في بادرة ،هي الاولى من نوعها في تأريخ معارض الفن التشكيلي في العراق، افتتح رئيس الجمهورية برهم صالح المعرض السنوي لجمعية التشكيليين العراقيين، بدورته الـ 19، على قاعة الجمعية بالمنصور بحضور وزير الثقافة عبد الامير الحمداني وحشد من الفنانين والاعلاميين، والمعرض تظاهرة فنية كبيرة ومهمة تقام سنويا يشارك فيها عدد من الفنانين الذين يمتلكون عطاءً رصيناً .

& & اجتمع اكثر من 100 فنان تشكيلي عراقي مع اكثر من 160 عملا فنيا في قاعة جمعية التشكيليين العراقيين احتفاء بابداعاتهم واحتفالا بعرسهم السنوي في تأكيد لحضورهم وتقديم لانجازاتهم المميزة ، والاعلان عن انتصار &الفن التشكيلي العراقي حيث كانت القاعة في تنظيم جميل ،وكانت المفاجأة هي حضور رئيس الجمهورية برهم صالح وقيامه بقص شريط افتتاح المعرض، وهي المرة الاولى التي يشهد فيها معرض تشكيلي حضور رئيس جمهورية وافتتاحه ، ومن ثم قال كلمته التي جاء فيها (من الضروري دعم الثقافة والفن من قبل الحكومة العراقية، إذا كانت هذه الحكومة تطمح لعراق جديد، وتأسيس دولة رصينة قوية فسيكون ذلك من خلال الثقافة ودعم المثقفين ) ، وقد تمنى العديد من الفنانين ان تكون لهذه المبادرة من رئيس الجمهورية بداية للاهتمام بهذا الفن من اجل اقامة مهرجانات محلية وعالمية تدعم الفنان العراقي.

معرض نوعي&
&كان المعرض نوعياً لحضور تجارب فنية مختلفة في الرسم والنحت والخزف من اجيال مختلفة شغلت تجارب مهمة وجديدة للفن العراقي المعاصر ، شارك في المعرض 168 فنانا توزعوا مع اعمالهم بواقع 94 فنانا بالرسم و46 في النحت و28 للخزف ، وان كان اللافت هو مشاركة خمس فنانات فقط وهو الامر الذي لم يبرره احد، لكن الجميع يؤكد على امرين مهمين الاول يتمثل في عافية الفن التشكيلي العراقي رغم التحيات والصعوبات التي تواجهه، والامر الثاني يتمثل في ضرورة رعاية هذا الفن والفنانين وتقديم الدعم اللازم لهم ، وقد اثنى وزير الثقافة عبد الامير الحمداني على المعرض والفنانين المشاركين مؤكدا حرصه واهتمامه بالحركة التشكيلية ورعايتها ودعمها لأنها تمثل إحدى الركائز المهمة في الحركة الفنية العراقية ، مشيرا الى ان هذا الحضور هو أحد أشكال الدعم لهذه الفعاليات ، وتعهدا بمواصلة هذا الدعم من أجل النهوض بها ، حيث قال : ان الفن التشكيلي يعد احد اهم أعمدة الثقافة في العراق .. وأننا داعمين له.

تظاهرة فنية كبيرة&
& & اما رئيس جمعية الفنانين التشكيليين قاسم سبتي، فقال :المعرض السنوي للجمعية يُعدّ تظاهرة فنية كبيرة ومهمة وهي تقليد يقام كل سنة ويشارك فيه عدد من الفنانين الذين يمتلكون عطاءً رصيناً.
واضاف: معرضنا هذا صرخة في وجه التجهيل والظلام ، وهو تعبير عن انتعاش للثقافة والفن في العراق ، والدليل مشاركة اعمال فنية كثيرة في الرسم والخزف والنحت والكرافيك في المعرض حازت على موافقات لجنة اختصاص شكلناها لفحص اعمال المتقدمين وكانت معاييرها دقيقة وصارمة جدا ، فلا مكان فيها للمجاملة على حساب الابداع حتى انني بصراحة اعتذرت لزوجتي وهي فنانة معروفة عدم قبول عملها لانه عمل يعود لعام 2016 !!.
& &وتابع : هذا المعرض، مصدر فخرنا وتفردنا وكان نصيب الشباب فيه كبير الى حد مدهش حيث امتزجت اعمالهم مع اعمال الاكبر سنا وخبرة، معرضنا التشكيلي هذا هو صرخة احتجاج من ان دور الثقافة والفن قد ازف زمنهما، والى الجحيم خطاب الظلام والكراهية .

اعجاب بالشباب&
&من جهته اعرب الفنان الرائد رافع جاسم،عن فرحته بالاعمال الشبابية ، وقال : حرصت على المشتركة على الرغم من بلوغي الثمانين ومعاناتب من المرض ،وبصراحة افرحتني اعمال الشباب في هذا المعرض ،الشباب هم الجيل القادم ،انا اثق بهم فهم الميلاد الجديد للتراث والامتداد الصحيح لمن سبقوهم من الفنانين .
واضاف : شاركت بلوحة تحمل عنوان (قرية السكون ) ،اتحدث فيها عن الوجود دائما ،قصة الوجود ،الوجود هوالفن الجميل والكون الجميل والوجود الجميل على الارض والسماء .
اما الفنانة سهى الاطرقجي &فقد اكدت اعتزازها بالمشاركة وقالت:احرص &دائما على المشاركة في هذا المعرض السنوي الذي يمثل تظاهرة فنية جميلة تتيح لي اللقاء باصدقائنا الفنانين.
واضافت : اشعر بالاعتزاز وانا اشارك في قاعة الجمعية التي تعتبر بيتا لكل الفنانين ، وانا سعيدة &جدا بالتطور الذي يطرأعلى معرضنا هذا عاما بعد عام في مختلف الفنون التشكيلية .
وتابعت : هذا المعرض اتاح لنا السير بخطوات واثقة نحو آفاق الفن التشكيلي العالمي لذلك نشكر الجمعية على حرصها لاقامته سنويا .

جهود رائعة&
&الى ذلك اعرب الناقد علي الدليمي، مدير المتحف الوطني للفن الحديث، عن امله ان يكون اهتمام ورعاية حقيقية للفن التشكيلي ، وقال :بجهود رائعة وجميلة، أستطاعت جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين أن تجمع نخب رائعة من التجارب الفنية التي تمثل أجيال متفاوتة وأساليب متنوعة من جميع أبناء العراق، وتعرض نتاجاتهم أمام الجمهور الكبير في المعرض السنوي المتواصل بنظام وكياسة، حيث خرجت من معطفه عشرات الفنانين العراقيين الذين يمثلون اليوم نماذج عالمية للفن العراقي الرصين في جميع بقاع العالم.
واضاف : المعرض ضم عشرات التجارب المتميزة في إستلهام وطرح الموضوعات.. وجمالية أساليبهم المعاصرة والمتجددة الممزوجة ما بين العالمية والمحلية.. كما أن هنالك تجارب تحوم وهي بحاجة إلى أكثر رعاية وتفاعل لغرض هضمها وطرحها ضمن مسيرة الحركة الفنية العراقية المتواصلة.
&