مسرحية الانسان الطيب في ستزوان للكاتب الالماني برتولد بريخت شاهدت هذه المسرحية وبمعالجة اخراجية وتفسير جديد لمخرجين ومخرجات من عدة فرق مسرحية سويدية من المسرح الملكي دراماتن في ستوكهولم ,ومسرح مدينة ستوكهولم ومسرح مدينة اوبسالا ,ومسرح الشعب ومسرح مدينة مالمو,البعض من العروض توقفت بسبب جائحة كورونا,على مدى سنين قبل جائحة كورونا والعزلة القسرية ,كانت الحياة طبيعية كنا نسافر لغرض مشاهدة العروض المسرحية والاوبرا والباليه والرقص الحديث ,يقول بريخت " ان الطيبة طبيعية في الانسان , اما القسوة فانها تتطلب جهودا كبيرة. غير ان ثمن الطيبة في عالم كعالمنا, غالبا مايكون مرتفعا" وعلى وفق هذه الفرضيه , تحكي قصة المسرحية زيارة ثلاثة من الالهة الحكماء الى الارض, بحثا عن انسان طيب. ليثبتوا انه مازال هناك اناس طيبون, ومازالت هناك طيبة تغمرهم. فيقابلهم (السقا) ويرحب بهم, ويسعى في البحث عن مكان لمبيتهم , اذ انه هو شخصيا بلا مأوى, ويبيت بالقرب من النهر. بيد ان سكان المدينة يرفضون استضافة الالهة, لا سيما الاغنياء منهم. ولا يوافق سوى امراة مومس هي (السيدة) ,وتقديرا لها على موقفها هذا , تمنحها الالهة مبلغا من المال يساعدها على شراء دكان صغير (كشك) لبيع السكائر. وما ان تفتح الدكان حتى ينهال عليها عدد من المحتاجين طلبا للمساعدة. فمنهم من يطلب الطعام, ومنهم من يطلب السكن في الدكان. منهم من يحتاج المساعدة فعلا , لانه عاطل بلا عمل, ومنهم المتطفل الفضولي الذي يحب العيش عالةً على غيره. ومن بين هؤلاء (شاب) تنقذه (السيدة) من محاولة الانتحار. تحبه وتقع في غرامه, معتقدة انه يبادلها نفس المشاعر وتكتشف انه يستغلها من اجل تحقيق مآربه وللخلاص من هذا الوضع المزري الذي آلت اليه, تظطر الى الادعاء بان لها (ابن عم) سياتي وينقذها مما هي فيه. ولتنفيذ هذا الادعاء تبدل هيئتها الى شخصية (ابن عمها) بين فترة واخرى , لحماية نفسها من الاستغلال. فشخصية (ابن العم) على العكس منها قاسية لاترحم, تعيد بواسطتها كل اموالها التي انفقتها في عمل الخير, بعد ان تنشيء معملا صغيرا لصنع السكائر تستغل فيه طاقة هؤلاء الذين لجاؤا اليها في باديء الامر ابشع استغلال مسرح مدينة ستوكهولم: الرجل الطيب في سيزوان تلميح. ما هو ثمن الخير؟ هل من الممكن أن نحيا حياة طيبة دون أن نهلك؟ يأتي ثلاثة آلهة إلى سيزوان للبحث عن رجل صالح تمامًا ، والذي تمكن هو أيضًا من أن يعيش حياة كريمة. إذا كانت موجودة ، فقد لا يكون الخلق خاطئًا تمامًا يبدو أن العاهرة شين تي (سيلا ثوريل التي تلعب دور شوي تا أيضًا) هي امرأتهن ، وبواسطة الآلهة تحصل على رأس مال مبدئي لمتجر تبغ ليتمكن من بدء حياة جديدة لكن هذه الحياة لن تكون سهلة على الإطلاق. يسعد الشخص الطيب أن يستخدمه الآخرون. كثيرون هم الأشخاص الذين أصبح لديهم فجأة بعض المعاملة بالمثل ليطالبوها بها. لكي لا تكون معدمًا تمامًا تضطر شين تي إلى الانقسام إلى قسمين وخلق الأنا المتغيرة