السلطان قابوس يجدد دعوته بمزيد من التلاحم مع القطاع الخاص


حيدر عبدالرضامن مسقط


جدد جلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان دعوته بايجاد مزيد من التلاحم بين الحكومة والقطاع الخاص مشيرا إلى أنه لكي تتحقق آمال وطموحات البلاد وتنجح خططها وبرامجها فلا بد من التعاون بين المواطنين كافة وفي مقدمتهم القطاع الخاص وبين الحكومة بمختلف أجهزتها وإداراتها على تنفيذ الخطط والبرامج المستقبلية، وبروح من المسؤولية والادراك والوعي بأن هذا التعاون ثمرته مزيد من التقدم والرقي والنمو والازدهار، معربا عن سعادته بما أظهره القطاع الخاص في السنوات الاخيرة من رغبة صادقة في توفير فرص عمل للمواطنين .


ودعا جلالة السلطان القطاع الخاص في خطابه اليوم بمناسبة الانعقاد السنوي لمجلس عمان إلى تكثيف مبادراته في هذا الشأن، كما دعا الشباب العماني ذكورا واناثا إلى الاستفادة من هذه الفرص والعمل على الاستقرار والبقاء في الوظيفة أو المهنة التى تتاح له من أجل اكتساب الخبرة والمهارة وتحقيق النفع المشترك والمصلحة العامة وإثبات أن العماني عامل جاد ملتزم منضبط قادر على القيام بمسؤولياته، مؤكدا إلى ان ذلك وحده الذي سوف يمكن سياسات "التعمين" وبرامجه أن تؤتي ثمارها المرجوة بمشيئة الله.


وأوضح السلطان قابوس أن المرحلة الماضية شهدت تطبيق خطط وبرامج متنوعة لتحقيق أهداف النهضة في عمان والتي ترتكز حول أربعة محاور أساسية هي تطوير الموارد البشرية، وتطوير الموارد الطبيعية، وانشاء البنية التحتية، واقامة دولة المؤسسات، مضيفا أنه تم بحمد الله على امتداد المسيرة التنموية الشاملة وبالعزم والاجتهاد والصبر والمثابرة الكثير من المنجزات التي تعتز بها عمان في كل محور من هذه المحاور، خاصة في مجال تطوير الموارد البشرية الذي يمثل حجر الزاوية في تنمية أي مجتمع، ذلك لأن الانسان كما أكدنا دائما وفي شتى المناسبات هو هدف التنمية وغايتها، كما أنه هو أداتها وصانعها، وبقدر ما ينجح المجتمع في النهوض بموارده البشرية وتطويرها و في تأهيلها و تدريبها وفي صقل مهاراتها وتنويع خبراتها يكون نجاحه في إقامة الدولة العصرية المتقدمة في مختلف مجالات الحياة أكبر.


وتحدث السلطان قابوس حول نشر التعليم في عمان بمستوياته المتنوعة وفروعه المتعددة وما صاحب ذلك من برامج تدريبية توفرها الحكومة والمؤسسات التعليمية الخاصة التي تبتعث اليها الحكومة العديد من أبنائها وبناتها في مختلف الاختصاصات مما أتاح لهم فرصا أكبر وأكثر للتحصيل العلمي والتدريب العملي اللذين يؤهلان للانخراط في سوق العمل والإسهام في بناء المجتمع، مشيرا إلى أنه وإن كانت الحكومة قد بذلت جهدا كبيرا أثناء المرحلة الماضية في سبيل توفير فرص التأهيل والتدريب للشباب العماني من بنين وبنات، الا أننا لاحظنا من خلال متابعتنا المستمرة لمسيرة التنمية الاجتماعية ومراقبتنا الدائمة لمراحلها المتعاقبة أن هناك شريحة من المواطنين لاتسعفها إمكاناتها الذاتية وقدراتها المالية لتأهيل نفسها وتطوير مهاراتها من أجل الحصول على فرص عمل مناسبة، مما يقتضي مد يد العون لها ومساعدتها على توفير التأهيل والتدريب اللازمين، مطالبا الحكومة العمانية بوضع آلية مناسبة تقدم من خلالها المساعدة لهذه الشريحة لتمكنها من اكتساب مهنة مفيدة توفر لها الاستفادة من فرص العمل المتاحة بمشيئة الله.


وأكد أن العديد من المنجزات الحضارية قد تحققت على الارض العمانية في مجالات عديدة تهدف كلها إلى تحقيق غاية نبيلة واحدة هي بناء الانسان العماني الحديث المؤمن بربه، المحافظ على أصالته، المواكب لعصره في تقنياته وعلومه وآدابه وفنونه، المستفيد من معطيات الحضارة الحديثة في بناء وطنه وتطوير مجتمعه، مؤكدا عزم الحكومة على مواصلة العمل من أجل مزيد من التقدم في مضمار التطور والعمران والرخاء والازدهار والأمن والاستقرار بعون الله. وقال بأن البلاد يملك من المقومات الحضارية والتاريخية ومن الآمال والتطلعات المستقبلية ما يمكنه إن شاء الله من انجاز سياساته الداخلية والخارجية التى اتضحت معالمها وتأكدت ثوابتها والحمد لله .


كما عبر السلطان قابوس عن إيمانه بأن عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ومراعاة المواثيق والمعاهدات والالتزام بقواعد القانون الدولي من شأنه ولا شك أن ينتقل بالعالم الى حالة أكثر مؤامة بين مصالح الدول، مؤكدا أن هذا ما ندعو اليه دائما من خلال نشر ثقافة التسامح والسلام والتعاون والتفاهم بين جميع الأمم، معتقدا بأن ذلك سوف يؤدي إلى اقتلاع كثير من الأسباب لظاهرتي العنف وعدم الاستقرار في العالم.