الهجرة والنزوح والصراعات السياسية والاجتماعية وغيرها من الموضوعات التي ترسم الخوط العريضة لواقعنا، تشكل محور أفلام "مهرجان أجيال السينمائي" الذي ينطلق في 30 الجاري ويستمر حتى 5 ديسمبر المقبل، في الحي الثقافي "كتارا" في العاصمة القطرية الدوحة.

إيلاف من الدوحة: رفع المهرجان شعارًا لدورته الرابعة هو "التغيير الاجتماعي الإيجابي"، وكشفت إدارة المهرجان الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، أن العروض ستتناول هذا الشعار من جوانب متعددة، حيث ستغطي الأفلام موضوعات عديدة تتنوع من تمكين المرأة وأزمات النزوح العالمية وفقدان الأحبة، وصولًا إلى الاستقلال المالي والانفصال والصراعات اليومية، حيث تقدم في روحية تؤكد على التفاؤل والأمل لتلهب قلوب المشاهدين. 

سيعرض خلال المهرجان أكثر من 70 فيلمًا يحفز المناقشات حول القضايا الحالية التي تؤثر في الشباب حول العالم. وتتضمن العروض 24 فيلمًا طويلًا و46 فيلمًا قصيرًا روائيًا ووثائقيًا من 33 بلدًا. كما ينظم المهرجان حلقات نقاشية وندوات تعليمية وعروض السجادة الحمراء ومعارض وأنشطة للأسرة.

وأعلنت إدارة المهرجان في مؤتمر صحافي عقد أمس أن المهرجان سيفتتح بعرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لفيلم "صائدة النسور" للمخرج وتو بيل، ويختتم بفيلم "السلحفاة الحمراء" للمخرج ميخائل دودوك دي فيت.

الافتتاح
تشهد ليلة الافتتاح عرض فيلم "صائدة النسور" الذي يندرج تحت شعار مهرجان أجيال السينمائي في دورته الرابعة، وهو "التغيير الاجتماعي الإيجابي"، وتمكين المرأة وبث الأمل. 

وقد عرض الفيلم في مهرجان "صندانس السينمائي" للمرة الأولى عالميًا، وحظي بإشادة واسعة من النقاد. يسلط المخرج وتو بيل الضوء في فيلمه على شغف وتصميم الفتاة "أيشولبان"، التي تبلغ من العمر 13 سنة، وتتمتع بعزيمة وإرادة قويتين للسير على خطى أجدادها في اصطياد النسور الذهبية وتدريبها على عمليات الصيد في السهوب ذات المناخ القاسي. 

يركز الفيلم على الروابط العائلية، وخصوصًا الرابط الخاص بين الأب وابنته، إضافة إلى القدرة العجيبة التي تتمتع بها الروح البشرية في مجابهة التحديات وتخطي الصعوبات. 

ليلة الختام
كما سيختتم المهرجان أعماله بعرض فيلم "السلحفاة الحمراء" لمخرج أفلام التحريك البريطاني الهولندي مايكل دودوك، وذلك في عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

الفيلم شاعري بصري، يسرد قصة رجل يحاول الهرب من جزيرة معزولة، وعليه أن يواجه سلحفاة عملاقة. عرض الفيلم للمرة الأولى عالميًا في مهرجان كان السينمائي 2016 في قسم "نظرة ما"، وفاز بجائزة الحكام الخاصة.

الحروب والنزوح
تحظى موضوعات الحروب والهجرة والنزوح بحصة كبيرة من أفلام مهرجان أجيال السينمائي، حيث تعرض مجموعة من الأفلام في فئات المسابقة المختلفة تتناول هذه القضايا العالمية. وسيعرض المهرجان فيلم "حريق في البحر" للمخرج جيانفرانكو روسي الفائز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي الـ 66 والفيلم المرشح الرسمي لإيطاليا إلى جوائز الأوسكار 2017. 

تدور أحداث الفيلم الوثائقي في جزيرة لامبيدوسا، التي تعتبر في صدارة أزمة المهاجرين، حيث يظهر عبور اللاجئين للبحر المتوسط في رحلة محفوفة بالمخاطر مقابل الحياة العادية للسكان على الجزيرة. ويقول روسي في هذا الإطار: "من غير المقبول أن يموت الناس خلال عبورهم البحر للهرب من المآسي" ويعرض الفيلم في مسابقة المهرجان في فئة بدر.

