بغداد:&يؤكد الادباء ان الفعاليات الأدبية يقتلها عاملان: الأول: سوء التنظيم والثاني: سوء الشعر، فيما يؤكد الكثيرون ان الواقع العراقي لا يعيش في ازمة شكل شعري .. بل يعيش ازمة شعر .
ما ان انتهى مهرجان المربد الشعري الذي اقيم في مدينة البصرة مؤخرا حتى تجدد الحديث عن الاسباب وراء فشل اقامة المهرجانات الادبية التي يرى الكثيرون ان وراءها يمكن عاملان مهمان هما:سوء التنظيم وسوء الشعر، وهما يعطيان قناعة تامة للجميع ان لا جدوى من المهرجانات، لان البعض يرى ان المهرجانات تخضع لامزجة القائمين عليها فضلا عن انها صارت تؤثث بالنساء المدعوات كشاعرات او دخلاء الشعر من الاصدقاء.

المهرجانات تقتل الشعر
&&&&& فقد اكد الشاعر جواد غلوم على ان المهرجانات تقتل الشعر، وقال: طالما ان القائمين على اعداد الفعاليات الادبية يميلون وفق اهوائهم وامزجتهم دون ان يعبأوا بالجانب الفني والابداعي فاقرأ على تلك الفعاليات السلام وصلِّ عليها صلاة الجنازة، ومع اني لم أدعَ لأية فعالية او مهرجان لكني ومن خلال لقاءاتي بزملائنا الحاضرين لم يهجسوا رقيّا ادبيا او فنيا حصل او سيحصل مستقبلا مادامت الاخوانيات هي السائدة فالقوائم للمدعوّين هي نفسها لاتتجدد والتخصيصات المالية تذهب حصص منها لملء جيوب القائمين عليها واحبابهم والمحسوبين عليهم من دخلاء الشعر والنسوة الصديقات المدعوات.&
&واضاف: ولو تبصّرنا في الشعر وزجّه في المهرجانات فاننا نقتله حتما اللهم الاّ لاهداف الترقيص على قصائد العمود لنهزج على ايقاعه الخارجي او مما نسميه القصائد المباشرة والخطابية التي تعتمد الاسلوب الانشائي الاستفزازي المحرّك للعواطف، ومع ان شعرنا ليس في ازمة ولكن هم من يخلقون ازمته حينما يركلونه عنوة في المهرجانات والمحافل والفعاليات الماسخة ويدعون المبتدئين وحاشيتهم

المهرجانات تؤثث بالنساء!!
&& اما الشاعر الدكتور حسين القاصد،فقد اقترح تأسيس لجنة مهرجانات ثابتة، وقال: في أكثر من مناسبة، طالبت بأن نقلص عدد المهرجانات، ونؤسس الى موسم ثقافي ابداعي عراقي، يكون فيه مؤتمر ثقافي واسع يضم كل النشاطات الثقافية، وحين تحين فرصة الشعر، يكون للشعر جمهوره المتنوع، فما يحدث الان هو ان المهرجانات تؤثث بالنساء، ويحتشد فيه المدعوون بصفة شعراء، الا اننا دائما نلمس حضور الشعراء وغياب القصيدة، وفي المربد الأخير حصل مايمثل خطوة ايجابية حيث الدعوات شملت شعراء لهم بصمتهم في المشهد الادبي العراقي، الا اننا لم نتخلص من الدخلاء، ناهيك عن التنظيم الارتجالي للمهرجانات .
&واضاف: فالمهرجان حتى يتحقق لابد من دعم مالي، والدعم المالي بيد الساسة والحكومات، وماحصل في البصرة هو ان المحافظ اهتم بكلمته في افتتاح المربد أكثر من اهتمامه بالمهرجان، حيث تراجع عن دعم المهرجان بحجز الشيراتون للادباء، فكان الشيراتون للادباء العرب، وحصلت عزلة واضحة بيننا وبينهم .. الا ان الحق يقال مازال الادباء في البصرة يسعون للافضل،لذلك علينا ان نؤسس الى لجنة مهرجانات ثابته لاتتحسس من الحكومة ولا تتحسس من اتحاد الادباء ولا تتحسس من وزارة الثقافة، يجب ان يكون المهرجان اهم من الطموحات.
&& وتابع: الازمة ليست ازمة شكل شعري انما ازمة شعر حقيقي، فهناك من هو لا يقرأ ولا يكتب ودخل الشعر من بوابة قصيدة النثر ومارس غضبه على القصيدة الكلاسيكية بدعوى انها متخلفة متناسيا انه لايجيد العروض، وهناك عروضيون هم اقرب لخطباء الجمعة ومدرسي العروض، وظنوا بأن اتقانهم العروض يمكنهم من الشعر!! متناسين ان الفية ابن مالك هي ـ ايضا ـ كلام موزون ومقفى

