حتى أنت أيها الداءُ اللّدود

عَدوّي الذي اصطفاني صديقاً

وهبْتَني عنفوانا لم أعتدْ عليه

صفوتَ صحبي ، ذوي القربى

ذوي المنأى

أبعدتَ عني من تزيّى بجِلْد الحرباء

ممن امتهنوا تبديلَ ألوانِهم وسحنتهم

رفاقَ الطاولات المكتنزة

عاشقي بطونهم

مثل هِررَة نهمة

تلاحقُ أكياسَ النفايات ذات الروائحِ الزّفرة

الواقفين في أوّل الصفوف ممن امتهنوا الانحناء

ويجلسون القرفصاءَ ترّقّباً لصفير السيّد الرأس

يتسابقون لنيلِ عظْمةٍ جرداء

من كلبٍ شرهٍ نجِسِ الطويّة

سقطتْ سهْواً من جِرابِهِ

وهو يتعثر بأقدامِهم الراكضة

ظللتُ أنا ماشياً الهوينا وحدي

مختالاً بأوجاعي

هانئا بطُهري

لا أعبأ بنفائسهم ولو أبرأتني

شافياً متعافيا

دعوني أقفْ بقامتي الفارعة

هي وحدها زانتْني إذ هدّني سقَمي

[email protected]