يتتبع فيلم "مولود في سوريا" للمخرج هيرنان زين قصة سبعة شباب لاجئين على مدار عام، حيث يوثق كل شيء عنهم بدءًا من نزوحهم من بلدهم، مرورًا بالتجارب التي يعيشونها في معسكرات اللجوء في الشرق الأوسط، وصولًا إلى "الأرض الموعودة" في أوروبا، واستقرارهم في منازلهم الجديدة. ويعقب الفيلم حلقة نقاشية حول أوضاع اللاجئين السوريين يقودها خالد خليفة الممثل الإقليمي لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي.

وفي فيلم "كان ياما كان مرتين" تروي المخرجة اللبنانية نعم عيتاني قصة علاقتها بطفل سوري لاجئ هو خليل ( 9 سنوات)، من خلال ذكرياتها عن الفترة التي عاشتها كلاجئة وربطها بالحياة اليومية للطفل في ظل تلاحق الأحداث في بلده سوريا وما يتعرّض له من معاناة التنقل بين البلدان.

 

 

المحن تجمع
وفي فيلم "هنا نلتقي" في عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للمخرج باشي خصاونه، نشاهد الطفل حكمت الذي يقتات من جمع القمامة القابلة لإعادة التدوير من مكبات النفايات في المدينة، إلى أن ينافسه في عمله طفل لاجئ يجده في يوم من الأيام "يسرق" من أحد المكبات. وهنا تتداخل المشاعر بين الغضب والأنانية، إلى أن يدرك أن البشر يتعاطفون مع بعضهم البعض في المحن. 

أما في فيلم "الصمت" للمخرج الإيراني علي أصغري، فنشاهد الشابة فاطمة، وهي لاجئة كردية، ترافق والدتها جهيدة في زيارة إلى المستشفى. حيث يشرح الطبيب غير القادر على تعيين مترجم، وحتى على التواصل مع جهيدة حول طبيعة مرضها الخطير جدًا، يشرح لفاطمة الضرورة القصوى لإدخال والدتها للمستشفى لتلقي العلاج فورًا. 

فاطمة المحاصرة والمكتئبة في فضاءٍ ذي ثقافات متعددة ولغات عديدة، وهي في مرحلة الانتقال من الطفولة إلى البلوغ، تصاب بالرعب من مواجهة ظروف تشخيص حالة أمها ولا تقوى إلا على الصمت في محاولة لمنع عالمها الهش من الانهيار.

حلول سعيدة
أما فيلم "جواز سفر" في عرضه العالمي الأول للمخرجة القطرية دانه المير، فيروي قصة الهجرة من خلال قصة ريم ومحمود وحياتهما المزدحمة بكل أنواع العقبات، لذا فقد واجها تحديًا كبيرًا في إقناع أسرتيهما بالزواج. وعندما يرغب الزوجان في التوجه إلى أميركا ليستقبلا أول مولود لهما، تشكل الأعمال الورقية والحركة المرورية القطرية ومشاكل الحصول على موعد في السفارة الأميركية، عقبات في طريقهما. يبيّن لنا هذا الفيلم الممتع الذي يتميز بسرعة الأحداث أن ثمة حل سار لكل مشكلة.

ويناقش فيلم "مريم" للمخرجة السعودية فايزة أمبا، قضية الحجاب في فرنسا من خلال قصة مريم التي أدت مناسك الحج برفقة جدتها، وارتدت بعدها الحجاب، لكن عندما أقرت فرنسا قانونًا يمنع المسلمات من ارتداء الحجاب في المؤسسات العامة، وجدت حياتها في إحدى ضواحي باريس قد أصبحت فجأة معقدة للغاية. فهي تواجه الطرد ورفض والدها في حال رفضت خلع حجابها للذهاب إلى المدرسة الثانوية، لكن مع إصرارها على التمسك بموقفها، وجدت الشابة الحازمة عزاءها في قوة الاحتجاج.

أما فيلم فاطمة للمخرج فيليب فوكون فيتناول قصة مهاجرة جزائرية، هي فاطمة التي هاجرت إلى فرنسا لتلحق بزوجها إلى أن وقع الطلاق بينهما. فأمضت وقتها في رعاية ابنتيها: نسرين (18 عامًا) التي تدرس في كلية الطب، وسعاد (15 عامًا)، وهي فتاة سليطة اللسان غير مطيعة، وتتورط دائمًا في المشاكل في مدرستها.