اعادة الرقابة الفنية
&&& من جانبه اكد الشاعر ياس السعيدي ارتباط عاملي سوء التنظيم والشعر في فشل المهرجان، وقال: اتفق مع الرأي القائل العاملان مرتبطان لولا سوء التنظيم لما رأينا شعرا سيئا، ولابد من اعادة الرقابة الفنية اقول الرقابة الفنية وليست الفكرية، من حق الكاتب ان يكتب ما يشاء .. ان يناقش ما يشاء شرط ان يناقشه بطريقة فنية .
&واضاف:تصور بدأنا نبحث في فعاليتنا عن لغة سليمة لغة سليمة فقط لكن لا ينفي وجود كم هائل من الشعراء الجيدين اما عن ازمة الشكل فلا يوجد شكل جيد وشكل غير جيد هناك شعر جيد يقابله لا شعر اما الشكل المسكين فهو مجرد اناء ليس اكثر لا يمكن ان نلوم الاناء اذا كان الماء ليس عذبا

ثقافة الفرجة&
&& اما الشاعر والناقد علي حسن الفواز فقد اكد ان الثقافة العراقية تفتقر الى صناعة السوق، وقال: تسويق الصناعة الثقافية عنصر مهم في انضاج اية فعالية ادبية او معرفية، وفي التعريف بها، وايجاد البيئات المناسبة التي من شأنها ان تعزز الوعي باهمية هذه الصناعة والتفاعل مع بضاعتها وخطاباتها، وللاسف نقول الثقافة العراقية تفتقر الى صناعة السوق، والى الضعف القادر في الادارة الثقافية الناجحة والمهنية، فضلا عن هشاشة التنظيم والتمويل والتعريف، وهذا مايجعل هذه الصناعة خاضعة لامزجة وحساسيات صناع القرار الثقافي والمالي، على مستوى التنظيم واختيار الوقت وحتى طبيعة المشاركين في هذه الفعالية او تلك.
&واضاف: وطبعا هذه العشوائية تكون سببا في ارباك عمل صناعة الرسالة الثقافية، والتشويش على توصيل هذه الرسالة، وبالتالي تكريس مايسمى بـ (ثقافة الفرجة) والاستعراض والتي تتوه فيها المعايير، وضعف الكشف عن مظاهر الجدّة، ناهيك عن الاستغراق في تعويمات ثقافية تضعف الجانب العلمي في اي مهرجان او مؤتمر ثقافي، واجد من المناسب وضع سترتيجيات ثقافية وخطط وبرامج تقوم على اسس علمية في تنظيم مثل هذه الفعاليات، وبما يضمن مشاركة جادة وحقيقية بعيدا عن الامزجة والعموميات، وحتى اختيار المحاور ذات الاولية الثقافية والمعرفيةالتي من شأنها ان تثير الكثير من الاسئلة الفاعلة في واقعنا الثقافي الذي يحتاج الى مايشبه الصدمة الثقافية.

