عُثر على عمل اوركسترالي مهم لواحد من أعظم المؤلفين الموسيقيين في القرن العشرين بعد أكثر من 100 عام على فقدانه.& وعُثر على "أغنية جنائزية" للموسيقار الروسي ايغور سترافنسكي بين كومة من المخطوطات في غرفة خلفية من كونزرفتوار سانت بطرسبورغ. وكان سترافنسكي كتب "أغنية جنائزية" في ذكرى معلمه نيكولاي رامسكي كورساكوف بعد فترة قصيرة على وفاة رامسكي في حزيران/يونيو 1908.& وُعزف العمل الذي يستمر 12 دقيقة مرة واحدة فقط بحفلة سيمفونية قادها المايسترو فيلكس بلومنفيلد في الكونزرفتوار في مطلع 1909.& ولكن الاعتقاد السائد منذ ذلك الحين كان ان القطعة دُمرت في ثورة 1917 الروسية أو الحرب الأهلية التي اعقبتها. وقال سترافنسكي بعد فقدان المقطوعة انها من خيرة أعماله الأولى ولكنه لا يتذكر الموسيقى نفسها.& واشار الى تأليفها قبل بالية "طائر النار" التي نال بها شهرته فور تقديمها في باريس في حزيران/يونيو 1910.
وظن خبراء روس في الموسيقى ان مخطوطة "اغنية جنائزية" ربما حُفظت بين عدد من الأعمال الموسيقية غير المفهرسة في ارشيف فرقة سانت بطرسبورغ السيمفونية أو الكونزرفتوار.& ولكن السلطات السوفيتية كانت لا تشجع على التنقيب والبحث في الارشيفات وكان سترافنسكي الحدواثوي الذي اختار المهجر يُعد "نكرة" بنظر البيروقراطية السوفيتية.& وكانت عملية البحث تصطدم دائما بفوضى في الخزن وغياب أي نظام في ابنية تاريخية لم تشهد ترميما أو توسيعا او تجديدا ذات يوم.&
وقامت الخبيرة الروسية ناتاليا براغنسكايا بسلسلة من عمليات البحث في مبنى الكونزرفتوار دون جدوى.& ولكن بعد افراغ المبنى ظهرت أكواما من المخطوطات التي كانت مخبأة وراء صفوف مرصوفة من النوتات الموسيقية لم تمتد اليها يد منذ عشرات السنين.& وفجأة وجدت موظفة مكتبية نفسها امام مخطوطة تذكرت ان الخبيرة براغنسكايا كانت تبحث عنها.&
كان سترافنسكي في السادسة والعشرين عندما قُدمت "الأغنية الجنائزية".& ولم يكن احد يعرفه وقتذاك خارج روسيا وكان بالكاد معروفا حتى في بلده.& ولكنه انجز خلال السنوات الأربع الماضية "طائر النار" و"بتروشكا" و"طقوس الربيع" ليصبح اشهر الحداثويين على الاطلاق.

&