عائق اللغة
ونظرًا إلى أن فاطمة لا تجيد الفرنسية، ولا يمكنها أن تقرأ أو تكتب إلا بالعربية، فقد نظر إليها المجتمع الفرنسي نظرة استخفاف وازدراء، ولم تجد عملًا سوى عاملة نظافة. ورغم المعاملة السيئة التي تعاني منها على يد رؤسائها في العمل، إلا أنها تعمل بكد لتعيل أسرتها، وتتمكن من دفع نفقات كلية الطب لابنتها. وفي نهاية المطاف لم تتمالك فاطمة أعصابها إزاء قلة الاحترام والاستخفاف، فدفعتها كرامتها الجريحة إلى الصراخ والتعبير عمّا يعتمل في نفسها، لتتكلم بلسانها ولسان كل من تمر بظروف مشابهة في كل مكان في العالم. عرض الفيلم للمرة الأولى عالميًا في مهرجان "كان" السينمائي، حيث حصد ثلاث جوائز سيزار هذا العام، من بينها جائزة أفضل فيلم.

يروي فيلم "سمك" للمخرج أندرورويز، الهجرة في قالب مختلف من خلال قصة أرماندو الحزين بسبب انتقاله مع والده من الولايات المتحدة إلى المكسيك، وما يسببه هذا الأمر في نفسه من ضيق وحزن، لأنه سيترك أصدقاءه وحياته. والسبب الأهم أن أسماكه لن تستطيع الهجرة معهما. 

وفي فيلم "مقاطعة" نتعرف مع المخرج غورانرادوفانوفيتش إلى محطات من الفترة التي أعقبت الحروب اليوغوسلافية التي اتسمت بالكراهية والصراعات الدينية، حيث ظلت الفظائع التي تصاحب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير الجماعي تزيد من حدة التوتر بين الطوائف. 

خرق الكراهية
وعندما أعلن إقليم كوسوفو ذو الغالبية الألبانية المسلمة الاستقلال عن صربيا، خضع سكان المجتمعات المعزولة ذات العرقية الصربية لحماية قوات الأمم المتحدة. وفي واحدة من هذه المقاطعات الصربية، كان الفتى نيناد هو الطفل الوحيد المتبقي، وكان كل يوم يؤخذ إلى المدرسة، التي كان هو الطالب الوحيد فيها، على يد قوات حفظ السلام الإيطالية التابعة للأمم المتحدة في عربة مدرعة. 

كان يرافقه في بعض الأحيان القس المحلي، كما كان يرافقه والده المزعج وجده المسن المريض. ولأن نيناد كان يتوق إلى تكوين الصداقات، دفعته تلك الرغبة إلى التقرب بتردد من صبيين من السكان الألبان المحليين، واللذين كانا يستمتعان بقذف الحجارة على الدبابات المصفحة التابعة للأمم المتحدة، على أمل أن يتمكنا من ركوبها. 

أدت محاولة نيناد هذه لتخطي حدود القطاع، إلى وضعه في مواجهة مع شاب آخر أكثر خطورة يدعى "باشكيم"، حيث كان يحمل ضغينة متطرفة ضد الصرب، لأنهم قتلوا والده. يعكس فيلم "مقاطعة" الذي منح صربيا جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، رؤية متفائلة لعالم يستطيع جيل الشباب فيه النظر خارج حدود الكراهية التي تعمي أبصارهم.

ويشكل فيلم "سونيتا" للمخرج روخسار مغامي تجسيدًا للسينما الشبابية التي تتناول هموم الشباب في مختلف أنحاء العالم، من خلال حلم سونيتا الشابة الأفغانية اللاجئة في طهران، المتجسد في أن تصبح مغنية راب عالمية، حيث تستغرق في أحلام اليقظة لترى نفسها ابنة مايكل جاكسون وريهانا، بينما في الواقع تكافح مع عائلتها للحصول على الكفاف، والجمهور الوحيد الذي يستمع إليها وإلى موهبتها في غناء الراب مجموعة من الفتيات يترددن على مخيم اللاجئين، لتصبح أقصى أمانيها مجرد دفتر قصاصات الصحف. 