العنيد ابن العم شوني تا . في مسرح مدينة ستوكهولم ، تُروى القصة بالزي اليومي ومع رؤية المثل العليا لبريخت, فيرفريمدونج بشكل واضح على المسرح ممثلون غير مشاركين يجلسون في مقهى صيني أمام المسرح ويشاهدون المسرحية ، والمطالبات المتعمدة تجعلنا نتخلص منالوهم ، كما يفعل بائع المياه وانج (ليف أندريه) الذي غالبًا ما يحول خطوطه مباشرة نحو الصالون تدافع الآلهة الثلاثة عن الخير ، لكن لا تريد بأي شكل من الأشكال تحمل مسؤولية معضلة الخير. ينكسرون بشكل متزايد يتجولون حول الأرض ويريدون في الغالب أن يلجأوا إلى الأعلى ، حيث أتوا بشكل عام هناك حشد مأساوي إلى حد ما من الناس الذين يملأون المسرح. لكن في مجموعة لينوس تونستروم ، تصبح المأساة لحسن الحظ كوميدية وخيالية. يقوم الممثلون بتشغيل سجلاتهم بالكامل ، وبالتالي كشف المشكلة التي يتعين علينا جميعًا مواجهتها المشكلة كما هو الحال في عصر الفضائح وعصر المشروبات الروحية اليوم ليست ذات صلة أبدًا: كيف نحافظ على الروح المعنوية في عالم يتثاءب فيه الجميع بجشع للحصول على المزيد؟هل يمكنك أن تكون جيدًا في عالم شرير؟ ما زلنا نفكر ، ليس الأمر بشكل مباشر كما لو أن الزمن قد هرب من بيرتولت بريخت وكأننا انتهينا من كيفية التعايش مع التضامن والكرم في عالم تأكل فيه الأسماك الأسماك. لا يزال الدخان المنبعث من مداخن المصانع يسمم رئتي الأطفال الأشد فقراً لم يكن الكاتب المسرحي للتلميحات الدقيقة ولم تكن مجموعة ايفا داهلمان من مسرحية الانسان الطيب في ستزوان دقيقة. قصة الفتاة المسكينة شان تي التي أتيحت لها الفرصة لخلق حياة أفضل ، بشرط أن تظل الرجل الصالح ، الشخص الوحيد الذي وجدوه في مدينة سيزوان. ولكن من أجل البقاء على قيد الحياة بنفسها ، فإنها تضطر للعب الزوجي ، والعبث والبدء في استغلال الآخرين. تتقدم لو كاوبي للأمام ، بثبات على الأرض على الرغم من الكعب العالي وأمام دورها القيادي المزدوج مثل شين تي الطيبة وابنة عمها الخيالية القوية شوي تا مع الوضوح الذي يقنع.من حولها ، يتجول الفقراء والضعفاء ، الذين يرتدون ملابس فضفاضة إلى حد ما إلى أكثر أنواع القمامة البيضاء مبتذلة ، يرتدون قبعات سائق الشاحنات ومعدن رقيق وشعر أشعث.إنه أمر ممتع في بعض الأحيان مع تلك الأنواع ، على سبيل المثال ، يقوم ماتياس سيلفيل وانيا ليلا اندرسون بإنتاج فتات قاسية ولكنه أيضًا يجعلني أفكر في مكان الضحك ولماذا تم إنتاج هذا الكتلة المسببة للتآكل. وماذا يفعل الأطفال الممثلين في أدوار البغايا في مشهد هامس؟ هل هم مجرد علامة صغيرة: انظروا ما مدى صعوبة هذا العالم؟لا يزال نفس النوع من صمم النغمات مستعجلاً مثل دالمان ، كما كان ثعبان البحر من خلال هذه الدراما المعقدة والتي يصعب لعبها ، ولكن دون أن يقرر عدم المضي قدمًا في الحلم برسالة أيديولوجية حول استحالة الإنسانية الفردية في عالم رأسمالي ، أو اتخذ الخطوة بالكامل في الاتجاه الآخر وفكك واكسر هذا النص الذي يفتح في اتجاهات كثيرة.