تقديم - إيمان البستاني

سنواكب عائلة كارداشيان حوالي عام 1900! كيف استجاب أسلاف (كيم كارداشيان) لتحذير العّراف من المذبحة التي كانت تلوح في الأفق للهروب من الريف الأرميني من أجل حياة جديدة في الولايات المتحدة قبل الإبادة الجماعية للأرمن عام 1915 عندما انتبه جد كيم الكبير (ساغاتيل كارداشيان) إلى نبوءة عرّاف القرية ونجت العائلة بأكملها .....اليوم بعد مائة عام من الفظائع، أصبح أقاربهم البعيدين نجومًا تلفزيونيين بعد أن غادر سلفهم إلى الولايات المتحدة وأصبح سائق شاحنة قمامة ..
كانت العائلة معروفة في ذلك الوقت بأسم (كارداشوف) على الطراز الروسي، وشقت طريقها من قريتها الأصلية (كاراكالي) في أواخر القرن التاسع عشر إلى الموانئ الألمانية. من هناك، سافروا إلى حياة جديدة في أمريكا على متن سفينة ركاب.
من خلال القيام بذلك، نجوا من الرعب الثلاثي للحرب العالمية الأولى 1914 ،و (الإبادة الجماعية للأرمن) التي بدأت في عام 1915 والثورة الروسية في عام 1917.
العائلة الأولى (هوفانيس ميرويان) الرجل كان بطريرك كنيسة زوجته (لوسياغ تشورباجيان) المولودة عام 1853 والظاهرة في الصورة التي تحمل طفلا وبجانبها أخر. هرب الزوجان مع ابنتهما (فارتانوش ميرونيان) المولودة عام 1886، في أوائل القرن العشرين بناءاً على نبوءة العراف .
فارتانوش تزوجت وانجبت ابنة شقراء مميزة (هايغوهي أراكيليان) المعروفة باسم هيلين، التي ولدت في أمريكا عام 1917، وهو العام الذي هزت فيه الثورة البلشفية الإمبراطورية الروسية

التقت هيلين ب (آرثر) من عشيرة كارداشيان و آرثر هو ابن (تاتوس) الذي وصل مع زوجته ايضاً الى امريكا و افتتح شركة لجمع القمامة في لوس أنجلوس... ليعيل عائلته وليصبح ولده (آرثر) مديراَ لأكبر شركة لتعبئة اللحوم في جنوب كاليفورنيا.
مصاهرتهما أصبحت عائلة كارداشيان واحدة من أكثر العائلات نفوذاً في أمريكا. وأشهرها (كيم) الممثلة التلفزيونية والعارضة الأمريكية الشهيرة التي اختارت، في الذكرى المئوية لأبادة الآرمن، زيارة أرمينيا لأول مرة. أسلوب حياتها الفخم، والمنازل الباهظة الثمن التي تسكنها، وجيش من المتابعين الذين يعلقون عليها في كل تغريدة، والزواج من نجم موسيقي لم يكون كل هذا موجودًا فيما لو تجاهل أسلافها تحذير نبوءة العّراف الصبي.