تداعيات ثورة إيران
فاز فيلم "سونيتا" بجوائز هيئة الحكام والمشاهدين لأفضل الأفلام العالمية الوثائقية في مهرجان صندانس هذا العام، ويجسد هذا الفيلم السينما المتحركة القوية التي يحتاجها العالم.

ويعتبر فيلم "في الظل" للمخرج الإيراني باباك أنفاري من أهم الأفلام التي تتناول القضايا الإنسانية إبان حرب المدن التي أعقبت الثورة الإيرانية عام 1979 حيث تعرّضت طهران لقصف متواصل. 

وفي ظل هذا الوضع المتأزم والمتوتر، يحكي المخرج تفاصيل مرعبة لتجربة تعيشها واحدة من الأسر الإيرانية خلال فترة الصراع الممتدة، من خلال قصة الشابة شيده التي كانت ضحية لأحداث ما بعد الثورة والحملات ضد المنشقين، وهي التي كانت في ما سبق طالبة في كلية الطب، ثم أصبحت ربة منزل. 

يتم إرسال زوجها الطبيب إلى مهمة عسكرية في منطقة حربٍ ضروس، ويتصاعد التوتر والقلق في المنزل، لكن شيده تصر على البقاء في طهران مع ابنتها دورسا، حتى بعدما ترك باقي نزلاء المجمع السكني بيوتهم هربًا من القنابل. ويضرب صاروخٌ المنزل فتختفي الدمية المفضلة للطفلة الصغيرة التي تعاني من مشاهدة رؤى مفزعة.



حصل هذا الفيلم على منحة إنتاج من مؤسسة الدوحة للأفلام، وهو مرشح لجائزة الأوسكار البريطانية عن أفضل فيلم بلغة أجنبية.

عروض خاصة
سيقدم مهرجان أجيال السينمائي عرضًا خاصًا للتجربة الإخراجية الأولى للنجمة ميغ رايان بفيلم "إيثاكا"، ومن خلاله تسعى الفنانة الشهيرة إلى إثبات نفسها كروائية ماهرة في أول تجربة إخراجية لها تحكي فيها قصة ساعي بريد شاب في قرية إيثاكا الصغيرة في الولايات المتحدة الأميركية إبان الحرب العالمية الثانية – حيث تتوالى الرسائل التي تحمل أخبار مقتل العديد من الشباب في ساحة المعركة. 

ومن خلال الأداء التمثيلي المتميز وعبر اللمسة الإخراجية الاحترافية للفنانة ميغ رايان، تتمكن أسرة صغيرة تعيش في أميركا في فترة الأربعينيات من أن ترفع صوتها برفض صريح وحاسم لعالم يئن تحت وطأة الصراع والحرب. 

تؤدي رايان دورًا صغيرًا، ولكن مؤثرًا في الفيلم، إلى جانب شريكها الدائم النجم توم هانكس بدور زوجها، بينما يتألق سام شيبرد بدور مشغل التلغراف القديم.

وفي قسم العروض الخاصة يعرض المهرجان فيلمين وثائقيين يغطيان موضوعات مهمة وآنية عن النزوح وتأثير الإنسان على البيئة. حيث يروي فيلم "فصول السنة" للمخرجين جاك بيران وجاك كلوزو سلسلة من المغامرات من وجهة نظر مخلوقات عديدة على خلفية التغيير المناخي الذي تزداد وطأته بفعل النشاط الإنساني على الأرض. 

المهرجان يحيي اليوم العالمي للإعاقة
وبمناسبة اليوم العالمي للأمم المتحدة لذوي الإعاقة، سيعرض المهرجان فيلم "يا طير الطاير" للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وذلك في نسخة معدة خصيصًا بالترجمة الإثرائية هي نتيجة تعاون بين مؤسسة الدوحة للأفلام ومعهد دراسات الترجمة التابع لكلية الدراسات الإنسانية والاجتماعية بجامعة حمد بن خليفة، حيث تولى طلاب برنامج الماجستير في الترجمة السمعية البصرية كتابة وتسجيل الوصف السمعي والترجمة الإثرائية. ويأتي هذا العمل بعد التجربة الناجحة لفيلم "بطل ورسالة" في العام الماضي.

