يقول جيمس لوفلوك وبراين أبليارد إن كائنات السايبورغ لن تقتلنا بل ستنقذنا، ورما نصبح نحن البشر تابعين لها.

إيلاف: في كتابهما المثير "نوفاسين: عصر الذكاء المفرط" Novacene: The Coming Age of Hyperintelligence (160 صفحة، منشورات أم أي تي، 23 دولارًا)، يتنبأ العالم البريطاني جيمس لوفلوك ومواطنه الصحافي براين أبليارد بأن تحكم "السايبورغ"، وهي كائنات مزيج من مكونات عضوية وبيو-ميكاترونية، أن تحكم كوكب الأرض خلال الأعوام الثمانين المقبلة، إلا أنّها لن تقتلنا.&

وبحسب الكتاب، سيكون البشر تابعين لها، وربما تقوم بعرض مجموعات من البشر الأحياء، كما يفعل اليوم الناس الذين يذهبون إلى حدائق "كيو" الملكية في لندن لمشاهدة النباتات.

لن تقتلنا
بالتزامن مع مئويته الأولى، نشر أشهر علماء بريطانيا في قضايا الإيكولوجيا كتابه القّيم عن الذكاء الاصطناعي، ليقول إن العالم سيترك عصر الأنثروبوسين، أي العصر الجيولوجي الحالي، عندما يكون للنشاط البشري تأثير مهيمن على الكوكب، للدخول إلى عصر نوفاسين، حيث تلعب أنظمة الذكاء الاصطناعي الدور الرئيس.

ستكون الخطوة الآتية بنظره في الانتقاء الطبيعي، لأن "السايبورغ" يمكن أن تتكاثر وتتطور، وحتى أن تفكر أسرع آلاف المرات من البشر، وذكاؤها سيُقدر بذكاء البشر مقارنةً بالنباتات.

للوهلة الأولى، قد يبدو ما يطرحه الكتاب مرعبًا، إلا أن مضمون كلام لوفلوك يشير إلى أن لا داعي للذعر، لأن "السايبورغ" ستمتلك ببساطة حافزًا لحفظ البشر بدلًا من محوهم، لأنها ستحتاج أشكال الحياة للمساعدة على تبريد الكوكب لبقائها على قيد الحياة.
&
تطوير نظرية "غايا"
على الرغم من أن لوفلوك يُعتبر من أكثر الباحثين تشاؤمًا في أوساط العلماء، فإن الوقائع العلميّة المعاصرة تدعم إلى حد بعيد رؤيته الدراماتيكية. وهو يواصل في كتابه الجديد تطوير نظرية "غايا" المشتقّة من اسم إلهة الخلق اليونانية التي اعتبرها القدماء الأرض نفسها، والتي تعتبر أن الأرض هي منظومة بيئية واعية ذاتية النظم، أي منظومة دينامية موحّدة وحيّة تتجاوب مع التأثيرات التي تتعرّض لها، وتردّ عليها بما يحافظ على ظروف الحياة على الكوكب.

على الرغم من رفض علماء الحياة هذه النظرية في البداية، فإنها أصبحت الطريقة الرئيسة لتصور الكثير من الناس لكوكبنا.
&
طريقة مبتكرة
تنبع أهمية هذا الكتاب من مكانة لوفلوك العلمية، إذ استطاع هذا الأخير خلال حقبة الستينيات من القرن الماضي مساعدة وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" على ابتكار طريقة للبحث عن الحياة على كواكب أخرى.

كما أحدثت مقالاته العلمية في مجال البيولوجيا والكيمياء والفيزياء ضجةّ في أوساط القراء في السبعينيات، ونالت إعجاب الجمعية الملكية البريطانية.

وبينما جاء معظم اختراعاته من الحدس، وليس من اتباع الخطوات المنطقية من العلم المعروف، يعود اليوم إلى طرح فكرة مذهلة عن إنقاذ أنظمة الذكاء الإصطناعي للبشرية، متحدثًا عن احتمالية أن تسن "السايبورغ" أنواعًا من الهندسة الجيولوجية التي تخفض درجة حرارة الأرض، وهذا ما سيجنّبنا، بنظره، تدمير"غايا" المبدأ الذي يحافظ على التوازن في مناخ الكوكب.
&
&
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إكونوميست". الأصل منشور على الرابط:
https://www.economist.com/books-and-arts/2019/07/25/cyborgs-will-save-humanity-says-james-lovelock
&
&