صدر كتاب نوزاد المهندس "الكرد: بندقية للإيجار أم ثوار حقيقيون" جامعًا فيه نخبة من مقالاته التي نشرها في "إيلاف" بين عامي 2016 و2017.
إيلاف من بيروت: جمع الكاتب السياسي نوزاد المهندس مقالاته التي نشرها في موقع "إيلاف" بين فبراير 2016 وسبتمبر 2017 في كتاب صدر حديثًا، بعنوان "الكرد: بندقية للإيجار أم ثوار حقيقيون" (372 صفحة، طبع في السليمانية)، ليكون ثمرة تجربته الفتية في مجال الكتابة باللغة العربية، ويضم 67 مقالة سياسية واِقتصادية وأَدبية.
من نسج خياله
يتناول نوزاد المهندس في غالبية الموضوعات التي يتألف منها كتابه هذا أُمورًا سياسية وأخرى متصلة بالصراعات بين القوى والقادة والأحزاب في إقليم كردستان والعراق ودول المنطقة والعالم، من وجهة نظره كاتبًا أو مراقبًا سياسيًا أو كادرًا حزبيًا كرديًا في كردستان العراق.
بحسبه، ينبع الكثير من مقالاته من حدث مُهم أو واقعة حدثت في كردستان أو العراق أو دول الجوار، أو يأتي ردًا على مقولات أو مواقف سياسية لقادة الدول ضد الكرد وقضيتهم المشروعة، أو ردًا على الملاحظات أو التعليقات التي يتركها قراء مقالاته والذين يكتب كثير منهم بروحية عنيفة وغير إنسانية وحتى عدوانية تجاه الكرد ومطالبهم المشروعة في تاسيس دولتهم القومية كباقي الشعوب والقوميات العريقة أو الحديثة في المنطقة.
يؤكد المؤلف أن مقالاته من نسج خياله وحسه بالتغيرات السياسية بشأن مصير كردستان وشعبها في الأجزاء الأربعة المقسمة بين تركيا وإيران والعراق وسوريا منذ اتفاقية سايكس - بيكو في عام 1916.
لواء القضية الكردية
في المقالات التي تؤلف الكتاب، يحمل نوزاد المهندس لواء القضية الكردية، منطلقًا من أن الكرد من الأقوامِ العريقة في المنطقة، وهم أصحاب حق مشروع في العيش على أرضهم بجوار القوميات الأخرى من العرب والترك والفرس، وللشعب الكردي الحقوق نفسها من حيث تأسيس دولته المستقلة التي يريدها لاعبًا أساسًا في الساحة السياسية في المنطقة والعالم، ونياته صادقة في بناء مجتمع كردي فاضل وراق ومحب للسلام والأمان، بعيدًا عن الكراهية والحقد وبغض الآخر.
فمن قديم الزمان، لا يعادي الكرد أحدًا، وهم دائمًا وأبدًا ثوار حقيقيون مدافعون ببسالة عن أرضهم وعرضهم، يقاتلون من أجل العيش الكريم بطمأنينة ورفاهية، وبناء مجتمع متقدم حضاريًا. إيمانهم قوي بحقوق الإنسان والديمقراطية والحريات والعدالة الاجتماعية والأخوة بين جميع المجتمعات البشرية في المنطقة والعالم بأسره.
أحلام مشروعة
يأسف الكاتب لأن أعداء الكرد وأعداء الحرية والديمقراطية والسلام من الحكام والأنظمة الحاكمة في المنطقة، خصوصًا الدول المسيطرة على كردستان في تركيا وإيران والعراق وسوريا، يقفون دائمًا في وجه أحلام الكرد المشروعة بتأسيس دولتهم القومية على أرض كردستان، ويعادون المسالة الكردية أينما وجدت في العالم، مع العلم أن حلها يعود بالخير على شعوبهم وأنظمتهم. فمن دون حل حقيقي وسياسي وسلمي للمسالة الكردية، لن تعيش المنطقة بأمان وسلام دائمين، فالكرد لن يتركوا النضال دفاعًا عن مستقبل أبنائهم.
يقول في مقدمة كتابه: "من خلال كتابة مقالاتي، أردت أن أجيب عن الأسئلة الكثيرة والأفكار الخاطئة والفهم غير الصحيح لطبيعة الكرد ومسألتهم وأفكارهم وطموحاتهم المشروعة كباقي شعوب ومجتمعات المنطقة غير الكردية، وأعبّر عن طموحات وأحلام الكرد جميعًا في الأجزاء الأربعة بطريقة إنسانية ومسالمة ومحبة للسلام والأخوة، بعيدًا عن روحية العنف والعدوانية والتعصب القومى أو الديني أو المذهبي تجاه أي قومية أو شعب معيّن بحد ذاته".
خندق أول
واكب نوزاد في مقالاته الحدث السوري. في مقالة له بعنوان "أزمة سوريا.. الخندق الأول للمواجهة بين السنة والشيعة!" (إيلاف، 20 فبراير 2016)، قال إن تدخل الدول سبب مهم في إطالة الانتفاضة وفشل جماهيرها في الوصول إلى مبتغاهم، "وأصبحت الانتفاضة أزمة حقيقية في سوريا والمنطقة، وليس مستبعدًا أن تكون سوريا أول خندق في المواجهة والصراع بين الدول الكبرى من ناحية ومن ناحية أخرى بين دول المنطقة، وخاصة الدول السنية والشيعية المذهب في المنطقة. وفي الوقت الحالى، أزمة سوريا أصبحت في نقطة اللاعودة، وأصبح خط المواجهة الحقيقي والساخن في الصراع الدولى في المنطقة بين الدول السنية بقيادة تركيا والسعودية وقطر من جهة وإيران من جهة أخرى". كما كتب مقالة أخرى فند فيها سر الدفاع الروسي المستميت عن النظام السوري.
الشأن العراقي يطغى على مقالات الكتاب، فمن "لبننة العراق"، إلى "العراق دولة ميليشيات ومحاصصة"، مرورًا بالكرد، طارحًا السؤال الأهم، محور الكتاب: هل الكرد بندقية للإيجار؟.
ثوار حقيقيون
في مقالة بعنوان "الكرد بندقية للإيجار أم ثوار حقيقيون؟" (إيلاف، 13 يونيو 2016)، يقول &إنه يجب التأكيد "مرة أخرى على أحقية الكرد فى العيش بسلام ووئام وأخوة مع شعوب المنطقة كافة بتساوٍ واحترام متبادل تسوده العدالة لكل الأطراف، ولأنهم، أي الكرد، شعب حي وعريق وأصيل فى المنطقة، وليس ضيفًا على الآخرين من شعوب المنطقة، كما يحلو للبعض أن ينعتهم ويصفهم بصفات غير لائقة، لقد آن أوان تحقيق أمانيهم وحلمهم الخالد فى الحرية والاستقلال، جنبًا إلى جنب مع باقي شعوب ودول المنطقة".
كذلك يتناول نوزاد المهندس الشأن التركي، بمقالات ذات عناوين صاخبة: "أردوغان مهرج أم سياسي"، و"الانقلاب العسكري في تركيا فتح أبواب جهنم على مصراعيها"، و"أردوغان الرابح الخاسر"، و"نهاية الحقبة الأردوغانية في تركيا".
كما يتناول موضوعات مثيرة، كالصراع الصفوي – العثماني الجديد في المنطقة، و"داعش السني في خدمة المذهب الشيعي"، وغيرهما الكثير.
&
التعليقات