فقر المؤسسات الثقافية
فيما اكد الشاعر صلاح السيلاوي ان السبب في فقر المؤسسات الثقافية، وقال: أجد أن الفعاليات الثقافية العراقية بشكل عام والشعرية منها على وجه الخصوص، بحاجة ماسة إلى حسن التنظيم وهذا لا يعني عدم توفر أداريين جيدين في المشهد الثقافي العراقي بل أرى أن المشكلة تعود الى فقر المؤسسات الثقافية على مستويين، الأول فقر تلك المؤسسات ماليا، والثاني حاجة المؤسسات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة إلى الحرية وحسن اختيار المديرين لعملهم، فالمشكلة هنا أن المؤسسات المذكورة تدير فعالياتها من خلال موظفيها الذين لا ينتمي أغلبهم الى الثقافة، وهم محكومون بضرورات ادارية تتطلب منهم أن يقدموا اعمالا وإن كانوا غير مختصين بها، وهذه القضية يمكن لوزارة الثقافة ان تحلها من خلال لجان تشكلها من المشهد الثقافي او لجان استشارية على الاقل .
&واضاف: واذا عدت الى الحديث عن تردي حال المؤسسات الثقافية المستقلة او شبه المستقلة اداريا، فمن المعروف انها في غاية الحاجة المالية، فبنظرة عابرة الى فروع اتحاد ادباء العراق في المحافظات سنكتشف انهم لا يملكون مقرات خاصة بهم ولا ميزانيات كافية لادارة فعالياتهم وفي ظل هذا فمن المؤكد ان الاداري الذي يعمل متبرعا لانجاز عمل تلك المؤسسات، لن يكون عمله بالمستوى المطلوب لأنه ليس متفرغا، أما الشعر الجيد فهو في بلادنا أكثر أهمية من الاحتياطي النفطي العراقي، لأنه فيما لو أحسن استخراج هذا الشعر سيصنع نجوما يمكنها ان تملأ سماء العراق ضياءً وتطرد الكثير من الظلمات، كما لا أجد اننا نعيش أزمة شكل شعري فالاشكال متصالحة فيما بينها بدليل انها توالدت الواحد من الاخر فالتفعيلة بنت الشعر العمودي وشعراء قصيدة النثر يستلذون بما سبقهم من الاشكال ويؤمن أكثرهم بان التراث الشعري هو منهل مهم لهم، وبعضهم يستفيد من ممكنات الكتابة في الاشكال الشعرية الاخرى،كما ان النص المفتوح، ولد من ظهر قصيدة النثر وهنالك اشكال شعرية قد تولد من رحم هذا الشكل الهائل .

المربد يرد: 400 اديبا يخلق ارباكا
الى ذلك اوضح رئيس اتحاد ادباء البصرة ورئيس اللجنة التنظيمية لمهرجان المربد الشاعر كريم جخيور، وقال: في البدء علينا ان ننظر الى المربد بعينين وليس بنظرة عوراء فالمربد الشعري هو أكبر مهرجان عراقي وعربي والحضور اليه والمشاركة به غاية كل الادباء والمثقفين وكنا نحاول دائما ان نخلق توازن بين النوع والكم فحضور اكثر من 400 اديبا بالتأكيد يخلق ارباكا على الجهة المنظمة اضافة الى التدافع للصعود الى منصة الشعر .
واضاف: انتهى المربد بفعاليات متنوعة، جلسات للشعر وأخرى للنقد، معارض للكتاب والتشكيل والفوتغراف والاعمال اليدوية، عروض سنمائية وأوبريت مع سفرة نهرية في شط العرب،موسيقى وجلسات للقصة خارج المتن، كل هذا وهناك من يتقول على المهرجان ﻻ لشيء سوى ان غرفة الفندق لم تعجبه أو ان وجبة العشاء غير دسمة، ﻻ احد يعرف كيف عملنا ليل نهار من اجل اقامة المهرجان .
& وتابع: أن تقيم مهرجانا للشعر في الوقت الذي يطعن الارهاب خاصرة الوطن، ان يأتي اليك الشعراء والادباء العرب من المغرب والجزائر وتونس ومصر والاردن وسورية ولبنان والسعودية واليمن وقطر والبحرين وعمان، ان يحضر الناقد الكبير د.صلاح مع 4 شعراء من ايران، هناك اشياء كبيرة قمنا بها من اجل ان يتحقق كل هذا وفي وقت قياسي جدا .
واضاف ايضا: أما عن الشعر ففي كل مهرجانات العالم هناك تعدد مستويات، انها سنة الشعر ياصديقي فليس من المعقول ان يكون جميع الشعراء بمستوى واحد والذي يعيب على (س) عليه ان يمتدح (ص) حتى يكون موضوعيا .
&

&