حلم،

كان أو سيكون

رؤيا السرمد

تراها العيون

بريقا كمثل كريم الجوهر المكنون

فكل المسافات بعده كأنها خطوة

وكل القلوب بعده

كأن لم يصبها قبل قرح

ولا هم كانوا من حياة يحزنون

وحب،

قيل فيه ما قيل

وقليل جدا في ذاك

من هم يعلمون،

وسفهوا أهله نهارا

وسخروا منهم جهارا

ثم هم، وهم آناء الليل،

من فقده جنوبهم عن المضاجع

تتجافى

والدمع يغزو فاتحا

الجراح

والجفون،

ثم هم سرا

في كل آن

به أنفسهم يمنون

.. ثم يزعمون

حصر ما ناء بحصره الكون

عجبا وتبا!

كيف تحكمون؟!

وحزن،

كحر رحيق الألم

رقص على صراط الصبر

منذ يوم البدء

دونما القيامة

كمين الندامة

طفح كيل القهر

صهيل خيل العدى

سغب يوم الملحمة

وحتف،

كوفاء العهد

حين خر الفارس

عند آخر النزف

حين تفلت المعاني منا

بعد آخر الوقف

فلا شفيع لرجاء بعدها

من سالف العهد

وإن ملأت سفنك

دمعا من الدم

حين عاصفة العسف

وحظ،

هي الدنيا، قيل،

وأي حظ!

فثري

على الذقون يضحك

راقصا على جراح الجياع

يأملون.. لربما في الأخرى،

الطعام الموعود بالحض!

فمن أصابوا أعلى السفينة

نالوا،

ومن أصابوا أسفلها

ندبوا من الغم سوء الحظ

وقال الشاعر لأخرقنها

.. ما أجدى الغرق

يغني عن الوعظ!

فحد،

كالمحطة الأخيرة

في آخر السفر

حاجة ماسة إلى الروح

تقي الجسد من أن ينهشه الدود

يُسخِّر الدودَ لذلك ساخرا

القدر

حقيقة ومجازا

وفي أعراف الخصم الحكم

وما كل اللعب سوى

جولة واحدة

وكل الجولة في رمية واحدة

وقوانين القوي دوما سائدة

وآمالنا لم تكن يوما بائدة

نسوء في كل مرة وجه القاعدة

فكيمياء المكان معنا

تري أرواحنا منار الأرض

والطريق النور ترينا

فإذا هي بعد كل حياة

إلى الحياة

تارة أخرى

أريجا إلى حدائق المعنى