تعتمد التجربة السينمائية الفريدة على الترجمة الإثراية، والتي تقوم على تقديم معلومات إضافية عن المؤثرات الصوتية والموسيقى، بحيث يمكن متابعة الفيلم والاستمتاع به من خلال الاستماع إلى الصوت فقط، حيث سيستفيد من هذه الترجمة ضعاف السمع والصم من الجمهور وممن يُصعب عليهم فهم الحوار. 

كما يعرض المهرجان فيلم "أم خليفة"، وهو يروي قصة خليفة البالغ من العمر عشر سنوات، وهو أكبر إخوته الخمسة، وقد وُلد في سوريا مصابًا بمتلازمة داون. ومعنى هذه الحالة أن الطفل يتعرّض لعدد من المشاكل الصحية، علاوة على مشاكل في النمو والتطور. في هذا الفيلم الوثائقي الصريح والمؤثر، تناقش أم خليفة التحديات التي واجهتها والأخطاء التي وقعت فيها خلال تربيتها لطفلها المحبب الودود.

وسيعرض المهرجان فيلم "الحياة كرسوم متحركة" الذي يسرد قصة "أوين" المصاب بالتوحد، بنظرة متفاءلة إلى قوة التأثير الذي يمكن أن ينتج من السرد القصصي، وسحر الأفلام، والمهارات المدهشة التي يتمتع بها العقل البشري.

السينما تحت النجوم
وتعرض سينما سوني تحت النجوم في الهواء الطلق فيلمين مميزين هما "فتاة البرمجيات" من إخراج لزلي تشيلكوت الذي يتتبع عددًا من الفرق النسائية المختلفة في سعيها لمعالجة قضايا متنوعة، من بينها مشكلة الشعور بالعزلة في المدارس، وإهدار المياه، وتكدس القمامة في الشوارع، والعنف في المنازل. وفيلم "ناليدي: قصة فيل صغير" للمخرجين بن بووي وجيف لوك وهو فيلم نقدي يظهر أهمية كل فيل من خلال حياة ناليدي الفيل الذي ولد في مخيم في بوتسوانا، ويحقق نجاحًا صغيرًا في المعركة لحماية الفيلة في أفريقيا.

عروض مميزة 
وكشف المهرجان عن عروض مميزة لمخرجين من الأصوات الأكثر تأثيرًًا في مجتمع السينما العالمية، من ضمنها ثلاثة أفلام تعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط. وتمثل الأفلام نموذجًا رائعًا عن كيفية استخدام صناع الأفلام اليوم للسينما لتقديم قصص تلامس أعماق الإنسان.

من أبرز هذه الأفلام يعرض المهرجان فيلم "أنا دانيال بليك" الذي أشاد به النقاد في مهرجانات دولية سينمائية عديدة، وقد فاز الفيلم بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان "كان" السينمائي 2016 وبجائزة الجمهور في مهرجان "لوكارنو" السينمائي الدولي. الفيلم من إخراج صانع الأفلام المعروف كين لوتش، ويدور حول حياة نجار في منتصف العمر، يتقدم للضمان الإجتماعي في الدولة، لكنه يقع في روتين الإدارة والإجراءات. يقابل النجار أمًا عازبة مع ولديها يواجهون وضعًا مشابهًا. الفيلم من بطولة الكوميدي والكاتب والممثل الإنجليزي المعروف دايف جونز، وسيعرض في المهرجان في المسابقة الرسمية في فئة بدر.

ويشهد فيلم "البائع" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي عرضه الأول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مهرجان أجيال السينمائي. والفيلم هو المرشح الرسمي لإيران إلى جوائز الأوسكار 2017، وفاز بجائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثل في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي 2016. 

"البائع" من إنتاج ميمنتو فيلمز للإنتاج وأصغر فرهادي للإنتاج بمشاركة سينما آرتي فرنسا، وبالتعاون مع ميمنتو فيلمز للتوزيع ومؤسسة الدوحة للأفلام. يدور الفيلم حول الزوجين الشابين عماد ورنا، عندما يجبران على ترك شقتهما بسبب أعمال خطرة في بناية مجاورة، وينتقلان إلى شقة جديدة في وسط طهران. ولكن حدثًا ما مرتبط بالقاطن السابق للشقة يغيّر حياة الزوجين. "البائع" من بطولة شهاب حسيني (إنفصال) وترانح علي دوستي (عن ألي).

