إيلاف من فيينا: صدر للكاتبة الشهيرة فرانسيس هودجسون بورنيت، المعروفة بكتاباتها الخالدة مثل Little Lord Fauntleroy (اللورد الصغير) وThe Secret Garden (الحديقة السرية)، رواية جديدة مترجمة لأول مرة إلى الألمانية. الرواية تحمل عنوان The Shuttle (القصر المتداعي) وتتناول بعمق القضايا المتعلقة بالاستقامة الأخلاقية وإساءة استخدام السلطة في المجتمع الراقي. تجمع الرواية بين السرد الممتع، العدالة الشعرية، والتصوير البارع للعلاقات الاجتماعية.

تحكي الرواية عن فاندر بول، وهو مليونير أميركي لديه ابنتان، روزي وبيتي. بينما تتسم روزي بالبساطة والجمال والبراءة، تتميز بيتي بالذكاء الحاد الذي ورثته عن والدها. تتزوج روزي من اللورد نايجل أنستروثرز وتنتقل إلى إنجلترا، حيث تكشف بيتي سريعاً أن زوج أختها رجل قاسٍ ومتلاعب. روزي تعيش سنوات طويلة في عذاب داخل قصر زوجها المتداعي، محرومة من التواصل مع عائلتها في نيويورك.

عندما تكبر بيتي، تسافر إلى إنجلترا لإنقاذ شقيقتها. تستعيد النظام في القصر وتصلح الأوضاع لصالح ابن روزي. تواجه بيتي اللورد نايجل بشجاعة وصبر، وتؤدي أفعالها إلى نهايته العادلة، مما يمنح الحرية والسعادة لروزي وابنها.

صعود الطبقات النخبة
الرواية التي نُشرت في عام 1907 تحت عنوان The Shuttle، تسلط الضوء على التفاعلات الثقافية بين أمريكا وإنجلترا. تصور الرواية صعود طبقة النخبة الصناعية الغنية في أمريكا مقابل تراجع الطبقة الأرستقراطية الإنجليزية. عبر قصة حبكة غنية بالشخصيات، تستعرض الرواية التوترات الاجتماعية والاقتصادية التي ميزت تلك الحقبة، مشيرة إلى زواج الوريثات الأميركيات كحل لمشاكل النبلاء الإنجليز المالية.

روزي: الشقيقة البريئة التي تعاني من قسوة زوجها وتجهل تماماً التعقيدات المالية التي تواجهها.

بيتي: البطلة الذكية والجريئة التي تستخدم حكمتها وثروتها لإنقاذ شقيقتها.

اللورد ماونت دنستان: الجار النبيل الذي يمثل الجانب المضيء من الأرستقراطية الإنجليزية، وينجذب لاحقاً إلى بيتي.

اللورد نايجل، في المقابل، يمثل التدهور الأخلاقي والاجتماعي للأرستقراطية القديمة. من خلال هذه الشخصيات، تنسج بورنيت قصة تجمع بين الرومانسية والنقد الاجتماعي.


غلاف الرواية

في النهاية، يعود نايجل ليجد القصر في حالة أفضل بفضل جهود بيتي. يحاول السيطرة عليها وعلى شقيقتها مرة أخرى، لكنه يواجه تحديات من بيتي التي تستمر في المقاومة بذكاء وشجاعة. تتطور الأحداث حتى تصل إلى لحظة الذروة التي تقدم فيها الرواية عدالة شعرية تنصف الأخيار وتُعاقب الطغاة.

إساءة استخدام السلطة
تُبرز الرواية الصراعات الأخلاقية والاجتماعية، مقدمةً نقداً لاذعاً لإساءة استخدام السلطة داخل الطبقات العليا. كما تسلط الضوء على قدرة الأفراد الشجعان، مثل بيتي، على التصدي للظلم وإصلاح العلاقات الاجتماعية المكسورة.

فرانسيس هودجسون بورنيت (1849-1924) عُرفت بقدرتها على المزج بين الحكايات الإنسانية العميقة والنقد الاجتماعي. روايتها "القصر المتداعي" تقدم جانباً جديداً من كتاباتها، حيث تجمع بين الحكايات المظلمة والتحليل الاجتماعي العميق.

الكاتبة روائية بريطانية - أميركية، اشتهرت بقدرتها على كتابة حكايات تجمع بين الدراما الاجتماعية والخيال الأدبي، مما جعل أعمالها من بين الأكثر مبيعاً وتأثيراً في عصرها وحتى اليوم. ولدت في مانشستر، إنجلترا، وانتقلت إلى الولايات المتحدة في سن مبكرة بعد وفاة والدها. تجربتها الحياتية بين الثقافتين البريطانية والأميركية أثرت بعمق على أعمالها، حيث غالباً ما تناولت القضايا الاجتماعية والسياسية التي تربط العالمين.

نشرت "القصر المتداعي" لأول مرة في عام 1907، وتعد واحدة من أبرز رواياتها الموجهة للبالغين. تسلط الرواية الضوء على التفاعلات الثقافية والاجتماعية بين الطبقة الأرستقراطية الإنجليزية والصاعدة الصناعية الأمريكية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين.

الصراعات الأخلاقية
تركز الرواية على الصراعات الأخلاقية وسوء استخدام السلطة داخل المجتمع الراقي، حيث تصور من خلال شخصياتها الرئيسية كيف تتعامل القيم الأخلاقية مع الطمع والانحلال الأخلاقي في تلك الفترة.

تُظهر الرواية قوة شخصية النساء مثل البطلة بيتي، التي تتسم بالذكاء والشجاعة، وتجسد دوراً حاسماً في تغيير مصير شقيقتها وإنقاذها من زواج سامٍ في إنجلترا.

اشتهرت بورنيت قبل "القصر المتداعي" بأعمال خالدة مثل Little Lord Fauntleroy، وهي قصة عن البراءة والتحول الأخلاقي، وThe Secret Garden، التي تتحدث عن التعافي العاطفي والطبيعة كعلاج للنفس. وتميزت بورنيت بأسلوبها السلس والبسيط، الذي يمزج بين العاطفة والتحليل الاجتماعي، ما جعلها واحدة من أبرز الكتّاب في أدب الأطفال وأدب البالغين على حد سواء.

وتعد رواية "القصر المتداعي" تعد شهادة على عمق رؤيتها للأخلاق والطبقات الاجتماعية، وهي تستحق القراءة لفهم العلاقة بين القيم الإنسانية والواقع الاجتماعي في عصرها.