يصبح كما كان بلا روح ، سلسلة من الحلول السهلة أن يلفت نظر الجمهور الى قضية فلسفية بلا شك حول الخير والشر مسرحية بريخت الانسان الطيب في ستزوان ذات طابع صيني وتعالج حياة بائعة الهوى شين تي طيبة القلب التي رضيت عنها الآلهة . لكن كلما كثرت الاعمال الخيرة من شين تي عادت عليها بالمزيد من المشاكل. أخيرا قررت أن تصبح شخصا آخر تماما وتحولت الى شخصية أخيها شوي تا الصارمة, ليس سهلاً أن تكون إنساناً طيباً على الدوام. فالطيبة المطلقة ثمنها باهظ، وعليك أن تدفعه، بخاصة إذا كنت تحيا وسط عالم يعتبر الطيبة نوعاً من الضعف أو السذاجة، ويسعى إلى التهام صاحبها، والعالم، منذ الأزل وإلى الأبد قراءة نص بروتولد بريخت "الإنسان الطيب في سيتشوان" الذي كتبه ما بين عامي ١٩٣٨-١٩٤٠ ، وهي بالتأكيد ليست قراءة نهائية أو وحيدة فثمة قراءات أخرى يمكن تقديمها للنص، وتلك طبيعة النصوص المهمة والكبرى التي تتعدد قراءاتها ودلالاتها, إلى ثلاث شخصيات أسطورية فحسب. ولم يقترب من إنجاب البطلة "شن تي" من حبيبها من دون زواج، وإن قدَّمها كبائعة هوى وفي شكل عابر لا يكاد يلحظه المشاهد. لكن ذلك لم يؤثر في جوهر الدراما، الذي جاء متماسكاً في شكل ملحوظ. تأتي الشخصيات الأسطورية إلى إحدى القرى الصينية بحثاً عن إنسان طيب. يستعينون بسقَّاء القرية ليدبر لهم بيتاً يسكنون فيه، لكن جميع السكان يرفضونهم، باستثناء "شن تي" التي تمارس البغاء لتدبر حاجاتها وعلى رأسها إيجار البيت الذي تقيم فيه. يعتبرها القادمون إنسانة طيبة على الرغم من محاولتها نفي ذلك،ويمنحونها مبلغاً من المال تشتري به دكاناً لبيع السجاد (في النص الأصلي دكان لبيع التبغ) لكن الجميع، من فرط طيبتها، يحاولون استغلالها في شكل سيء، بمن في ذلك صاحب البيت الذي استأجرت منه الدكان، والحبيب الذي كان يعمل طياراً واستغنوا عنه ويحتاج مبلغاً من المال لكي يعود إلى عمله. وهكذا تجد نفسها مستنزفة، فقط لأنها طيبة، ما جعلها تضع قناعاً على وجهها مدعية إنها ابن عمها، ولتمارس قسوتها على مجتمعها، عبر هذا القناع، وتكتشف أن الطيبة الكاملة محض هراء أو خيال أو هي المستحيل المشاهد يدرك ما يحدث، وهو ما كان المخرج حريصاً عليه، فهو دائماً ما يوحي للجمهور بأننا أمام لعبة مسرحية لنخرج منها في النهاية بمغزى ما أو إن شئت الدقة، بسؤالٍ ما حول ماهية الطيبة، وهل هناك خيرٌ مطلق وشر مطلق، أم أن الحياة تحتاج الاثنين معاً؟الحكاية في الأصل صينية. والأجواء على المسرح صينية، من الديكور الى الملابس الى الأقنعة حتى الموسيقى لكن العمل بريختي خالص. بل هو بريختي ينتمي الى لغة المسرح الخالصة, بعدما قدم بصفته واحداً من الاعمال القليلة لسيد المسرح الألماني الحديث في القرن العشرين، الذي يقدم كدراما نثرية خاصة بعيداً من تلك الاجواء الموسيقية التي كانت غالباً ما تغلف أعمال برتولد بريخت
