصل الى هنا السبت. أنا سعيد بتحسن قدم الوالدةquot;.
وجرى تصوير عازفي الفرقة وهارتلي بالتحديد على أنهم ابطال تايتانيك عمليا في كل الأشكال الفنية، من كلمات الأغاني والكتب والمسرح والسينما الى تصميم البطاقات البريدية لاستمرارهم في العزف فيما كانت تايتانيك تغرق في اعماق المحيط.
وكانت السفينة غادرت ميناء ساوثهمبتون في بداية رحلة انتهت بمأساة في شمال المحيط الأطلسي بعد اربعة ايام. ولاقى اكثر من 1500 شخص حتفهم في الكارثة.
واللافت ان رسالة هارتلي الى والديه ذُكرت في مقابلة اجرتها احدى الصحف مع والدته اليزابيث في 27 نيسان/ابريل 1912.
وكتُبت الرسالة على اوراق من قرطاسية تايتانيك تحمل ختم الشركة المالكة وتوقيع هارتلي بخط يده. كما تحمل الرسالة علم شركة وايت ستار لاين للنقل البحري مطبوعا برسم بارز على الورق.
ونقلت صحيفة الغارديان عن الخبير بالمزادات العامة اندرو اولدريج ان من غير المعروف ما إذا كانت هناك رسالة اخرى بعث بها هارتلي من السفينة.
واضاف اولدريج ان حديث هارتلي عن اعضاء الفرقة واشارته الى الأثرياء المسافرين على متن السفينة واحتمال تكرمهم على الفرقة بما تجود به اياديهم تجعل الرسالة واحدة من اهم الرسائل التي بُعثت من السفينة تايتانيك وموضع اقبال شديد عليها.
غرق هارتلي مع تايتانيك وانتُشلت جثته لاحقا وأُعيدت الى بلدته كولني حيث أُقيم له تشييع مهيب.