يعرض المهرجان في فئة محاق فيلم "صيد المتوحشين" للمخرج تايكا وايتيتي، وهو الفيلم الذي نال ثماني جوائز دولية من ضمنها جائزة الجمهور في مهرجان أدنبره السينمائي الدولي، وعرض للمرة الأولى في مهرجان صندانس السينمائي 2016. الفيلم مقتبس من كتاب للروائي باري كرامب، ومن بطولة سام نيل وجوليان دنيسونن، ويسرد قصة فتى متمرد يرسل للعيش مع والديه بالتبني فيتوه الجميع في أدغال نيوزيلندا البرية.

السجادة الحمراء للأطفال
وسيستمتع الأطفال من رواد المهرجان بالسير على السجادة الحمراء المخصصة للأطفال خلال عروض خاصة لفيلم "ويلي ونكا ومصنع الشوكولاتة" (1971) للمخرج ميل ستوارت، وبارتداء أزياء رائعة لشخصيات أومبالومبا وقوالب الشوكولاتة أو العنب البري لحضور هذا العرض العائلي لأحد الأفلام الكلاسيكية التي يحبها الجميع. 

تحول كتاب الأطفال المحبب (تشارلي ومصنع الشوكولاتة) لمؤلفه روالد دال إلى فيلم عام 1971، وكتب قصته روالد نفسه، وأدى دور البطولة الممثل الكوميدي الشهير جين وايلدر الذي وافته المنية هذا العام. يضم الفيلم أداءً تمثيليًا غير تقليدي لممثلين من مختلف الأعمار لتقديم تجربة سينمائية فريدة.

صنع في قطر
ويضم برنامج العروض مجموعة متنوعة من 18 فيلمًا وثائقيًا تؤكد على أهمية الفن لمعالجة قضايا مهمة واستخدامه وسيلة للتغيير الإجتماعي على مدار التاريخ. وهناك 27 فيلمًا من الأفلام التي ستعرض في أجيال هي من إخراج أو إنتاج نساء.

ويتضمن البرنامج عروضًا عامة للجمهور تقدم للمرة الأولى منها 17 فيلمًا في قسم "صنع في قطر" الذي يحتفل بأعمال صناع الأفلام المحليين والمقيمين في قطر. يشكل برنامج 2016 المحطة الأبرز للعروض العالمية الأولى لأفلام حظيت بتمويل من صندوق الفيلم القطري 2015، وهي فيلم "الجوهرة" لنورة السبيعي، وفيلم "عامر" أسطورة الخيل العربية" لجاسم الرميحي. كما يعرض المهرجان فيلمي "غرفة الإنتظار" لهند فخرو و"كشته" للجوهرة آل ثاني الحاصلين على تمويل من برنامج المنح في المؤسسة.

وقالت فاطمة الرميحي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام ومديرة مهرجان أجيال السينمائي متحدثة حول الأفلام والأنشطة التي سيضمها المهرجان :"أجيال احتفال بالسينما وحدث موجّه للمجتمع ولجميع الأجيال. وفي قلب هذا الإحتفال يبرز الشباب والحكام من قطر والعالم، حيث يجتمعون في بيئة تفاعلية وإبداعية ملهمة لاستكشاف الأفلام المميزة والموضوعات التي تشبع فضولهم وتطلق شرارة خيالهم".

حكام دوليون 
تضم مسابقة أجيال في هذا العام 14 فيلمًا طويلًا من 17 بلدًا وسلسلة من الأفلام القصيرة. كما يشارك في المهرجان أكثر من 500 حكمًا من عمر 8 إلى 21 عامًا يشاهدون ويحللون برنامجًا من الأفلام في ثلاثة أقسام مختلفة هي "محاق" و"هلال" و"بدر"، تليها أنشطة وفعاليات من ضمنها حلقات نقاشية وورش عمل وجلسات حوارية مع صناع الأفلام.

ويشارك في أجيال 2016 مجموعة من 24 حكمًا دوليًا يحضرون إلى الدوحة من 10 بلدان، من ضمنها أستراليا، البحرين، البوسنة والهرسك، العراق، إيطاليا، الكويت، لبنان، عمان، صربيا، تركيا، والإمارات العربية المتحدة.