والحكاية التي نتحدث عنها هنا هي مسرحية «الانسان الطيب من ستشوان» (والمعروفة ايضاً باسم «امرأة ستشوان الطيبة») التي انطلق بريخت في كتابتها من سؤال يبدو أنه كان يلح عليه منذ زمن طويل: كيف يمكن المرء ان يكون طيباً دمث الأخلاق رقيقاً، وهو يتعرض في كل يوم ولحظة الى ضغوطات عالم مملوء بالفساد والمفسدين؟سؤال جوهري لم يكف الأدباء والفنانون عن طرحه، وربما كان آخرهم المخرج السينمائي الدنماركي لارس فون تراير، الذي لم يطرحه فقط، بل قدم ايضاً اجابة ما، شديدة القسوة، عنه في نهاية فيلمه «دوغفيل». ولكن حين كتب بريخت تلك المسرحية، كان السؤال هو الأساس، لا الجواب. ومن هنا تلك النهاية شبه المفتوحة في مسرحية لعلنا لا نتجاوز الحق، اذ نقول انها واحدة من أعمق المسرحيات الإجتماعية التي كتبها برتولد بريخت في مساره الإبداعي الذي كان من أقوى ما عرفه القرن العشرون في مجال المسرح على الأقل تتمحور حكاية المسرحية - ونبدأ بها لأن هذه الحكاية تبدو لنا العنصر الأهم في العمل ككل - من حول ثلاثة «آلهة» - على الطريقة الصينية القديمة - يزورون كوكب الأرض بحثاً عن «انسان طيب» بين سكانه. في الأصل كان ثمة رهان بينهم من حول وجود أو عدم وجود مثل هذا الانسان. واستقر بهم الرأي على انه، اذا كان موجوداً، فإن وجوده نادر بالتأكيد. من هنا، لا بأس ان يكون هناك مسعى للعثور عليه. وعلى هذا النحو يهبط «الآلهة» من عليائهم ويبدأون على الأرض جولة تقودهم الى مدينة ستشوان الصينية. وهناك يقابلهم سقاء فقير، يعتاش من حمل المياه وهذا السقاء البسيط، على رغم فقرة، ومن دون ان يعرف هويتهم حقاً في البداية، يبادر من فوره الى العثور لهم على مأوى بيد ان كل سكان المدينة يردونه على أعقابه رافضين ايواء أي غريب على رغم غناهم. وفي النهاية وبعد محاولات تكشف نفسيات السكان، ترضى باستقبال وايواء الغرباء العاهرة شن - تي، التي تقابلهم بقلبطيّب... وهم كمكافأة لها، يمنحونها في النهاية مبلغاً من المال يمكنها من شراء دكان للتبغ تعتاش به، بدلاً من مواصلة مهنتها المذلة. لكنها ما إن تفتح الدكان حتى تجد نفسها محاصرة بكل انواع الطفيليين والسائلين والطامعين. ما يجعلها، لحماية نفسها خصوصاً ممن يعرفون ماضيها، تضع على وجهها قناع رجل ذكر، ما يمكنها من ان تزعم انها ابن عمها شوي - تا. وعلى هذا النحو تصبح الفتاة بديلة لنفسها. وتحرص على ان يبدو «ابن العم» قاسياً جلفاً لا يرحم. غير أنك اذ تكون طيباً مرة، ستظل طيباً الى الأبد... ولأنك طيب، ستقابل كل تصرفاتك بالغدر والنكران. وشن - تي، تجد نفسها في وضعيتها الجديدة، قادرة حقاً على اختبار هذا الواقع. فهي ذات يوم تنقذ من الانتحار طياراً عاطلا من العمل يدعى يانغ سون. أما هذا، فإنه اذ يكتشف ان شن تي وقعت في غرامه، يزعم مبادلتها الغرام، لمأرب في نفسه من طريقها وبفضل «ثروتها» الجديدة، يمكنه ان يدفع رشوة لمن سيعيده الى عمله السابق. وهكذا، من دون ان تدرك شن - تي، نياته تجاهها، تجد نفسها منساقة وراءه فيما يتمكن هو من الحصول على ما يريد منها... بل إن ذلك ينتهي به