تقول الحكاية أنه في 1850، صاغ (إفيم كلوبنيكين) البالغ من العمر 11 عامًا توقعات مروعة على الرغم من كونه أميًا على ما يبدو.
تنبأ الصبي بقوله : أولئك الذين يؤمنون بهذا سيذهبون في رحلة إلى أرض بعيدة، بينما يظل الكفار في مكانهم. سيذهب شعبنا في رحلة طويلة عبر المياه العظيمة والعميقة ... سيذهب الناس من جميع البلدان إلى هناك. ستكون هناك حرب عظيمة. سوف يسفك كل الملوك الدماء كالأنهار الكبيرة. ستغادر باخرتان لعبور المحيط غير السالك.
في السنوات الأولى من القرن العشرين ، جدد إفيم التحذير الذي وجهه إلى المؤمنين في كاراكالي عندما كان طفلاً ، قائلاً إن هاجسه قد بدأ الآن. و دعا إفيم إلى اجتماع كل كبار السن من جميع قرى مولوكان بما في ذلك شيخا كنيسة مولوكان الأرمنية. لقد تنبأ أن هذا هو الوقت المناسب لمغادرة روسيا حيث هناك أوقات عصيبة قادمة، خاصة بالنسبة للأرمن.
لكن هذا العراف الشاب أشار أيضًا إلى أنه لا ينبغي أن يتوقفوا عند هذا الحد ، بل يجب أن يتوجهوا إلى الساحل الغربي. وجههم نحو لوس أنجلوس.
قال ايضاً إن أمريكا "أرض الأحياء" بينما المجازر الجماعية ستبتلع وطنهم. بحكمة، حثهم على التحرك بسرعة - كما سيفعل هو نفسه - وحذر: "ستغلق الأبواب ، وسيكون مغادرة روسيا مستحيلاً". باع العديد من العائلات منازلهم وأراضيهم بأسعار زهيدة ، هربوا ببساطة من الأهوال القادمة.
لكن الكثيرين تعرضوا للاستهزاء عندما غادروا كاراكالي ، وسخر الباقين في ديارهم من المهاجرين لأ يمانهم بنبوءة الهلاك القادم.
بشكل مؤثر ، كانت القرية تقع في ظل جبل أرارات البركاني الرائع، الذي يُفترض أنه المكان الذي رست فيه سفينة نوح عندما واجه العالم كارثة الطوفان، وهي حقيقة قادت بعض الأرمن إلى الاعتقاد بأنهم سيكونون آمنين في قريتهم دون الحاجة لمغادرتها .ومع ذلك، فإن كل من بقوا في كاراكالي دفعوا حياتهم ثمناً للأبادة .
قالت الباحثة (مارجريت سيبنيوسكا) واصفة الرحلة : تم تكديس ركاب الدرجة الأولى معًا مثل البضائع في الأسفل . هروبهم من شأنه أن ينقذ حياتهم بلا شك بينما العالم غارق في الحرب، وروسيا محاصرة بالثورة، تحركت قوات الإمبراطورية العثمانية على المنطقة والتي أصبحت متورطة فيما يعرف باسم الإبادة الجماعية لأرمينيا ومذابح الأرمن ومحرقة الأرمن.
تختلف التقديرات ، لكن يُزعم أن ما بين مليون إلى 1.5 مليون شخص لقوا حتفهم في عمليات القتل الجماعي بين عامي 1915 و 1923.
ترفض الحكومة التركية قبول تسمية "الإبادة الجماعية" ، على الرغم من اعتراف العديد من المؤرخين والمنظمات الدولية وما يقرب من عشرين دولة بهذه التسمية.
اما حكاية العرْاف الصبي الذي انقذ بنبوئته شعبه الآرميني. كان (إفيم جيراسموفيتش كلوبنيكين) عرافاً ذا سمعة طيبة. استخدمه الله لإنقاذ جيل كامل من المسيحيين الأرمن والروس. لا يُقال أو يُكتب إلا القليل عن هذا الروسي والكل كان يراه كبطل غير معروف
من مواليد 17 ديسمبر 1842 في تامبوف ، تامبوف ، أوبلاست ، روسيا. ابن جيراسيم كاربوفيتش كلوبنيكين وأنيا إيونوفنا (نوفيكوف) كلوبنيكين. كان الثالث من بين 10 أطفال يتألفون من 5 أولاد و 5 فتيات. أمر القيصر والده مع كثيرين آخرين بالخروج من قلب الإمبراطورية الروسية ، حيث اعتبر أن شكلهم الكاريزماتي للمسيحية يمثل إحراجًا لمملكته. لذلك قبل عامين من ولادة إفيم، هاجر والديه الأتقياء بمرسوم ملكي إلى أرمينيا مع أتباع العنصرة الآخرين الذين سرعان ما بدأوا في ممارسة نفوذهم في الأمة المسيحية في أرمينيا.
تنبأ إفيم عندما كان صبيًا في الثانية عشرة من عمره، كان إفيم كلوبنيكين يسلم نفسه لفترات طويلة من الصلوات ، أيام تستمر ليلاً ونهارًا لمدة تصل إلى 8 أيام مع الصوم. كان الصبي أميًا. ومع ذلك ، وبينما كان يصلي، طُلب من الطفل الصغير بإيحاء روحاني أن يذهب إلى والديه ، ويطلب قلمًا وورقة ويكتب جميع العلامات والشخصيات على هذه الورقة
خرج إفيم جيراسموفيتش مطالبًا بتلك المطالب الغريبة. ألزمت والديه المرتبكون، وبعد ساعات عاد الصبي الصغير من خزانة الصلاة بالورق وتعليمات مكتوبة جيدًا باللغة الروسية المثالية. أكد لوالديه المتسائلين أن الله قد أعطاه رؤيا بخط جميل على ورقة خرجت من السماء و حذره الرب من أن الحروب والخراب والاضطهاد العظيم قادم. وحذر من أن المسيحيين في أرمينيا وروسيا يجب أن يفروا في الواقع.
كانت تلك كلمات طويلة وغريبة قادمة من طفل بالكاد يبلغ من العمر 11 عامًا لم يأكل ولم ينم لمدة 8 أيام كاملة! قرر والديه الأميين أن يعطي هذه الملاحظة أو الرسالة ذات المظهر الغامض إلى شخص يمكنه القراءة أو الكتابة لمعرفة ما إذا كانت تعني أي شيء. لم يتفاجأوا عندما وجدوا أن المذكرة تحتوي على النبوءة الدقيقة التي تلقاها إفيم شفهياً ولكن كان هناك المزيد ....
كان السادة الذين قرأوا الملاحظة التي كانت مكتوبة بأحرف روسية مثالية في حيرة من أمرهم لرؤية خريطة مرسومة في التعليمات. لم يكن هناك شك في ذلك!. وقال آخرون مستهزئين: "إنه مجرد هلوسة! ما رأيك في صبي في العاشرة يمضي وقتًا طويلاً دون طعام أو نوم! الجنون!" لكن هذه لم تكن كتابات مجنون! لكنه انقذ قرية (كاراكالي) وأصبح كلوبنيكين أشهر مواطن! أطلق عليه لقب "النبي الصبي" ، وهي بطاقة حملها حتى السبعينيات من عمره وتوفي معها في لوس أنجلوس عام 1916.

ملاحظة:
الصورة بالبني والأبيض - الجدة الكبرى لكيم (لوسياغ تشورباجيان) المولودة عام 1853 زوجة البطريرك (هوفانيس ميرويان) مع طفلين
الصورة بالأسود والأبيض - (آرثر) من عشيرة كارداشيان ابن تاتوس صاحب شركة لتعبئة اللحوم في جنوب كاليفورنيا و زوجته (هيلين) ابنة فارتانوش حفيدة (هوفانيس و لوسياغ ) ويظهر الأبن الأصغر هو (روبرت) المحامي والد كيم. هيلين و آرثر كان لهم أبناء كما في الصورة المرفقة حيث الأبن الأصغر هو (روبرت) المحامي الشهير الذي توفي بسرطان المريء في عام 2003، والد أكبر نجوم تلفزيون في القرن الحادي والعشرين كورتني وكلوي وروبرت جونيور وأشهرهم كيم