1.

"ويسألونكَ ما الروح"
قُل هي روحي

الأكثرُ جمالاً
&&& مِن هيلين الطروادية
الأكثرُ نقاءً
&&& مِن بسماتِ الرُّضعاء

لم يكن رفيفُ أجنحةِ الملائكةِ
&&& إلا صدىً شاحباً
&&& لمطرِ الدفءِ المنسكبِ بين شفتيها

قالوا أن
"في الفِردَوسِ ما لم يره بشرٌ"
أما أنا فرأيتُ في عينيها
&&& المترعتين بالفراشات
&&& ملايينَ الفراديسِ المستحيلة

قالوا أن
"الدنيا مزرعةُ الآخرة"
أما أنا فرأيتُ الياسمينَ السرمديّ
&&& ينبجسُ مِن كُلِّ جدارٍ
&&& ارتوى برشفةٍ مِن خمرِ أنفاسِها

فعرفتُ أن هذي الدُّنيا
لا تستحق أن تصيرَ
&&& غباراً هشيشاً
&&& تطأه هي بقدميها المقدستين

2.

لا تسألوا مرتاعين
"لِمَ العالمُ يرزحُ لاهثاً
تحتَ أنيارِ الصمتِ؟"
&&& فكُلُّ طيورِ العالم
&&& كانت ضارعةً تجيءُ إليها
&&& لتقتاتَ على فُتاتٍ مِن حنانِ أناملِها

قبل أن تسألوا
&&& اُنظروا فيما تتعثرون
&&& فدروبُكم متخمةٌ بجثثِ التغاريدِ السَغبى

ابتروا ألسنةَ فحولِ شعرائكم
&&& وانثروا رمادَها نهباً للريح الصَّلخاء
ما أشعارُكم إلا فحيحٌ آسنٌ كذوب
&&& وما وَحيُكم إلا قيحُ استٍ ثرثار
فأنتم لم تسمعوها
&&& وهي تقرأُ "قائمةَ الطعام"
&&& وهي تنشدُ قصيدةَ "قائمةِ الطعام"
&&& وهي تتلو آياتٍ من فرقانِ "قائمةِ الطعام"

هاتوا عِظامَ لُغتِكم العَطِنة
&&& واغمسوها قليلاً في مِدادِ همسِها الرقراق
فهمسُها يُحيي الحروفَ وهي رميم
&&& ويكسو الصريرَ لحماً مِن الشِّعرِ

3.

لكن أينَ همسُها؟
لا شيءَ سوى غِربانِ الغيابِ النَهِمة
&&& ترشقُ مناسرَ نعيبِها في كبدِي

أينَ همسُها يا ملاعين؟
بيني وبينه نصبتم ملايينَ الصُّلبانِ
&&& كُلُّ لُحيظةٍ صليب
&&& وكُلُّ صليبٍ يمتطي ظهري
&&& دهرٌ مِن الظمإِ وفيضٌ مِن السعير

"أنا عطشان"

اصرفوا عني خمرَ بلادتِكم
&&& الممزوجَ بخَلِّ الفرحِ الرخيص
هأنذا أبصقُ في وجوهِكم الشائهةِ
&&& قبل أن أبصقَ في قَدَحِكم المُرّ

"حبيبتي حبيبتي لماذا تركتِني"

سأغفرُ لكم لطمي وجلدي وصلبي
&&& ولكنني لن أغفر لكم حياةً بعدها
&&& ولا بسمةً بعدها
انحتوا لكم قبوراً في أخاديرِ الأرضِ
&&& اسكنوها واختموا أشداقَها بالصخورِ
لأنني لن أتلعثم في حشرجتي الأخيرة
&&& قائلاً "قد أُكمل"

سأصرخُ ملءَ الجُرحِ الغاضبِ
&&& صائحاً "قد ماتت"
حينها ستنهمرُ السماءُ
&&& على رءوسِكم مطراً مِن الشظايا
وسيحفرُ الطوفانُ المضطرمُ
&&& بسماتٍ غوائِرَ في أبدانِكم
لأنكم لم تشهدوا مثلي
&&& "أن لا إلهَ إلا هي"
&&&

&