الى تحطيمها، حيث ان شن تي تحمل منه واذ تكتشف هذا الحمل وترزق بولد، تتحول الى نمرة حقيقية وتقسم، انها من الآن وصاعداً ستدمر من يحاول ان يسيء الى صغيرها. وفي الوقت نفسه يكون ابن العم شوي تا، أي شن تي تحت قناع، قد تمكن من انقاذ الثروة بفضل انشاء مصنع للتبغ تتحقق أرباحه من طريق استغلال العمال بأبشع ما يكون... وازاء هذا الواقع الجديد، وفيما شوي - تا، يدير المصنع بيد من حديد تختفي شن تن. وهذا الاختفاء يثير الشكوك وخصوصاً شكوك حمال الماء الفقير الذي يبقى على اتصال بالآلهة الثلاثة. وهكذا يظن ان شن تي قد قتلت، وتتحول الظنون الى وأرادت ذلك، يتركون المحكمة عائدين الى ملكوت هدوئهم وراحة «ابن العم» الذي يمثل امام القضاء بتهمة قتل شن - تي. أما قضاة المحكمة الثلاثة، فهم الآلهة المرسلون انفسهم. من هنا سيكونون هم أقل المستغربين حيث تنزع شن - تي، خلال المحاكمة، القناع عن وجهها معلنة عن حقيقة هويتها. مؤكدة ان أحداً لم يقتلها: كل ما في الامر انها نحّت الجانب الطيب من شخصيتها جانباً، لكي تأخذ حقها بيديها. وطبعاً يدهش الحاضرون اذ يكتشفون هذا. أما «القضاة» فإنهم، اذ أدركوا ان شن - تي، على رغم انها «أطيب انسان في العالم»، قادرة على تدبير أمورها بنفسها، ان وعتها كتب برتولد بريخت هذه المسرحية بين العامين ١٩٣٨ -١٩٤٠ أي في الفترة نفسها التي اندلعت فيها الحرب العالمية الثانية وأراد منها ان تكون من ناحية، أمثولة أخلاقية، ومن ناحية ثانية عملاً سياسياً فيه دعوة مبطنة الى الفعل والتحرك، بدلاً من الجمود عند فكرة «من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر»... وتتوسط هذه المسرحية، بدلالاتها، كما بتاريخ كتابتها، عمل برتولد بريخت الذي تواصل، مسرحاً وشعراً ونقداً ونشاطاً سياسياً، بين ألمانيا وشمال أوروبا وأميركا، طوال ثلث قرن، شهد بعض اعماله المعتبرة من اهم كتب للمسرح في القرن العشرين، مثل «دائرة الطباشير القوقازية» و «أوبرا القروش الثلاثة» و «أيام الكومونة» و «رؤى سيمون ماشار» و «الام كوراج»... وغيرها من اعمال صنعت بريخت ومكانته المهمة,من نكون بلا إيمان؟ الإيمان بالله أو بالقدر أو بالخير أو بالشر أوبالأخلاق. لكن هل الإيمان ضروري حقًا لوجودنا؟ ماذا لو كنا أكثر سعادة بدون؟بائع المياه وانغ ينتظر الإنقاذ. تتميز المدينة التي يعيش فيها بالبؤس والمعاناة ، وقد وضع أمله للآلهة. عندما تظهر الآلهة أخيرًا ، تخيم الآمال في العثور على رجل صالح ، شخص واحد ، ينقذ البشرية. ولكن ربما يمكن أن تكون الفتاة المسكينة شين تي هي التي يبحثون عنها؟ هي التي لا تدير ظهرها أبدًا لشخص محتاج. تكافأ الآلهة الفتاة بنس واحد. لذلك ، تشتري لنفسها متجرًا صغيرًا للتبغ وتأمل أن تفعل الخير معه.لكن هل ستتمكن من الاحتفاظ بصلاحها في عالم قاسٍ بثروتها المكتشفة حديثًا؟