في عددها الصادر في مطلع شهر مارس-آذار الحالي، نشرت المجلة الفرنسية "جيو ايستوار" (الجغرافيا والتاريخ)ـ تحقيقا مُصورا حول أول رحلة بالسيارة عبر الصحراء الجزائرية باتجاه ما كانت تسمى بـ"السودان الفرنسية"، وهي مالي الحالية.

وبدأت هذه الرحلة في السابع عشر من شهر ديسمبر-كانون الأول1922، أي قبل مائة عام.
في صباح ذلك اليوم، غادرت خمس سيارات توغرت الواقعة في الشمال الشرفي من الصحراء الجزائرية متوجهة نحو الجنوب، وتحديدا نحو المدينة الأسطورية تومبكتو التي تبعد مسافة تقدر ب 33000كيلومترا . وكان دليل الرحلة جزائري يدعى أحمد بن حلالي، وهو أصيل ورغلة الواقعة جنوب توغورت.

وكان صاحب شركة "سيتروان" التي قامت بصنع الدفعة الأولى من السيارات الفرنسية هي المنظمة لتلك الرحلة التي قامت السلطات الاستعمارية في الجزائر بحمايتها من بدايتها إلى نهايتها.
وكان الهدف منها ربط الصلة بين المستعمرات الفرنسية في القارة السوداء، وبلدان شمال افريقيا. وقد سجل وقائع تلك الرحلة كل من جورج ماري هادرت، وهو المدير العام لشركة "سيتروان"، ولوي اودون -دوبراي، وهو ضابط قديم في الصحراء الجزائرية.

وقبل ذلك كان الجيش الفرنسي قد نظم بعض الرحلات بهدف الحصول على ما يحتاجه من مواد في مستعمراته الافريقية. لكن من دون أي نتيجة. ولم تتعرض قافلة السيارات لأي هجوم طوال الرحلة. ورغم العواصف الرملية الكثيرة، تمكن الفرنسيون العشرة من الوصول إلى تومبوكتو سالمين، وفيها حظوا باستقبال رائع من قبل السلطات الفرنسية.

وتلك الرحلة سمحت لصاحب شركة "سيتروان" بالترويج لسياراته لا في فرنسا وحدها بل في أغلب البلدان الأوروبية ..