مسرحية الانسان الطيب في ستزوان المسرح الكبير مسرح مدينة ستوكهولم ,تبدأ المسرحية ببائع المياه وانغ وهو يشرح للجمهور أنه موجود في ضواحي المدينة في انتظار الوصول المتوقع للعديد من الآلهة المهمة. تصل الآلهة وتطلب من وانغ ترتيب مأوى لهم طوال الليل. لقد سافروا لمسافات طويلة ، ولكن عبثا. لم ينجحوا في العثور على شخص صالح ولكن قوبلوا بالجشع والشر والخداع والأنانية. بنفس الطريقة يتم التعامل معهم من قبل الجميع في سيزوان. لا أحد لديه الوقت أو الوسائل لرعاية أي شخص آخر - باستثناء الفتاة المسكينة الشابة شين تي التي لا تدير ظهرها لرجل محتاج يكافأ شين تي على كرم ضيافته ، والتي تعتبرها الآلهة علامة على الخير. لقد قدموا لها متجرًا صغيرًا للتبغ كهدية ، ولكن يقصدون أيضًا أن تكون بمثابة اختبار: هل تستطيع شين تي الحفاظ على صلاحها على الرغم من ثروتها المكتشفة حديثًا؟ إذا نجحت في المهمة ، ستستعيد الآلهة إيمانها بالإنسانية ومع ذلك ، فإن كرم شين تي وكرمها رد على نفسها. سمحت لعائلة فقيرة بالعيش في المتجر وسرعان ما تفلس الشركة. يتم استدراج اللصوص هناك ، مما يعني أن الشرطة تبدأ في مراقبة الصفقة تسمح شين تي لابن عمها الذكر شوي تا بتولي العمل لإنشاء شركة. ومع ذلك تم إنشاء ابنة العم هذه بنفسها ، بمساعدة ملابس رجالية وقناع وصوت جهير ذكوري ، وهي ترتدي دور شوي تا. يصل ابن العم إلى المتجر ويوضح أن شين تي قد غادرت المدينة مؤقتًا في رحلة قصيرة وألقى بأدب ولكن بحزم الطفيليات واستعاد النظام في متجر التبغ تظهر شوي تا فقط في المواقف اليائسة حقًا في البداية ، ولكن أثناء العمل ، عندما تجد شين تي صعوبة في تلبية مطالبها والوفاء بالوعود للآخرين ، تستخدم مساعدة ابن عمها لفترات أطول. في النهاية ، يبدو أن شخصيته تبتلع وتستحوذ على شخصيتها. شين تي ناعمة ورحيمة وعاطفية على عكس شوي تا التي هي غير حساسة ومعقولة ، وحتى شريرة. يبدو أنه الشخص الوحيد الذي تمكن من البقاء على قيد الحياة في العالم الذي يعيشان فيه. في وقت قصير ، حول متجرها البسيط إلى مصنع تبغ كبير به العديد من الموظفين ، وكان هو نفسه دافعًا قويًا في النهاية تم الكشف وتقديمها إلى العدالة من قبل السكان المحليين. كقضاة ، ظهرت الآلهة مرة أخرى بشكل مدهش. إنهم يواجهون معضلة خلقها تدخلهم الإلهي الكامل: أن الأعمال الصالحة كانت ممكنة فقط من خلال الأفعال الشريرة في نهاية المسرحية ، يتم إعطاء المتفرجين مسؤولية إيجاد حل لمشاكل المسرحية التي لم يتم حلها. كيف يمكن للإنسان الصالح أن يعيش في الخير في عالم معظمه شرير؟ يريد المؤلف من المشاهد أن يشكك في المجتمع الحالي وأن هذا يحتاج إلى تغيير جذري. هل يهم إذا كنت جيدًا إذا لم يكن ذلك مهمًا؟ هل كنت شخصًا جيدًا اليوم؟ نعم ، أنا أتحدث إليكم. هل سمعت قصة الرجل الطيب في سيزوان؟ إنه ما يسمى بالكلاسيكية الحديثة ، وهو الذي يضع إصبعك على الوقت الذي نعيش فيه. كما تعلم تخطو إلى المسرح وفي الخطوة التالية تخرج إلى الشارع تنظر حولك وتعتقد أن هذا العالم يزيل سماتك البشرية خطوة تلو الأخرى. ماذا يهم إذا كنت جيدًا في حين أن الكثير من الأشخاص المهمين ليسوا كذلك؟ تذهب لترى مسرحية عن إلهين يتنازلان عن متجر تبغ إلى الشخص الجيد الوحيد الذي يعثران عليه. الرجل الصالح جيد لكل من يقابله. كشكر لك حاولوا سحبها بعمق. ماذا تعتقد أنها يجب أن تفعل؟هذه المسرحية لا تتركك بمفردك ، لذلك إذا كنت تشعر بالضيق يمكنك حجز المقاعد في أعلى الصالون. الرجل الطيب في ستزوان تدور حول شين تي الشابة الطيبة بفضل لطفها ، يتلقى متجرًا صغيرًا للتبغ كهدية من الآلهة. لكنه أيضًا اختبار. هل من الممكن أن تستمر في أن تكون جيدًا ومضحيًا عندما تتعافى ويكون لديك عمل يجب أن يكون مربحًا؟ بشكلمناسب ، يظهر ابن عم للمساعدلكن أين هي؟ شوي تا متهم باختطاف ابن عمه. يتم استدعاء الآلهة للحكم على الأمرة ، وهو أقل تواضعًا. لكن أليس ابن العم مشابهًا جدًا لشين تي؟ واحدة من أكثر المسرحيات الساخرة لبريخت جدية تُعرض لأول مرة وهي ترتدي بدلة يومية ومعدات بوب وبعض علامات الاستفهام الجاد أولا. الآلهة الذين نزلوا إلى الأرض ليجدوا رجلاً صالحًا ووجدوها أيضًا في فتاة الفرح شين تي التي تنفق السماء عليها الآن ما يكفي من الأجور لشراء متجر للتبغ إنه أمر مثير للسخرية شين تي بالكاد في الخروج حتى يتم تعيينها عن طريق التسول. وهي تقبل بلطف بجانب التعرض لأنه في المجتمع الرأسمالي ، الخير يهدد الحياة. عليها أن تجد ابنة عمها شوي تا الذي يمكنه حمايتها. حتى ضد يانغ سون المحبوبة التي تريد أموالها فقط ثم لاحظت شين تي أنها حامل. تسافر وتتحول مرة أخرى إلى شوي تا لترتيب كل شيء. بناء مصنع للتبغ. من أجل الكفاءة ، وظف بجد يانغ كرئيس عمال بهذه الطريقة وغيرها ، تزداد ثروات شين تي أخيرًا ، أدركوا أن شين تي على قيد الحياة (مثل جميع الآلهة ، هم أغبياء بعض الشيء) ويريدون الصعود إلى سماواتهم دون إجابتها على سؤال حول ما يمكن للمرء أن يفعله جيدًا في العالم هل يجب أن يتغير الناس أم العالم؟, بصفته ماركسيًا جيدًا ، يعتقد بريخت أن العالم المتغير يجلب أناسًا جددًا ولكن ما رأي الجمهورإنه بريخت باختصار. الجدية والمرح. من الصعب على الممثلين الارتقاء إلى مستوى. لما لا يشترط هنا دقة الضوء في العمل المسرحي! من اللعبة المسحوبة التي يجب أن تعطي المشاهد منظورًا لما يحدثالاحتراف موجود في الممثلين في المسرح, لكنها ليست حادة وسريعة. على العكس من ذلك هو قصة مروية بكثرة , "الديكور الصيني" الحديث مع ستارة خضراء صناعية تتسارع باستمرار ذهابًا وإيابًا أمام سقالات وإمدادات "بريشتيان". وكأنهم هم من يمسكون بمفتاح "مسرح الإزالة" كل هذا بعد ذلك شاهده ضيوف المقهى "الصينيون" والذين بدورهم نشاهدهم من قبلنا ,سخرية مزدوجة تستهلك نفسها بنفسها لكن الفصل الثاني يمكن استيعاب المزيد من المرح. يأتي وانغ (أندريه) الودود بذكاء إلى يمينه ويضحك الآلهة (بيرسون وإكلوند وبانزينبوك) وتندهش من اكتشافاتهم البالية. يمكن رؤية يانك سون بملف شخصي قوي وغناء البوب ,​​ يصبح شو فو شخصية مجتهدة بشكل رائع في محيط الدراما بنفسها
نبذة تأريخية عن هذه المسرحية عرضت هذه المسرحية الانسان الطيب في ستزوان في مسرح مدينة ستوكهولم سنة ١٩٧١ اخراج يوهان بيرغنستراهله الأسطوري مع لينا جرانهاجين وغوستا إيكمان. عُرض العرض ١٧٩ مرة وشاهده مايقارب ١٣٥٠٠٠ متفرج. أحد أعظم نجاحات مسرح مدينة ستوكهولم على الإطلاق! ,الآن حان دور المخرج لينوس تونستروم لتقديم المسرحية مع جيلا توريل في دور شين تي الرجل الصالح وماكنوس كريبر كطيار. تمثل ميتا فيلاندر دور مالك العقار مي توزو في مجموعة برين ستو هيل وهي أيضًا تشارك هذه المرة بما في ذلك الزوجة.يصف برتولت بريخت في كتابه الانسان الطيب في ستزوان مشكلة الخير فيها المجتمع الرأسمالي. إنها دراما عن صراع الإرادة البشري فعل الخير ، ولكن يجب إجبارهم على إلحاق الضرر من أجل البقاء. ثلاثة آلهة ينزلون إلى الأرضالشخص الوحيد الذي يظهر الرعاية ويقدم لهم المأوى هو البغي شين شاي. تحصل على المال من الآلهة حتى تتمكن من ترك مهنتها القديمة وشراء مهنة صغيرة محل تبغ. ثم يبدأ البؤس. يتم خداع شين تي الطيب القلب باستمرار واستغلت من قبل محيطها وحسن نيتها يتم اختباره. لإنقاذ أنفسهمهي نفسها ومتجر التبغ الخاص بها ، ترتدي زي ابن عمها القوي الذي لا يقهر شوي تا. هل يجب أن تكون ماكرًا وقاسًا وشريرًا صريحًا لتتمكن من تحمله كن جيد؟ في فريق المخرج لينوس تونستروم مجموعة تُروى قصة بريخت لكن في الإطار المعاصر. نحن في بلدة حدودية بين السويد وروسيا والصين ، حيث يمكن شراء كل شيء وبيعها. يجلس الناس ويتسكعون مع فنجان قهوة ,القهوة حامضة شخصا ما لديه غاز في بطنه ، ونام عامل المسرح وتم طرد أمين المظالم الاسبوع الماضي. الانهيار وشيك. شخص ما يريد تغيير العالم لكنه يشعر بألم شديد في الرأس. وإلى جانب ذلك من الصعب معرفة من أين تبدأ. من هذا ينمو الآن الحاجة إلى إعادة سرد قصة شين تي في سيزوان. قصة عنالبقاء في مجتمع تجده حتى الآلهة غير صالح للسكنى. مكان حيث يتطلب الأمر معايير مزدوجة ,قام المخرج لينوس تونستروم بكل شيء إلى تصميم الرقصات من الكلاسيكية إلى الحديثة،كثيرًا ما ناقشها وتحدث عنها ، مثل مجموعته المعاد كتابتها مطبخ أرنولد ويسكر في مسرح مدينة جوتنبرج. لينوس تونستروم أولا تعاون مع كاسيوس (السينوغرافيا والأزياء والإضاءة) في السابق مع العديد بما في ذلك اليس مع عمها في مسرح مدينة جوتنبرج ، أعلى الكلاب في مسرح اوريون و دون جوان في مسرح كلارا سنن في مسرح مدينة ستوكهولم

مسرحية الانسان الطيب في ستزوان
تاليف : بيرتولد بريخت

ترجمة : إبي ليندي

المخرج: لينوس تونستروم

تصميم الأزياء: أولا كاسيوس

تمثيل الأدوار: سيلا ثوريل ، لارس جوران بيرسون ، أولف إيكلوند ، روبرت بانزينبوك ، ماغنوس كريبير ، جونيلا نيروس ، ليف أندريه ، نينا جونكي ، كارل أك إريكسون وآخرين

المسرح: مسرح مدينة ستوكهولم (المسرح الرئيسي) وقت التمثيل ثلاث ساعات

عصمان فارس مخرج وناقد مسرحي السويد